ووفق البيانات الرسمية، فقد بلغ عدد القتلى في تركيا 36 ألفا و187 شخصا، في حين وصل عددهم في سوريا إلى 5801، حتى صباح أمس الخميس، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة. وما تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في عدد من المناطق، في حين أعلن انتهاؤها في أماكن أخرى
من ناحية أخرى، أطلقت القنوات والإذاعات التركية والأذرية و"القبرصية التركية" حملة تبرعات في تركيا لمساعدة المتضررين من الزلزال. وبثت تلك القنوات (213 محطة تلفزيونية و562 إذاعة داخل وخارج تركيا)، حملة مشتركة حملت اسم "تركيا قلب واحد" شارك فيها مشاهير أتراك في تقديم الحملة على الهواء مباشرة
وعلى مدار 7 ساعات من البث المباشر، تلقت الحملة تبرعات كبيرة وصلت قيمتها إلى 115 مليارا و146 مليونا و528 ألف ليرة تركية (نحو 6.1 مليارات دولار). ووصفت وسائل إعلام تركية الحملة بأنها الكبرى في تاريخ الجمهورية، وأطلق عليها اسم "تركيا قلب واحد" وحظيت بمشاركة واسعة من الأتراك مؤسسات وأفراد، وعلى المستويين الرسمي والشعبي
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -خلال مداخلة هاتفية مع منظمي الحملة- إن "شعبنا سيظهر كرمه مجددا بتحطيم رقم قياسي في التبرع للمتضررين من الزلزال". وأشار أردوغان إلى أن كافة المبالغ التي ستُجمع خلال الحملة سيتم إنفاقها من أجل المتضررين من الزلزال
زلزال تركيا في أرقام
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية صباح أمس الخميس ارتفاع عدد وفيات الزلزال جنوبي البلاد إلى 36 ألفا و187. وأشارت -في بيان- إلى إجلاء 216 ألفا و347 شخصا من المناطق المتضررة من الزلزال. وأضافت أن عدد المصابين جراء الزلزال بلغ 108 آلاف و68. ولفتت إلى وقوع 4323 هزة ارتدادية عقب الزلزال المزدوج الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش في السادس من فبراير الجاري
وأفادت بأن 29 ألفا و944 عامل إنقاذ يعملون في المناطق المنكوبة، بمن فيهم الفرق الدولية. وأوضحت أن عدد أفراد فرق البحث والإنقاذ القادمين من دول أخرى بلغ 11 ألفا و488 فردا. ولفتت إلى أن إجمالي عدد العناصر العاملة في منطقة الزلزال من مختلف المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية بلغ 253 ألفا و16 شخصا. وذكرت أنه تم الانتهاء من نصب أكثر من 172 ألف خيمة لإيواء المتضررين في مختلف المناطق التي تعرضت للزلازل
وقال الأمين العام لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إن كارثة الزلزال كبيرة لدرجة أنه لا توجد مؤسسة قادرة على الاستجابة لها منفردة، وأضاف أنه "يجب أن نكون في المناطق المنكوبة لمدة عامين، لأن الأزمة طويلة الأمد". وشدد على ضرورة التحرك سريعا على المدى القصير لاحتواء آثار الزلزال في سوريا، مشيرا إلى أن ما رآه في حلب هو أزمة تلو أزمة، وهناك مشردون ونقص في الوقود
انخفاض الناتج المحلي في تركيا
وقال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، في تقرير نشره أمس الخميس، إن التداعيات الاقتصادية المحتملة للزلزال القوي الذي ضرب تركيا قد تسفر عن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 1% هذا العام. وأضاف البنك أن هذا "تقدير منطقي" بسبب الدفعة المتوقعة من جهود إعادة الإعمار، في وقت لاحق من العام، والذي سيعوض التأثير السلبي على البنية التحتية وسلاسل الإمداد
يذكر أن زلزال مزدوج ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير الجاري، بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، بالإضافة إلى مئات الهزات الارتدادية العنيفة، مما خلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين