وكان رئيس الجمهورية غزالي عثمان النائب الثاني لرئيس الاتحاد الافريقي، قد شارك في أعمال المؤتمر بالإضافة إلى الرئيس السنغالي ماكي سال والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، وجون نكينغاسونغ مدير المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. وكان الاتحاد الافريقي قد دعا خلال القمة الافريقية الـ34 التي عقدت يومي 6 و7 فبراير الجاري، إلى استراتيجية مشتركة للتطعيم ضد وباء كورونا. وكان الرئيس فيليكس تشيسكيدي قد أوضح قائلا "لقد قررنا الإجراءات التي يتعين اتخاذها، مثل التنفيذ الفعال للاستراتيجية القارية المشتركة، وتعزيز الصندوق الأفريقي لمكافحة كوفيد-19، وهي منصة أفريقية لاقتناء المعدات الطبية وتسريع اختبارات الوباء"
بينما وجه الرئيس غزالي نداء عاجلا إلى الاتحاد الافريقي لفعل ما هو ممكن حتى تتمكن جميع الدول الافريقية من الوصول في أسرع وقت ممكن إلى اللقاحات المناسبة. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن تأخر حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد بالدول الفقيرة وخصوصا في إفريقيا "غير مبرر وغير مقبول"، داعيا إلى "معالجة انعدام المساواة الصارخ". واقترح ماكرون، أن تتفق مجموعة السبع على منح "تفويض مشترك" لمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية من أجل "إزالة العقبات" للحصول على اللقاح. وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيانها أن الاجتماع يهدف إلى "تحديد محاور التحرك التي تحظى بالأولوية" للدول الإفريقية "لإيصال صوتها" إلى مؤتمر قادة مجموعة السبع الذي سيقام اليوم الجمعة عبر الفيديو ويخصص جزئيا للأزمة
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد أشار من جانبه إلى أن انعقاد هذا الاجتماع يؤكد توافر الإرادة السياسية لتعزيز الجهود الأفريقية المشتركة للتعامل مع تأثيرات وتبعات فيروس كورونا، بما يفرضه من تحد ضخم وتهديد غير مسبوق للنظم الصحية وللتنمية على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً على أهمية مواصلة التنسيق مع المجتمع الدولي لإتاحة الفرصة للدول الأفريقية للحصول على لقاحات فيروس كورونا بشكل منصف وعادل، فضلاً عن حشد التمويل والدعم اللوجستي اللازم لمواجهة التداعيات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية لجائحة كورونا، وذلك في إطار مؤسسي شامل
وأوضح السيسي أن جائحة كورونا قد كشفت ضرورة تحقيق عدالة توزيع اللقاحات بالتوازي مع تعزيز النظم الصحية، وذلك لتمكينها من القيام بدورها في الرعاية الصحية، ومن ثم المساهمة في تحقيق التعافي الاقتصادي. وأكد في هذا الصدد على أهمية منح الأولوية لضمان حصول القارة الأفريقية على حصة كافية من اللقاحات بأسعار تفضيلية تلبى احتياجات شعوبها، مع استمرار المشاورات مع الشركات العالمية المطورة للقاحات للتعاون في إنتاج تلك اللقاحات على المستوى القاري، وذلك ف إطار العمل على تعزيز قدرات الإنتاج المحلى لتمكين الدول من مواجهة أية طوارئ صحية من خلال نقل وتوطين التكنولوجيا في قطاع الصحة، إلى جانب ضرورة إيجاد إطار قاري للحصول على التراخيص الخاصة بإنتاج اللقاح وتوزيعه
وكان الاجتماع الذي تم أول أمس الأربعاء، قد شهد توافقا حول ضرورة تعزيز التضامن والتكاتف بين الشعوب والحكومات الأفريقية من أجل السيطرة على انتشار جائحة كورونا والحد من تداعياتها السلبية، وذلك من خلال التنسيق المتبادل لإيجاد حلول وترتيبات مبتكرة وفعالة لتوفير اللقاحات لكافة دول القارة، مع الإشادة في هذا الصدد بجميع المبادرات الرامية لتأمين التوزيع العادل للقاحات على المستوى الدولي، والتأكيد على أهمية العمل على سد الفجوة التمويلية تجنباً لمزيد من التأخير في إتاحة اللقاحات وعدالة توزيعها بالحجم والتوقيت الملائمين، وبما يتيح تسريع عملية التعافي العالمي. ومنذ بداية انتشار هذا الوباء فقد أنشأ الاتحاد الأفريقي فريق العمل الأفريقي المعني بفيروس كورونا من أجل تنفيذ استجابة منسقة ضد هذا الوباء العالمي. وتم أيضا إعداد تقرير أولي بعنوان "استجابة إفريقيا لكوفيد-19 في الحكم" في مايو من العام الماضي