وبمناسبة ذكرى مرور عامين على رحيل سماحة مفتي الجمهورية السابق الشريف سيد طاهر بن سيد أحمد مولانا جمل الليل، تنظم أهالي مدينة نتسوجيني مسقط رأسه العديد من الأنشطة الدينية والثقافية لتكريم شخصيته الذي كرس جميع حياته في خدمة العلم والدين الإسلامي. فقد تم أول أمس الأربعاء في نادي البنات بمدينة نتسوجيني تنظيم ندوة علمية حول "الحياة والعمل الأكاديمي والمهني والسياسي للمفتي الراحل سيد طاهر أحمد مولانا"
وقدم الدكتور أحمد أوليد منسق البرامج البحثية بجامعة جزر القمر، في بداية ورقته في الندوة ملخص عن السيرة الذاتية للمفتي السابق أي "حياة الباحث والمثقف". وأشار الدكتور أوليد إلى أن الشريف سيد طاهر من مواليد مدينة نتسوجيني عام 1942م، وقام خاله سعيد مصطفى بن جعفر بنقله إلى زنجبار في سن السابعة من عمره، حيث بدأ دراسته هناك قبل إرساله إلى القاهرة بجمهورية مصر العربية للالتحاق بجامعة الأزهر الشريف وحصل على شهادة اللسانس في الشريعة الإسلامية عام 1956م في عهد جمال عبده الناصر
وبعد ذلك عاد الشريف سيد طاهر إلى بلده جزر القمر في عام 1967م حيث لقي استقبالا حارا من قبل أهله وأقاربه. موضحا بأنه منذ وصوله إلى البلاد بدأ المرحوم في الاهتمام بعملية التدريس، وقام بافتتاح مسجد الكبير في موتسامودو بجزيرة أنجوان. موضحا بأنه كان من أوائل المعلمين الثلاثة من أصول قمرية قاموا بالتدريس في معهد سيد محمد شيخ الثانوي بموروني منذ عام 1972م. منوها بأنه قام بتدريس الرئيس غزالي عثمان والعقيد أبو بكر مزي الشيخ
أما الحاج عبد الشكور، فقد أشار إلى أن الشريف سيد طاهر قد انتهز الفرصة خلال دراسته في القاهرة، لحضور العديد من المعاهد للمشاركة في المؤتمرات والبحوث العلمية في مختلف المجالات حول الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن سيد طاهر قد تم تعيينه مفتيا للجمهورية في عام 1998م في عهد الرئيس الراحل محمد تقي عبد الكريم، وأنه لم يترك هذا المنصب حتى وفاته في عام 2020م. وقال بأنه قبل تعيينه مفتيا للجمهورية كان شريف سيد طاهر يدرس في معهد سيد محمد شيخ الثانوي قبل أن يعمل في محكمة موروني الابتدائية كمستشار في الشريعة الإسلامية، ثم يصبح رئيسا لمجلس علماء جزر القمر
وفقا للحاج عبد الشكور، فإن الاحتفال بذكرى وفاة المفتي سيد طاهر في كل عام هو الطريقة المثالية للسماح للأجيال القادمة بالتعرف على حياته ومسيرته وأعماله وأبحاثه. وكان قد شارك في تقديم الندوة كل من الوزير السابق جعفر ممادي محاضر في جامعة جزر القمر والدكتور إبورا علي طبيب مدير جامعة جزر القمر المؤقت والدكتور سعيد برهان عبد الله رئيس اتحاد علماء أفريقيا والأستاذ محمد سفاري والعديد من العلماء من جامعة جزر القمر ولفيف من الكوادر والأعيان بمنطقة إتسندرا والمسؤولين بالدولة. هذا وقد نظمت أهالي مدينة إتسندرا مجيني عصر أمس الخميس حفل تأبين على رحيل الشريف سيد طاهر، بينما سيتم غدا السبت حفل تأبين كبير في مسقط رأسه بمدنية نتسوجيني، كما ستقام ندوة علمية أيضا في كلية الإمام الشافعي يوم الثلاثاء القادم