شهد الحفل الذي أقيم في الحرم الجامعي بـ"فوني"، حضور حاكم جزيرة القمر الكبرى إبراهيم مزي محمد، ورئيس الجامعة الدكتور إيبورا علي طبيب، إلى جانب ممثل عن السفارة الإماراتية وعدد من المسؤولين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة. فمنذ عامين، قدمت دولة الإمارات، عبر برنامجها التعليمي، قاعة معلوماتية لجامعة جزر القمر، مصحوبة ببرنامج تدريبي في مجال التطبيقات المكتبية

ويأتي هذا البرنامج في إطار مبادرة إماراتية أطلقت قبل عامين، تضمنت إنشاء قاعة معلوماتية بجامعة جزر القمر، إلى جانب برنامج تدريبي متخصص في التطبيقات المكتبية. وشهد الحفل تكريم 17 خريجاً، يمثلون الدفعة الأولى من المستفيدين من هذا البرنامج الذي استمر 12 شهراً والذي ويأتي ثمرة لتأسيس 13 مركزاً للتعليم التقني والتكنولوجي في مناطق مختلفة بجزيرة القمر الكبرى، وذلك بدعم وتمويل إماراتي ضمن جهود الإمارات المستمرة لتعزيز التنمية المستدامة في مجتمعات الدول

إشادة رسمية ودعوة إلى الوحدة

وفي كلمته خلال الحفل، أثنى حاكم جزيرة انغازيجا على جهود السلطات القمرية في النهوض بالتعليم، منوّهًا بالدور البارز الذي تؤديه دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم مسارات التنمية في البلاد، لاسيما في مجالي التعليم الرسمي وغير الرسمي. ودعا الحاكم إلى ترسيخ قيم الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، مشددًا على أهمية وعي الشباب بدورهم في بناء مستقبل البلاد. وقال إبراهيم مزي محمد: "جامعة جزر القمر تمثل فضاءً يتلاقى فيه شباب الأمة لاكتساب المعرفة، سواء من خلال هذا البرنامج المعلوماتي، في عالم باتت تهيمن عليه تقنيات الذكاء الاصطناعي، أو عبر تخصصات أخرى. فأنتم مستقبل هذا الوطن، وأنتم من سيواصل ما بدأناه نحن، أسلافكم

مشاريع تعليمية متواصلة

من جهته، هنأ رئيس الجامعة الدكتور إيبورا علي طبيب الخريجين على نجاحهم، مشيدًا بحسن تنظيم الحفل، واستعرض مجموعة من المشاريع التي أُنجزت أو ما تزال قيد التنفيذ، من بينها: إنشاء مركز للتدريب المهني في جزيرة موهيلي، وتوفير تجهيزات معلوماتية متطورة، وإنشاء مكتبة إلكترونية حديثة بكلية العلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى بناء قاعات دراسية جديدة في معهد تدريب المعلمين، تتضمن برامج تأهيل إداري متقدمة

ويأتي هذا المشروع في سياق المبادرات الإماراتية التعليمية الرامية إلى الاستثمار في الإنسان، باعتباره محور التنمية وركيزتها الأساسية، حيث تسعى سفارة دولة الإمارات بالتعاون مع جامعة جزر القمر، وبدعم من لانتانا للثقافة والفنون وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي من خلال هذا البرنامج إلى تزويد الشباب القمري بالمعارف التقنية والمهارات التعليمية التي تؤهلهم لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في البلاد

كما شهد الحفل تكريم ستة طلاب فازوا في مسابقة "الإبداع والابتكار في مجال البيئة"، التي تهدف إلى تمكين الشباب وتشجيعهم على تطوير حلول مبتكرة ومستدامة لمواجهة التحديات البيئية، وفي مقدمتها الحفاظ على الموارد الطبيعية ومكافحة التغير المناخي

ويؤكد هذا المشروع مجددًا توجه دولة الإمارات إلى جعل "الإنسان" محورًا رئيسًا في مشاريعها التنموية الدولية، عبر بناء القدرات وتوفير المهارات التي تعزز فرص الشباب في المساهمة الفعالة في الاقتصاد والمجتمع