واستعرض غزالي عثمان في حديثه مع الصحفيين العديد من القضايا المحلية والدولية، لاسيما الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية منها، متطرقا إلى موضوع الانتخابات الرئاسية وحكام الجزر التي ستجرى الأحد القادم، والمشاريع المنجزة لتعزيز تنمية البلاد، والتعاون القائم بين جزر القمر وصندوق النقد الدولي. ودعا رئيس الجمهورية في بداية حديثه إلى تصويت سلمي، مطالبا احترام تنظيم الانتخابات تحت تعليمات وإرشادات لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة. وأعرب فخامته عن أسفه لبعض أعمال الشغب التي تخللت الحملة الانتخابية في بعض مناطق البلاد، مطالبا المرشحين الآخرين بالتصرف بمسؤولية من أجل ضمان حرية التعبير للناخبين في جميع أنحاء البلاد يوم الأحد المقبل
أما زعماء المعارضة الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات، قال الرئيس المنتهي ولايته "قرر الشعب القمري ضرورة انتخاب رئيسهم، ومسؤوليتنا هي ضمان إجراء تصويت حر وشفاف، ومن يريد المقاطعة عليه إما السفر إلى خارج البلاد أو البقاء في منزله، ولكن التصويت ضروري من أجل الانتقال السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع". وأكد فخامته قائلا "في إطار التشاور اتفقنا على أن تقوم قوات الدرك والشرطة بتأمين العملية الانتخابية، على أمل ألا نضطر إلى استدعاء الجيش". وقال يجب علينا اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان العملية الانتخابية في يوم التصويت، لأولئك الذين يتنافسون ضمن الإطار القانوني والتنظيمي
وفي رده على سؤال حول استخدام أملاك الدولة لصالح حملته الانتخابية قال الرئيس غزالي "فليتقدم من يلاحظ استغلال أملاك الدولة بشكوى، وأتحدى أي شخص يستطيع أن يثبت أنها أموال الدولة، وخاصة خلال رحلاتنا إلى الجزر على وجه الخصوص، تعال وأخبر وسأتحمل المسؤولية بنفسي". مشيرا إلى أن الذين ينتقدون لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة هم الذين قاطعوا الحوار الوطني، مؤكدا بأن رئيس لجنة الانتخابات يطبق القانون، وكل أسبوع يلتقي بالشركاء المحليين والدوليين، وأن المجتمع الدولي راض عن تقدم هذه العملية الانتخابية
وذكر رئيس الجمهورية بالبرنامج الحالي مع صندوق النقد الدولي وأهميته في مواصلة رؤيته التنموية بالبلاد. مضيفا أنه "بفضل جهودنا الرامية إلى تعزيز المالية العامة للدولة، تم تصنيف جزر القمر في عام 2019 من قبل الصناديق المالية الدولية كدولة متوسطة الدخل، وهو التصنيف الذي سيؤدي إلى تعزيز الاستثمارات وإنعاش النمو الاقتصادي في البلاد"
وتطرق فخامته إلى الحديث عن مختلف الإجراءات الرامية إلى تحسين بيئة الأعمال ودعم المبادرات الشبابية، قائلا "لقد وضعت الأدوات اللازمة لتعزيز الوصول إلى الائتمان لقادة المشاريع الشباب ورجال الأعمال في القطاع الخاص من خلال إنشاء صندوق ضمان في عام 2024". متحدثا عن التضخم المرتفع خلال العام 2022، قائلا لقد اتخذنا جميع الإجراءات اللازمة لعكس هذا الاتجاه، مما مكن خفض هذا التضخم منذ يوليو 2023 وتعزيز الأمل في رؤيته يعود إلى مستواه الطبيعي خلال هذا العام 2024
كما تحدث رئيس الجمهورية عن الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية، لاسيما فيما يتعلق بالبنية التحتية للطرق عبر الجزر، ولكن أيضا في مجال الصحة حيث أوضح بأننا بصدد الانتهاء من بناء مستشفى المعروف الجامعي. وقال في هذا الإطار "لقد قمنا بافتتاح مركز تصوير طبي حديث ومركز للأم والطفل في نفس المستشفى. مشيرا إلى أنه ستفتتح قريبا كلية الطب في جامعة جزر القمر، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين نظامنا الصحي
السلام والاستقرار في البلاد
وحول الطاقة، قال الرئيس غزالي إنه تم تحقيق العديد من الانجازات في هذا المجال، مستشهدا بعدد من مجمعات الطاقة الشمسية، ونعتزم تعزيزها بشكل خاص في إطار مزج الطاقة مع الطاقة الحرارية الأرضية وتوربينات الرياح والهيدروليكية والطاقة الكهروضوئية. وتحدث فخامته عن الميزانية العامة لموظفي الدولة، موضحا أنه رغم الصعوبات التي تواجه الدولة إلا أن دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية أصبح ضرورية وبشكل منتظم، وإنشاء خط في الميزانية لتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية
وفيما يتعلق بالتعليم، ذكر رئيس الجمهورية مرور 20 عاما على إنشاء جامعة جزر القمر وانعقاد المؤتمر الوطني القادم حول التعليم، إضافة إلى الإنجازات في مكافحة الفساد، وإنشاء الوكالة الوطنية الرقمية، وتنفيذ الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول. معلنا عزمه في حال إعادة انتخابه، تطبيق نظام حوكمة إلكترونية من خلال زيادة معدل انتشار الإنترنت بحلول عام 2030، لتقليص مستوى الفجوة الرقمية
ودعا الرئيس المنتهي ولايته إلى تعزيز السلام والاستقرار عبر نشر الحقيقة عن طريق الاحتراف والأخلاق والصرامة بعيدًا عن الرسوم الكاريكاتورية، والهواة التي تتطور مع توسع التكنولوجيا الرقمية وتكاثر الأخبار المزيفة. مطالبا الصحفيين كجزء من ممارسة مهنتهم، أن تساهم بقدر ما تستطيع من خلال وسائل الإعلام الخاصة بكم في المعلومات التي تنقلونها، والاتصالات التي تجرينها، وخاصة الخطاب السياسي لأن هذا الاستقرار بالطبع لا يزال هشًا. وأكد فخامته بخصوص جزيرة مايوت المحتلة، أننا شكلنا فريقا من وزارة الشؤون الخارجية لمتابعة قضية مايوت، مع تعزيز الحوار مع فرنسا لإيجاد حل نهائي للخلاف بيننا
القضايا الدولية والإقليمية
وتناول غزالي عثمان في حديثه مع الإعلاميين رئاسته للاتحاد الإفريقي، مع اقتراب نهاية فترة رئاسة جزر القمر لهذه المنظمة القارية. وقال لقد أثبتنا للعالم أن جزر القمر لديها مهارات وكفاءات في مواردها البشرية، لكن أحد الإنجازات التاريخية لهذه الرئاسة يظل بلا شك انضمام الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين، والذي أصبح الآن عضوا مراقبا فيها، مما سيسمح لصوت القارة الأفريقية بالارتفاع أعلى
كما تحدث فخامته عن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (زليكاف)، حيث تعتبر "رافعة لا جدال فيها لتنمية القارة ككل". ورحب "بالتصديق على هذه المعاهدة من قبل الدول التي لم تفعل ذلك بعد". وأضاف الرئيس غزالي "طوال فترة رئاسته للاتحاد الأفريقي، بدأت محادثات لتعزيز الحوار من أجل إحلال السلام في البلدان الأفريقية التي تعاني من صراعات مختلفة"
وفي نهاية حديثه مع الصحفيين، ذكر الأوضاع في الشرق الأوسط، مستنكرا في الوقت نفسه ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين. كما ذكر أيضا حالة أوكرانيا وروسيا، مذكرا بالرحلة التي قام بها إلى هذين البلدين بحثًا عن السلام بصفاته رئيس الاتحاد الإفريقي مع بعض القادة الأفارقة
