وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر قليلة من اصدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوما ملكيا على تعيين الدكتور عطا الله بن زايد الزايد، سفيراً للمملكة لدى جزر القمر باعتباره ثاني سفير سعودي مقيم في العاصمة موروني، وذلك خلفا للدكتور حمد بن محمد الهاجري. وبعد مراسم تقديم أوراق الاعتماد، رحب الرئيس غزالي، بالسفير السعودي الجديد الدكتور عطا الله بن زايد الزايد، متمنيًا له التوفيق في مهامه الجديدة، منوهًا بعمق العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين
ومن جانبه شكر السفير عطا الله على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به من صوله إلى أرض جزر القمر. وأدلى الدبلوماسي السعودي بتصريحات لوسائل الإعلام المحلية جاء فيها "كان لي الشرف أن قدمت أوراق اعتمادي لفخامة رئيس الجمهورية عثمان غزالي بصفتي سفيرا للمملكة العربية السعودية بجزر القمر، وهذا شرف كبير لأن العلاقة بين البلدين علاقة وطيدة ومهمة"
ستين مليار فرنك قمري مساهمات المملكة خلال السنوات الستة الأخيرة
وقد مكّن افتتاح السفارة السعودية في جزر القمر عام 2014، البلدين الشقيقين من تعزيز هذا التعاون الذي يعود تاريخه إلى أكثر من أربعين عامًا. ولا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان يحملان إرث الأخوة القمرية السعودية عالياً. وتقدر الالتزامات المالية التراكمية للمملكة تجاه جزر القمر بأكثر من 60 مليار فرنك قمري، على مدى السنوات الست الأخيرة. بالإضافة إلى دعم ميزانية الدولية بمبلغ 20 مليار فرنك القمري في نوفمبر من العام 2015. وتتدخل المملكة بشكل خاص في دعم البنية التحتية للطرق والمياه والتعليم والصحة والإدارة العامة والعمل الإنساني
يذكر أن المملكة العربية السعودية قامت على تمويل الطريق الرئيسي الممتد بين مطار هاهايا الدولي إلى منطقة مالوجا في شمال جزيرة انغازيجا بقيمة 4 مليارات فرنك قمري، وشارع دنريني-لنغوني-بومومي في جزيرة أنجوان بمبلغ قدرها 7 مليارات فرنك قمري. وكذلك طريق مدينة موسامود-سيما بجزيرة أنجوان بتكلفة اجمالية تقدر بـ7 مليارات فرنك قمري. ويقول المدير العام للطرق سعيد حسين "هناك مشاريع تم الانتهاء منها بينما هناك أخرى وما زالت قيد التنفيذ". وقد دعمت السعودية جزر القمر في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي في إنشاء بنيتها التحتية، بما في ذلك الطرق الوطنية الرئيسية، ومنذ ذلك الحين، حافظ البلدان على علاقات مميزة على الدوام
وفي عام 1986، قام الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بنفسه بتمويل أحد الطرق الرئيسية في جنوب جزيرة القمر الكبرى والتي لا تزال تحمل اسم الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود. وتتدخل السلطات السعودية في قطاع المياه من خلال الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية (العطاء) من خلال مشروعين رئيسيين منفصلين ولكن مكملين لبعضهما البعض. الأول تمويل مشروع إمداد المياه بالعاصمة ومحيطها بمبلغ 3 مليارات فرنك قمري. والثاني يتعلق ببناء صهاريج تخزين المياه لصالح تكتل موروني تقدر قيمته بـ5 ملايين دولار (2.5 مليار فرنك قمري) لتزويد رأس المال بالمياه
وفي قطاع الصحة، تقوم المملكة ببناء المركز الوطني لنقل الدم في مركز مستشفى المعروف الوطني. وقال الأمين العام لوزارة الصحة جان يوسف "إنه مشروع كامل وسيكون هناك انشاءات وتجهيز وتدريب". كما مولت المملكة العربية السعودية بناء 10 مدارس بنظام "تسليم مفتاح" على الجزر الثلاث وتخطط لبناء مبنيين سيكونان على التوالي مقرين لدار الافتاء ومكتب قاضي القضاء بموروني بمبلغ مليار يورو. وقد حضر مراسم تسليم أوراق الاعتماد إلى رئيس الجمهورية كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ظهير ذو الكمال، ووزير العدل والشؤون الإسلامية محمد حسين جمل الليل، والأستاذ عبد الله يحي مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وحماد حمادي المستشار الدبلوماسي لرئيس الجمهورية
