إعداد/ شيخ علي حماد ✍️
وفي كلمة ألقاها خلال المراسم، عبّر الرئيس غزالي عثمان عن شكره وامتنانه للسفير الليبي، مشيدًا بما بذله من جهود دبلوماسية أسهمت في توطيد أواصر التعاون والصداقة بين جزر القمر وليبيا. وأشار فخامته إلى أن ليبيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جزر القمر عام 1975، وهي بادرة أخوية لا تزال راسخة في الذاكرة الوطنية
وأشاد رئيس الجمهورية بالتزام السفير الليبي بدعم مجالي التعليم والتدريب، ولاسيما من خلال استضافة الطلبة القمريين في الجامعات الليبية، ودعم البحث العلمي، بما يسهم في بناء القدرات الوطنية. كما نوّه بالدعم المقدم للشباب القمري في المجالات الدينية والثقافية، خاصة إتاحة الفرص للالتحاق بكلية الدعوة الإسلامية والمشاركة في مسابقات حفظ القرآن الكريم في طرابلس، فضلًا عن تعزيز التعاون المؤسسي بين البلدين، لاسيما عبر توقيع مذكرة تفاهم في الشؤون الإسلامية
وفي ختام كلمته، أشاد الرئيس غزالي عثمان بالبعد الإنساني والاجتماعي للسفير عبد الحليم عبد الونيس، مؤكدًا حضوره الفاعل في الأنشطة الوطنية والاجتماعية، وعلاقته الوثيقة بالشعب القمري. كما عبّر، نيابة عن الشعب القمري، عن بالغ الامتنان لجهوده في تعزيز قيم الصداقة والأخوة والتعاون بين البلدين
من جانبه، أعرب السفير الليبي عبد الحليم عبد الونيس عن شكره واعتزازه بهذا التكريم الرفيع، مؤكدًا فخره بالخدمة في جزر القمر، التي وصفها بـ"البلد الشقيق". وقال: "إن منحي هذا الوسام هو مصدر فخر لي، ليس على الصعيد الشخصي فحسب، بل بوصفه رمزًا للعلاقات التاريخية المتجذرة بين ليبيا وجزر القمر
وأضاف أن فترة عمله في جزر القمر كانت حافلة بالتحديات والفرص، سعى خلالها إلى تعميق التعاون في مختلف المجالات، مؤكدًا أنه سيظل، حتى بعد انتهاء مهامه الرسمية، صديقًا وفيًا وسفيرًا ناطقًا باسم هذا البلد العزيز. كما وجّه شكره للشعب القمري، قائلًا: "لم أشعر يومًا بالغربة في جزر القمر، بل وجدت شعبًا مضيافًا وأخًا كريمًا، وسيظل هذا الشعور محفورًا في ذاكرتي
مسيرة أكاديمية ودبلوماسية
ويُعدّ السفير عبد الحليم عبد الونيس الشهيبي أكاديميًا مرموقًا وأستاذًا بجامعة بنغازي، ومتخصصًا في اللغة الإنجليزية، حيث شغل عدة مناصب أكاديمية وإدارية، من بينها رئاسة قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب والعلوم بجامعة بنغازي. كما تقلّد مناصب حكومية في مجالي التعليم والاقتصاد على المستوى المحلي، قبل تعيينه سفيرًا فوق العادة ومفوضًا لدولة ليبيا لدى جمهورية القمر المتحدة في 13 ديسمبر 2021
وتعكس مسيرته الأكاديمية والمهنية المكانة التي حظي بها خلال فترة عمله في البلاد، حيث يغادر جزر القمر وهو يتمتع باحترام وتقدير رسمي وشعبي واسع
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات القمرية الليبية تتميز بعمقها التاريخي، إذ لعبت ليبيا دورًا بارزًا في دعم قضية استقلال جزر القمر في المحافل الإقليمية والدولية، وأسهمت في تكوين وتأهيل الكوادر القمرية من خلال المنح الدراسية، فضلًا عن تقديم مساعدات تنموية، وتدريب كوادر في مجالي الجيش والشرطة. كما كانت ليبيا أول دولة عربية تفتتح سفارة لها في موروني عام 1995، ولا تزال تواصل حضورها الدبلوماسي حتى اليوم
