logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

سفارتنا في طرابلس تنفي وجود مواطنين قمريين بين ضحايا الرق في ليبيا

سفارتنا في طرابلس تنفي وجود مواطنين قمريين بين ضحايا الرق في ليبيا

الوطن بالعربية |  | كتب - محمد أحمد ممادي

image article une
بحلول يوم الثلاثاء 21 نوفمبر الجاري، ظلت التقارير التي تتحدث عن وجود مهاجرين قمريين بين هؤلاء الذين بيعوا كعبيد في سوق لتجارة الرقيق في ليبيا أكثر مصداقية، إلا أن التحقيقات التي أجريت منذ السبت الماضي من قبل بعثتنا الدبلوماسية في ليبيا طمأنت المواطنين. وفي رسالة وجهتها إلى وزارة الخارجية القمرية، أكد دبلوماسيونا في طرابلس بعدم وجود مواطن قمري بين ضحايا هذه الممارسات حتى الآن.

 

نفى سفارتنا بطرابلس في رسالة وجهتها إلى السلطات القمرية في موروني "وجود مواطنين قمريين بين هؤلاء المهاجرين الذين يباعون كرقيق في ليبيا من قبل المجرمين الذين يستفيدون من الفوضى السائدة هناك". هو خبر طيب بالنسبة للمواطنين والحكومة القمرية على حد سواء، مما جعلهم يتنفسون صعداء. وكان تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية الجمعة الماضي، أوضح مهاجرين أفارقة يتم بيعهم بالمزاد في ليبيا، وقد تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي تسبب تعاطفا كبيرا واستدعى ردود فعل منددة في أفريقيا والأمم المتحدة. وفي التسجيل الذي تم اتخاذه بواسطة هاتف محمول، يظهر شابان يُعرضان للبيع في المزاد للعمل في مزرعة، ليوضح بعدها الصحفي معد التقرير أن الشابين بيعا بمبلغ 1200 دينار ليبي أي 400 دولار لكل منهما.

ومنذ نشر هذا التقرير التلفزيوني، انتشرت شائعات في جزر القمر بوجود موطنين قمريين بين ضحايا هذه الأعمال السيئة السمعة. هذا السيناريو معقول إلى حد ما، حيث أن العديد من القمريين الراغبين بالسفر إلى أوروبا لا يزالون يعبرون هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا. وفي اليوم التالي لاندلاع هذه الأزمة، أوضح أمين عام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون علي محمد، أن الحكومة القمرية قد أعلنت في بيان لها أنها تنتظر تقرير موضوعي عن تطورات الأحداث. وكشف محمد علي أن بعثتنا الدبلوماسية في ليبيا عملت على قدم وساق منذ السبت الماضي للتحقق من وجود أو عدم وجود قمريين بين المهاجرين المباعين كرقيق ضمن عبودية العصر الحديث. موضحا أنها قامت بزيارات ميدانية إلى جميع المراكز الرسمية التي تؤوي المهاجرين الذين يريدون عبور البحر الأبيض المتوسط. إلا أن بعض شهادات أقارب المهاجرين القمريين تؤكد عكس ذلك، وأنهم استفزوا بدفع مبالغ مالية مقابل اطلاق ذويهم. 

83 مهاجرا قمريا في مراكز الإيواء

وسنح التحقيق الذي أجراه بعثتنا الدبلوماسية في ليبيا بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة لتحديد جميع القمريين المقيمين في هذه المراكز وينتظرون فرصة الوصول إلى الساحل الإيطالي. ووفقا للأرقام المذكورة في هذه الرسالة، هناك ثلاث وثمانين موطنا قمريا في هذه المراكز. غير أن متحدثنا لم يقدم مزيد من التفاصيل عن هويات مواطنينا في هذه القائمة التي ذكرت فيها أسماء ومكان المنشأ. وقال أمين عام وزارة الشؤون الخارجية "في الوقت الراهن، لا يمكنني إعطاء المزيد من التفاصيل في ذلك. ولكننا التقينا القائم بالأعمال في السفارة الليبية في جزر القمر. وقبل كل شيء، ليبيا بلد شقيق، ولدينا علاقات ثنائية. ونعلم جيدا أن الحكومة الليبية ليست مسؤولة عن هذه الأعمال. لذلك يجب علينا التعاطف معهم. وقد شكر هذا الدبلوماسي الدعم الذي أبداه حكومتنا".      

غوتيريس يعرب عن صدمته

من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته إزاء التقارير الإخبارية ومقاطع الفيديو التي تظهر ما يبدو أنه بيع لمهاجرين أفارقة تم استعبادهم في ليبيا. ودعا جميع السلطات المعنية على التحقيق في هذه الأنشطة بدون تأخير وتقديم مرتكبيها إلى العدالة. مؤكدا أنه لا يوجد مكان للعبودية في عالمنا، هذه الأعمال من بين أكثر انتهاكات حقوق الإنسان فظاعة وقد تصل إلى درجة الجرائم ضد الإنسانية. وحث غوتيريس كافة الدول على اعتماد وتطبيق معاهدة الأمم المتحدة المناهضة للجريمة المنظمة العابرة للدول والبروتوكول الملحق بها المتعلق بالاتجار بالبشر مطالبا المجتمع الدولي بـ"الاتحاد في محاربة هذه الآفة".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن هذا الوضع يعكس أيضا الحاجة لمعالجة تدفقات الهجرة بشكل شامل وإنساني، عبر التعاون التنموي الذي يهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وزيادة فرص الهجرة القانونية وتعزيز التعاون الدولي للتصدي للمهربين والمتاجرين بالبشر، وحماية حقوق الضحايا.

تعليقات