وقد شارك في الحفل عدد كبير من المسؤولين القمريين، يتقدمهم وزير التربية الدكتور تقي الدين يوسف، وحاكمة جزيرة انغازيجا سيتي فروة محي الدين، ورئيس المحكمة العليا شيخ سالم عثمان، ومدير مكتب رئيس الجمهورية المكلف بالدفاع يوسف محمد علي، ورئيس جامعة جزر القمر الدكتور إبورا علي طبيب وعدد كبير من الدكاترة والأساتذة الجامعيين، بالإضافة إلى ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى البلاد. وقد ألقي عدة كلمات، تحدث معظمها عن أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في البلاد
وفي كلمته، أشار القائم بالأعمال لدى السفارة السعودية بموروني وليد بن ممدوح موصلي إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت اللغة العربية لغة أممية في 18 ديسمبر 1973، كما قررت منظمة اليونسكو اعتبار الثامن عشر من ديسمبر يوما عالميا للاحتفال باللغة العربية. وقال بأنه "نظرا من الدور الحضاري للغة العربية بين شعوب العالم، تولي المملكة أهمية كبيرة، وتسخر كل الإمكانيات من أجل نشر لغة الضاد، وتهيئتها لمواكبة الثورات العلمية الحديثة، وذلك عبر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، والذي يعتبر من ضمن المبادرات الثقافية التي تنفذها المملكة، للمساهمة في إبراز مكانة اللغة وإثراء المحتوى العربي في مختلف المجالات"
وأضاف الأستاذ وليد بن ممدوح "أن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يعد إحدى مبادرات الاستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة بالمملكة، ويمثل مرجعية عالميّة في نشر اللغة العربية وحمايتها، ودعم أبحاثها وكتبها المتخصصة، إضافة إلى تصحيح الأخطاء الشائعة في الألفاظ والتراكيب، وإعداد الاختبارات والمعايير لها، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في خدمتها، وصناعة المدوّنات والمعاجم، وإنشاء مراكز لتعليمها، إضافة إلى إقامة المعارض". وقال بأن احتفال السفارة السعودية باليوم العالمي للغة العربية في موروني بالتعاون مع وزارة التربية وكلية الإمام الشافعي، يعكس الإرادة المشتركة لدعم جهود فخامة الرئيس غزالي في نشر لغة الضاد في الأرخبيل، وتصريحاته المتكررة بتبني تعليم اللغة العربية من المرحلة الأساسية، كما أنه يعبر عن استعداد السعودية بدعم هذه الجهود عبر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية
علما أن التاريخ يؤكد أن اللغة العربية كانت هي السائدة في العصور السابقة في الجزر بصماتها مازالت موجودة وواضحة على كافة الجوانب. موضحا بأن المملكة كانت سباقة في دعم عملية تعليم اللغة العربية في جزر القمر منذ الثمانيات القرن الماضي، من خلال إنشاء معاهد رابطة العالم الإسلامي، والتي لعبت دورا كبيرا في نشر التعليم العربي والإسلامي في البلاد، وكذلك من خلال استقبالها لعدد من الطلبة القمريين للدراسة في جامعات المملكة المختلفة
جزر القمر خطت خطوات جبارة في ترسيخ لغة الضاد
ومن جانبه، قدم الأستاذ عبد العزيز مدهوما -الذي تحدث نيابة وزير الدولة المكلف بالعالم العربي- شكر الحكومة القمرية للمملكة العربية السعودية، حكومة وشعبا على دعمها المستمر واللامحدود لبلادنا في جميع المجالات منذ فجر الاستقلال إلى يومنا هذا، حيث فتحت جامعاتها ومعاهدها العلمية للطلاب القمريين، لينهلوا من معينها الصافي ويرجعوا دعاة وموجهين وإداريين للمساهمة في الإسراع بعملية التنمية
وقال بأن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في موروني تحظى بأهمية كبرى للمساهمة في الحفاظ على القيم الحضارية التي تستمد منها هذه البلاد مكانتها باعتبارها دولة إسلامية، وبانضمام جزر القمر إلى جامعة الدول العربية منذ ما يقرب من ثلاثة عقود كان لزاما عليها أن تتخذ من الخطوات العملية لترسيخ لغة الضاد، حيث خطت خطوات جبارة في هذا المضمار بأن جعلت اللغة العربية لغة رسمية إلى جانب الفرنسية. مضيفا أن هذه البلاد قد أنعم الله عليها بالإسلام دينا، وبالقرآن الكريم والسنة النبوية منهاجا، وهما يفهمان باللغة العربية التي اختارها الله لتكون مصدر فخر لنا ولجميع المسلمين، وواجبنا أن نعمل على نشر هذه اللغة وتوعية جميع القمريين بأهميتها والسعي للحفاظ عليها
وفي ختام كلمته، تقدم الأستاذ عبد العزيز مدوهوما إلى أسرة المغفور له الشاعر الكويتي عبد العزيز سعود البابطين -الذي ساهم مساهمة كبيرة في تبني مشروع تعريب جزر القمر- بخالص التعازي والمواساة باسم الحكومة القمرية، داعيا المولى عز وجل بالمغفرة والرحمة جزاء ما قدم لهذه البلاد من رعاية واهتمام
بينما أوضح وزير التربية والتعليم الدكتور تقي الدين يوسف أن الثامن عشر من ديسمبر، هوا يوم تاريخي للأمة العربية، وتبرز أهمية هذا اليوم في لم الشمل لإجراء حوار بناء بين الثقافات، وتعزيز التفاهم بين شعوب العالم. وقال بأن شراكتنا مع سفارة المملكة للاحتفال بهذا اليوم، لهو دليل واضح على اهتمام الحكومتان بلغة القرآن. مشيرا إلى أن الشعب القمري تمسك من قديم الزمان باللغة العربية، كونها لغة الدين الإسلامي ولغة رسمية من لغات الدولة، حيث وجه رئيس الجمهورية غزالي عثمان -حفظه الله- إلى تدريس اللغة العربية في جميع المراحل الدراسية من الروضة إلى الجامعة، وأن كلية الإمام الشافعي هي خير دليل على اهتمام فخامته بالتعليم العربي والشرعي
وفي نهاية الحفلة، قدم القائم بالأعمال بالسفارة السعودية يرافقه وزير التربية وحاكمة جزيرة انغازيجا جوائز الفائزين في مسابقة اللغة العربية التي أقيمت بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة الضاد بالتعاون مع كلية الامام الشافعي