وبهذه المناسبة الكريمة، ألقى رئيس الجمهورية كلمة أمام الحاضرين باللغتين الفرنسية والقمرية، هنأ فيها الشعب القمري في الداخل والخارج بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، مشيدا بالجو الروحاني المتميز وبصور التضامن والتكافل التي صاحبت شهر رمضان المبارك. وأوضح فخامته قائلا "نحتفل اليوم بأول أيام عيد الفطر المبارك لهذا العام 2024م، سائلين المولى أن يتقبل الله منا الصيام والقيام وصالح الأعمال". وأشار في كلمته إلى فضل هذا الشهر الكريم وصيامه، مشيدا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة لخفض تكاليف المعيشة خلال هذا الشهر المبارك، وقال بأن المواطن القمري قد أدى صومه في طمأنينة أمام وفرة المواد الغذائية الأولية والتحكم في الأسعار
وتابع رئيس الجمهورية كلمته بالقول "ونحن إذ نحمد الله على هذه التسهيلات التي شهدناها خلال شهر رمضان المبارك، فإنني أجدد الشكر على جميع التجار وكل الفاعلين الاقتصاديين على ما بذلوه في هذا الميدان، ووقوفهم إلى جانب المواطن العادي، وفي أجمل صور التكاتف والتضامن مع المواطنين المتأصلين في عمق المجتمع القمري، كما أجدد لكم ولجاليتنا في الخارج تهاني الخالصة بعيد الفطر المبارك دون أن ننسى أهلنا في فلسطين المحتلة وغزة الجريحة. أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات، عيدكم مبارك سعيد، كل عام وأنتم بخير"
كما تناول غزالي عثمان في كلمته القضايا الدولية الكبرى، مع التركيز بشكل خاص على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، الذين يعتبرهم ضحايا القصف المتواصل من قبل الجيش الإسرائيلي. وقال "نحن اليوم نحتفل بحلول عيد الفطر المبارك في جو من الحرية والاستقرار، ولكن أفكر بشكل خاص في إخواننا وأخواتنا في غزة والضفة الغربية، الذين احتفلوا بالعيد في ظل التفجيرات القاتلة، وأشكال الحرمان اللاإنسانية وغيرها من الفظائع التي ترتكبها القوات الإسرائيلية". موجها نداء عاجلا إلى البلدان العربية والإسلامية والعالم أجمع، كي تحشد جهودها بشكل جماعي وملتزم، بهدف البحث عن السبل والوسائل الكفيلة لوضع حد سريع لهذا الحرب والظلم الذي يتحمله إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين دون أي هوادة، ولكن أيضا على إيجاد السلام في إطار الحرب الروسية الأوكرانية
حشد الجهود لوضع حد للحرب الإسرائيلية
ورحب رئيس الجمهورية بالنتائج المتحققة خلال رئاسته للاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أنه خلال رئاستنا للاتحاد الافريقي من فبراير 2023 وحتى فبراير 2024، حققت الدبلوماسية القمرية تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة. وقال بأنه بعد انتهاء رئاستنا للاتحاد الافريقي، سلمنا موريتانيا الرئاسة الدورية بكل فخر وسرور، حيث أتاحت لنا هذه الرئاسة فرصة إسماع صوتنا بشكل أكبر على الساحة الدولية، وذلك بفضل مشاركتنا النشطة في العديد من الاجتماعات الدولية. وقال غزالي عثمان "لقد حصلت، من بين إنجازات أخرى، على دمج قارتنا في مجموعة العشرين، وهي مؤسسة رئيسية للحوكمة الاقتصادية العالمية، والمزيد من التصديق على معاهدة اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ولكن أيضا تعزيز الاقتصاد الأزرق وإطلاق حوار مع قادة الدول الإفريقية التي تمر بأزمات في القارة، علاوة على ذلك، كانت هذه فرصة لإثبات أن البلدان الأقل نموا لديها أيضا القدرة على التحكم بفعالية في مصير القارة
وأوضح الرئيس بأنه يأمل بأن يكون عام 2024 هو عام الأمل والديمقراطية في القارة الأفريقية، حيث جرت انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية في كل مكان تقريبا في قارتنا، كما كان الحال مؤخرا في السنغال. لقد أكدت هذه الانتخابات النضج السياسي للشعب السنغالي الشقيق والترسيخ الديمقراطي الذي عرفناه دائما من بلد تيرانجا الجميل، هذه الأمة النموذجية ذات المؤسسات القوية والفعالة. كما تحدث فخامته عن انضمام جزر القمر إلى منظمة التجارة العالمية وقال "لقد انضمت بلادنا للتو إلى منظمة التجارة العالمية، وهي فرصة عظيمة لجذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة مع إمكانات السوق الإقليمية الكبيرة التي توفرها من خلال عضويتها في الكوميسا، والسادك، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية"
الرئيس غزالي مستعد للعمل مع الجميع
مشيرا إلى أننا نأمل بأن يكون عام 2024 أيضا عام الانتهاء من المشاريع التنموية الكبرى، مثل مستشفى المعروف الجامعي والذي سيفتح أبوابه قريبا، بالإضافة إلى الانتهاء من المشاريع البنية التحتية وخاصة في مجال بناء الطرق. متطرقا إلى الحديث عن القضايا السياسية الراهنة في البلاد، خاصة بعد اجراء الانتخابات الرئاسية في 14 يناير الماضي، حيث أعرب الرئيس غزالي عن استعداده الكامل للعمل مع الجميع من أجل خير جزر القمر، وحذر من الذين يسعون إلى تأجيج زعزعة الاستقرار. وأكد أن "الانتخابات قد انتهت، وقد تم الاعتراف بإعادة انتخابي من قبل الجميع، وذلك بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات من قبل المحكمة العليا وحان الوقت للتفكير في مستقبل البلاد". مذكرا بحفل التنصيب الذي سيتم تنظيمه في 26 مايو القادم، والذي تمت فيه دعوة شخصيات أجنبية بارزة، وقال "لقد تمت دعوة رؤساء الدول إلى هذا الحفل، الذي يجب أن يكون مسألة فخر وطني، نحن واحدة من الدول القليلة، إلى جانب الولايات المتحدة، التي لديها تاريخ محدد رسمي لنقل السلطة وذلك في 26 مايو من كل خمس سنوات"
وأضاف في كلمته باللهجة الوطنية "لقد تم احترام هذا التقليد لمدة 20 عاما، وهو ما يجب أن نفرح به". كما دعا رئيس الجمهورية السياسيين إلى الانضباط والصبر حتى عام 2029. مطالبا سماحة مفتي الجمهورية بالقيام بعمل متعمق لإعادة النظر وتعزيز القيم الاجتماعية والدينية في المجتمع القمري التي كانت دائما "ركيزة التماسك" بين المواطنين القمريين. وقال غزالي عثمان في هذا الخصوص "لقد كان الإسلام وقيمنا الاجتماعية التقليدية دائما، منذ فجر التاريخ، السور الحقيقي الوحيد الموروث من أسلافنا ضد أي شكل من أشكال التفرقة والعنف، ويجب علينا أن نفهم أهمية هذه القيم ونوليها اهتماما خاصا من أجل الحفاظ على قيمنا وتقاليدنا الدينية"