وقال الدكتور عبد الحكيم في لقائه مع صحيفة الوطن بعد تشييع جنازة المرحوم في مسقط رأسه بمدينة نتسوجيني صباح أمس الخميس بأن وفاة المفتي الأكبر ليس وفاة شخص واحد بعينه بل هو وفاة الأمة، فقد كان مصلحا دينيا واجتماعيا وسياسيا. مضيفا بأن الراحل كان يلعب دورا كبيرا في اتمام الصلح سواء على مستوى الدولة أو على مستوى الأسر القمرية وكان مرجع للأمة القمرية بأكملها. وأكد الدكتور عبد الحكيم بأنه في الحقيقة فإن وفاة سماحة مفتي الجمهورية يعتبر خسارة للأمة القمرية بأكملها وهو فقيد الأمة كما قال الشاعر: وما كان قيس موته موت واحد***ولكنه بنيان قوم تهدما
وأشار الدكتور عبد الحكيم إلى أن الأمة القمرية اليوم في مصيبة كبيرة ولكنه لدى علماء جزر القمر بصفة خاصة المصيبة أكبر، مما نتصور باعتبار أن شريف سيد طاهر بن سيد أحمد مولانا كان بوابة للعلم وحارسا للعلماء في جزر القمر، وقال "فنحن كعلماء سنتذكر دائما مقام المفتي الأكبر الراحل ودوره في نشر الدعوة والمحافظة على وحدة المذهب"، وكما قال الشاعر أقول هنا اليوم في هذه المصيبة الجليلة: سَيَذْكُرُني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُمْ، وفي اللّيلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ
وأوضح الدكتور عبد الحكيم بأن الراحل كان عضوا في مجمع الفقه الإسلام التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ومقره مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، كما يعتبر من كبار علماء الأزهر الشريف بمصر. وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية والندوات في العالم الإسلامي لتمثيل البلاد. وقال بأن المرحوم كان يحترمني بصفة خاصة وقد درست الكثير منه واستفدت منه منذ مصاحبته له. منوها بأنه كان موصلا لرحمه ومحبا للعلم والعلماء، كما كان حريصا على وحدة الدين والتمسك بالمذهب الشافعي في البلاد
وكان يقول دائما يجب مراعاة التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام الشافعي. وأكد الدكتور عبد الحكيم بأن من بين الانجازات المحسوبة للمرحوم جهوده في إنشاء كلية الإمام الشافعي وجامعة جزر القمر وكان الراحل يعتبر المؤسس الحقيقي لكلية الإمام الشافعي بجهوده الفكرية والعلمية. وفي نهاية لقائه مع القسم العربي لجريدة "الوطن" ناشد عضو هيئة التدريس بكلية الإمام الشافعي علماء جزر القمر بضرورة الاستفادة من الدروس الدينية للمرحوم وخطاباته وفتواه كمرجع ديني والعمل على جمع هذه الدروس والخطب في مكان واحد
كما طالب على أهمية إيجاد مؤسسة علمية لتسمية اسم المرحوم سيد طاهر بن سيد أحمد مولانا. بالإضافة إلى أهمية متابعة منهجه العلمي والدعوي حول دعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والتمسك بالمذهب الشافعي كمذهب أصلي ورسمي بالدولة وذلك لوحدة الدين. كما طالب الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر إلى ضرورة تضافر جهود العلماء وتوحيد صفوفهم في هذه المرحلة الدقيقة وعدم التشتت والشروع في المسائل الخلافية. مقدما شكر علماء البلاد على جهود الدولة في إدارة مراسم تشييع جنازة مفتي الجمهورية الراحل إلى مثواه الأخير. سائلا الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله في فسيح جناته مع النبيين والصديقين