logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

رحيل الشيخ عبد القيوم، فارس المنابر، المجاهد الصابر

رحيل الشيخ عبد القيوم، فارس المنابر، المجاهد الصابر

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
في مشهد مهيب وحزن شديد شيع القمريون يوم الثلاثاء 9 فبراير الجاري علما من أعلام الدعوة الإسلامية في جزر القمر ورمزا من رموزها البارزين.

 

ولد أبو الدرداء عبد القيوم بن الشيخ محمد طيب مرندعاد في مدينة مبيني حاضرة منطقة همهامي، شمال شرقي جزيرة القمر الكبرى، وتلقى تعليمه الأولي فيها، فدرس في مدرسة الأستاذ يحيى يوسف رحمه الله تعالى، ثم انتقل إلى مدينة إكوني-بمباو عام 1975م والتحق بمدرسة الفتح الإسلامي الذي أسسه الشيخ محمد شريف رحمه الله وحصل فيها على الشهادة الابتدائية، وبعدها مدرسة الفلاح بالعاصمة موروني، ولما فتح معهد رابطة العالم الإسلامي كان من أوائل الملتحقين به، فدرس فيه إلى أن حصل على الشهادة الإعدادية مع مجموعة من رفاقه، أمثال الأستاذ عيسى سليمان، والأستاذ محمد كليم مزي، والأستاذ محمود شاكر، وغيرهم

سافر المرحوم إلى مكة المكرمة سنة 1984م والتحق بمعهد الحرم المكي الشريف، وحصل فيه على الشهادة الثانوية، فنال شرف طلب العلم في أطهر البقاع، وأطيب الأماكن، بجوار الكعبة المشرفة، وفي بيت الله العتيق. لما عاد إلى جزر القمر أسس حلقة لتحفيظ القرآن الكريم في مسقط رأسه في مسجد أدساما، فكان يشرف عليها، ويحث الطلاب على الالتحاق بها، وعمل مدرسا لمادة التربية الإسلامية في معهد التضامن الإسلامي، وفي ثانوية الرئيس محمد تقي عبد الكريم، ثم أصبح خطيبا للمسجد الجامع، واستمر خطيبا فيه سنوات إلى أن ألهمه الله عز وجل فكرة إقامة صلاة جمعة في مسجد مطار الأمير سيد إبراهيم الدولي (مطار هاهايا)، فكان أول خطبة فيه من إلقائه، وأول صلاة جمعة بإمامته

لم يكتف رحمه الله تعالى بما تعلمه في مكة المكرمة، فسافر مرة ثانية إلى جمهورية السودان، ملتحقا فيها بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة إفريقيا العالمية، وهناك استطاع بأخلاقه الطيبة وتعامله الحسن تأسيس علاقات أخوية وصداقات مع كثير من رجالات السودان، من دعاة وعلماء ووزراء ومدراء وتجار، فأصبح ذا شأن كبير عندهم، وكانوا يجلونه ويقدرونه غاية التقدير، لما رأوا فيه من صدق النية، وتفانيه في الدعوة إلى الله عز وجل

كان الشيخ عبد القيوم أحد أعمدة الدعوة إلى الله في جزر القمر، وقد أسهم مع إخوانه أبناء جمعية التضامن الإسلامي بمدينة (مبيني) من خلال نشر الفضائل والأخلاق الحسنة، ومحاربة الفساد والأخلاق السيئة. عرف عنه زهده وورعه وتضحيته وحبه للخير، وبذله النصيحة، فعاش كريما سخيا، مؤثرا إخوانه على نفسه، آمرا للمعروف ناهيا عن المنكر، مجاهدا في سبيل الله. خلف الشيخ خمسة من الأولاد، اثنان من الذكور، هما: عزام وعبد الله، وثلاث من الإناث، هن: الدرداء، وشيماء، ودعاء

كان مناه أن ينال الشهادة في سبيل الله، فاستجاب الله دعاءه، وكانت وفاته في مستشفى الشيخ سلطان القاسمي -مستشفى سامبا نكوني- ليلة الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1442هـ الموافق 9 فبراير 2021م، ودفن في مقبرة عائلته صباح الثلاثاء في مشهد مهيب حضره أبناؤه وإخوانه وطلابه ومحبوه. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وجعل جزاءه الجنة، وألهم أولاده وأهله ومحبيه الصبر والسلوان

الدكتور أحمد بن محمد طويل

عضو هيئة التدريس بكلية الإمام الشافعي بجامعة جزر القمر

رئيس الرابطة القمرية السورية

تعليقات