إعداد/ محمد أحمد ممادي ✍️
والتقى الرئيس غزالي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حيث أشاد بدوره في دعم برامج التنمية بجزر القمر. وناقش رئيس الجمهورية قضية مايوت، معبّرًا عن أسفه لفقدان الأرواح القمريين مستندا إلى تحقيق صحيفة لوموند بشأن تورط الشرطة الفرنسية في غرق القوارب. وأكد التزام بلاده بالحوار ودعا الأمم المتحدة إلى دعم جزر القمر في البحث عن حلول تحترم القانون الدولي. من جانبه، أشاد غوتيريش بقيادة الرئيس غزالي، مؤكدًا التزام الأمم المتحدة، خصوصًا لجنة إزالة الاستعمار، بالسعي نحو حلول عادلة ودائمة
وعلى أعتاب افتتاح الدورة الثمانين، التقى رئيس الجمهورية برئيسة الجمعية العامة، أنالينا بيربوك، وهنأها على انتخابها، معتبرًا ذلك خطوة هامة لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والمأساة الإنسانية في فلسطين. وأعرب الرئيس غزالي عن تقديره لجهودها في إدارة أعمال الجمعية وتعاطفها مع الشعب الألماني
بدورها، أشادت رئيسة الجمعية العامة بقيادة الرئيس غزالي عثمان على الصعيدين القاري والمحلي. كما أعرب فخامته عن أمله في أن تثمر الدورة الحالية عن قرارات قوية وطموحة في مجالات المناخ والأمن والطاقة والسلام
دعوة البنك الدولي لدعم المشاريع ذات الأولوية
وعقد الرئيس غزالي عثمان، يوم الاثنين الماضي، لقاءً مع مديرة عمليات البنك الدولي، آنا بيردي، لمناقشة برامج التنمية وتمويل المشاريع الحيوية في جزر القمر. حضر اللقاء عدد من أعضاء الوفد القمري، من بينهم وزير الخارجية مباي محمد، والممثل الدائم لجزر القمر لدى الأمم المتحدة السفير إسماعيل شانفي، ووزيرة الإعلام فاطمة أحمد، والمستشار الدبلوماسي للرئيس جاي أحمد شانفي، والمفوضة العامة للتخطيط نجدة سيد عبد الله
وأشاد الرئيس غزالي بجهود البنك الدولي، باعتباره الشريك التنموي الرئيسي لبلاده، حيث تتجاوز قيمة المشاريع الجارية أكثر من 352 مليون دولار. وأوضح أن هذه المشاريع تشمل قطاعات استراتيجية مثل الصحة من خلال بناء المستشفى الجامعي الجديد، وربط الجزر، والشمول المالي، والتنويع الزراعي، والتكيف مع تغير المناخ
واستعرض فخامته التقدم الاقتصادي الذي حققته البلاد، مشيرًا إلى أن جزر القمر سجلت معدل نمو يُقدَّر بـ3.4% خلال عام 2024، مع انخفاض التضخم إلى 5.1% مقارنة بـ9% في عام 2023، إضافة إلى الحفاظ على الدين العام عند مستوى مستدام يبلغ 28.4% من الناتج المحلي الإجمالي
كما أشار إلى أن ميزانية عام 2025، التي أُعدت بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، تتوقع عجزًا قدره 30 مليون يورو لم تتم تغطيته بالكامل بعد، رغم المساعدة المالية التي قدمها البنك الدولي والبالغة 20 مليون دولار، داعيًا إلى مزيد من الدعم لتعزيز استقرار المالية العامة
وتطرق الرئيس غزالي إلى الاستعدادات الجارية لتنظيم ألعاب جزر المحيط الهندي 2027، والتي تتطلب تعبئة نحو 150 مليون يورو، إضافة إلى مشاريع بنية تحتية أساسية تشمل تجديد المطار الدولي بتكلفة تقدَّر بـ9.2 مليون يورو، واستكمال مشروع مستشفى المعروف بكلفة 16 مليون يورو
وفي ختام اللقاء، جدّد رئيس الدولة التأكيد على أهمية خطة جزر القمر الناشئة 2030، التي تحتاج إلى تمويل قدره 5.2 مليار يورو، لم يُؤمَّن منها بعد ما يقارب 3 مليارات يورو. وقال: "إن دعم البنك الدولي ضروري لتسريع تنفيذ خطة جزر القمر الناشئة، وضمان نمو شامل ومستدام، وتعزيز قدرة بلادنا على الصمود في مواجهة تحديات المناخ
الإمارات وجزر القمر تبحثان تعزيز التعاون الاستثماري والتنموي
والتقى الرئيس غزالي، سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ونقل الشيخ عبد الله بن زايد خلال اللقاء تحيات القيادة الإماراتية إلى الرئيس غزالي، متمنياً لجزر القمر مزيدًا من التقدم والازدهار. وردّ الرئيس غزالي بتحيات مماثلة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وقيادة الإمارات، متمنيًا للشعب الإماراتي دوام الرخاء
وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون في القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية، كما ناقشا آخر التطورات الإقليمية والدولية. وأكد الشيخ عبد الله بن زايد حرص دولة الإمارات على ترسيخ علاقات متينة ومزدهرة مع جزر القمر، بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين، فيما دعا الرئيس غزالي رجال الأعمال الإماراتيين لزيارة بلاده والاطلاع على فرص الاستثمار المتاحة
كم التقى رئيس الجمهورية برئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمد علي يوسف، برفقة مدير مكتبه ووزير الخارجية القمري الأسبق صيف محمد الأمين. وهنأ رئيس المفوضية الرئيس القمري على قيادته في القارة الإفريقية، والتي أسهمت في إحراز تقدم ملحوظ في ملفات حساسة، من بينها السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى دعم منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وترشيح إفريقيا لمجموعة العشرين
لقاء مع المستشار النمساوي
من جانبه، شدّد الرئيس غزالي على أن جزر القمر لم تحقق بعد سيادتها الكاملة بسبب الوضع في جزيرة مايوت، مستنكراً الآلاف من الوفيات الناتجة عن غرق القوارب في المضيق الفاصل بين الجزيرتين (أنجوان ومايوت)، مع الإشارة إلى تورط عناصر من الشرطة الفرنسية. ودعا فرنسا إلى وضع حد لهذه المأساة الإنسانية، مطالبًا الاتحاد الإفريقي بتوعية الدول الأعضاء وتحذيرها من أي تجاوزات قد تضعف التضامن القاري بشأن قضية مايوت
كما التقى فخامته بالمستشار الفيدرالي النمساوي، كريستيان شتوكر، حيث شدّد الزعيمان على تعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا في مجالات الطاقة، ومكافحة تغير المناخ، وقطاع السياحة. وأكّد المستشار النمساوي أهمية تطوير شراكات في مجال التدريب ومنح دراسية للطلاب القمريين، للاستفادة من الخبرات النمساوية في تعزيز القدرات الوطنية
ووجه الرئيس غزالي دعوة للمستشار النمساوي لتشجيع رواد الأعمال على زيارة جزر القمر للاطلاع على فرص الاستثمار المتاحة، مع تذكيره بالمأساة الإنسانية المرتبطة بغرق القوارب والوجود الفرنسي على جزيرة مايوت. وأبدى الرئيس غزالي دعمه لترشيح النمسا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن، متمنياً أن تلعب النمسا دورًا بناءً في البحث عن حلول للنزاعات الدولية