ووفقًا لإدارة الأرصاد الجوية، فقد تم تسجيل هذه الظاهرة بشكل خاص في جنوب الجزيرة، حيث بلغت سرعة الرياح المصاحبة للأمطار نحو 40 كيلومترًا في الساعة، ترافقها برق ورعد، مما زاد من خطورة الأوضاع. أدت الأمطار إلى أضرار مادية جسيمة، شملت منازل ومدارس وأسواق، فضلًا عن انقطاع التيار الكهربائي. وفي العديد من الأحياء، اضطرت الأسر إلى التعامل مع تسرب المياه داخل منازلها، رغم صلابة البُنى الظاهرة.
في حي إيرونغوجان بالعاصمة موروني، روت فايزة سيجا تفاصيل ليلتها العصيبة قائلة: "كانت غرفتي تتسرب منها المياه، فصلتُ التلفاز ووضعتُ أوعية لجمع الماء". بينما عبّرت جارتها مالهة إبراهيم عن مخاوفها من استخدام الهاتف بسبب الرطوبة على الجدران.
وفي مدينة زهان لاتسيجي شرقي العاصمة موروني، أوضحت فاطمة سيد أن منزلها غمرته المياه بالكامل، وأصبحت إحدى الغرف غير صالحة للسكن. أما في مدرسة الحبيب عمر الخاصة بمنطقة بمباو، فقد أُبلغ عن تسرب المياه إلى الفصول الدراسية، ما اضطر التلاميذ إلى مغادرتها. وقال الطالب أحمد صالح: "قاعة دراستي كانت غارقة بالمياه، ولم أتمكن من متابعة الدروس".
وفي حي كولي شمال موروني، أظهرت التاجرة مريم نعمان منزلها وقد غمرته المياه والقمامة، وقالت: "قضينا الليل ونحن ننظف الأرضية، حتى السرير أصبح مبللًا". وأفادت سلمى، إحدى سكان زيليماجو جنوب العاصمة، بأنها ساعدت عمتها في حي مامورا بعد أن غمرت المياه منزلها بالكامل.
تدخلات ومخاوف مستقبلية
أعلنت الإدارة العامة للأمن المدني أنها أرسلت فرقًا ميدانية بالتعاون مع الهلال الأحمر القمري لمساعدة الأسر المتضررة، وتجري الاستعدادات لتوفير مساكن طارئة ومساعدات مادية. كما دعت السلطات السكان إلى توخي الحذر، خاصة في المناطق المعرضة للفيضانات مثل هامبو، وبمباو، وجنوب العاصمة موروني.
وعلى الرغم من عدم تسجيل إصابات أو وفيات هذا الأسبوع، إلا أن المواطنين لا يزالون يتذكرون الأحوال الجوية العنيفة التي ضربت البلاد في نفس الفترة من العام الماضي، والتي خلّفت أكثر من 68 ألف متضرر، بينهم 26.545 في جزيرة أنجوان، وثلاث وفيات، و1.100 منزل مغمور، و70% من المحاصيل الزراعية جرفتها المياه.
وتتوقع الأرصاد الجوية هدوءًا نسبيًا في هطول الأمطار خلال الأيام القادمة، لكنها حذّرت من احتمال اشتداد الرياح، داعية المواطنين إلى الحذر، وتجنّب المناطق المعرضة للخطر، وتخزين المياه، واتخاذ أقصى درجات السلامة أثناء التنقل.