وأوضح الوزير صيف محمد الأمين بأن زيارة الرئيس غزالي عثمان إلى فرنسا تعتبر زيارة رسمية وتأتي استجابة لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حيث سيتم عقد لقاء قمة بين الرئيسين. كما سيلتقي الرئيس غزالي برئيس البرلمان الفرنسي والنواب الفرنسيين، إلى جانب عدد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين وأصحاب كبرى الشركات الفرنسية الراغبين للاستثمار في البلاد. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بأنه سيتم يوم الاثنين القادم وعلى هامش هذه الزيارة، التوقيع على اتفاقية إطارية للشراكة بين فرنسا وجزر القمر بحضور رئيسي البلدين وذلك بعد لقائهما ومحادثاتهما.
وقال صيف محمد الأمين بأن وزيري خارجية البلدين هما اللذان سيقومان بالتوقيع على الاتفاقيتين، حيث ستقضي الاتفاقية الأولى بتقديم مساعدة مالية تقدر بـ150 مليون يورو لتمويل عدة مشاريع في مختلف المجالات، بينما الاتفاقية الثانية تقضي بدعم الميزانية القمرية بحوالي 3 ملايين يورو. منوها على أنه سيتم من خلال هذه الزيارة العمل على إقامة شراكة متجددة بين جزر القمر وفرنسا. وحول الاحتجاجات التي تقوم بها المعارضة القمرية في فرنسا وسلامة الرئيس خلال هذه الزيارة، أوضح صيف محمد الأمين بأن هذه الاحتجاجات حق شرعي وأنه جزء من الديمقراطية، غير أن الوزير قلل على أهمية هذه الاحتجاجات وقوتها في إفساد جدول أعمال زيارة الرئيس.
وقال بأن غزالي عثمان يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا بدعوة من نظيره الفرنسي وأن الحكومة الفرنسية هي التي ستقوم بأمن وسلامة وأن المحتجين القمريين لا يقدرون على الوصول إلى قصر الاليزيه الرئاسي ولا الوصول إلى مبنى البرلمان الفرنسي حيث سيقوم رئيس الجمهورية بزيارته. وشدد الوزير على أهمية العلاقات الثنائية بين جزر القمر وفرنسا وقال بأن هناك العديد من الاتفاقيات تمت توقيعها بين البلدين في مختلف المجالات، على الرغم من أن هناك اختلافات في بعض القضايا ولاسيما في قضية جزيرة مايوت المحتلة. ونوه الوزير بأن إجراءات افتتاح قنصلية عامة في مدينة مرسيليا بفرنسا في مرحلتها الأخيرة، وأنه سيتم تسمية القنصل العام لجزر القمر في مرسيليا قريبا تمهيدا لافتتاحها وذلك من أجل مساعدة الجالية القمرية في فرنسا وتعزيز التعاون والشراكة بين جزر القمر وفرنسا.
وقد تطرق صيف محمد الأمين خلال المؤتمر الصحفي الذي تم أمس الخميس في قاعة المؤتمرات بوزارته إلى الحديث عن نتائج القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي المنعقد أخيرا في نيامي بالنيجر. وقال بأن هذه القمة كانت مخصصة لإطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التبادل الحر التجاري الإفريقية، حيث تهدف منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية التي دخلت حيز التنفيذ في 30 مايو بعد مصادقة عليها من قبل 24 دولة أفريقية إلى إنشاء سوق مشتركة للسلع والخدمات، مدعومة في ذلك بمبدأ حرية تحرك الأشخاص والبضائع. كما تحدث الوزير أيضا عن مشروع إصلاح منظمة المحيط الهندي وذلك بعد 30 عاما من إنشائها، وقال بأنه سيتم خلال شهر أغسطس انعقاد مؤتمر قمة المحيط الهندي للنظر على موضوع إجراء إصلاح هيكلي ومنظومي في المنظمة.
وفيما يتعلق بزيارة وفد الهلال الأحمر الإماراتي للبلاد مؤخرا، أشار الوزير إلى أن جزر القمر ترتبط بعلاقات جيدة مع الإمارات العربية المتحدة وأن الإمارات تقوم بتنفيذ العديد من المشاريع في البلاد عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي وخاصة في المجالات الإنسانية والاجتماعية. وقال بأن الهلال الأحمر الإماراتي لديه دور كبير في تنمية جزر القمر. موضحا بأن الهلال الأحمر الإماراتي سيقوم بتنفيذ مشاريع عملاقة في الفترة القادمة وأنه تم تحديد هذه المشاريع مع المسئولين القمريين، وهذه المشاريع عبارة عن مشروع ترميم وصيانة عدد من المدارس وتأثيثها وإنشاء مستوصف للأمومة والطفولة حيث تم الموافقة على إنشائها في جزيرة موهيلي ومشروع مركز غسيل الكلى بالإضافة إلى مشروع بناء وحدات سكنية في المستقبل.
وأوضح صيف محمد الأمين بأن الإمارات العربية المتحدة لديها مشروع للطاقة وأنه سيتم افتتاح ثلاثة مراكز للطاقة الكهربائية في الجزر الثلاثة بالتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة قريبا، وذلك في إطار الاتفاقية الموقعة بين جزر القمر والإمارات خلال زيارة وزير الطاقة الإماراتية إلى جزر القمر قبل خمسة أشهر. وفي نهاية المؤتمر تطرق الوزير إلى الحديث عن تقديم جزر القمر ملف لاستضافة ألعاب المحيط الهندي للشباب في عام 2023م وقال بأنه تم بدء إنشاء البنية التحتية من الملاعب والفنادق لاستضافة هذا الحدث الإقليمي لأول مرة في تاريخ البلاد.
