وفي الضفة الغربية، يطبق الاحتلال الحصار على بلدة طمون جنوبي طوباس لليوم الخامس تزامنا مع منع التجوال لليوم الثاني وإجبار المئات على النزوح تحت تهديد السلاح، بينما أعلنت فصائل المقاومة تنفيذ عمليات في عدة محاور بالضفة، من بينها استهداف قوة إسرائيلية في معبر الطيبة بمدينة طولكرم
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول أمس الأربعاء من أيّ محاولة لإجراء "تطهير عرقي" في غزة، مشددا على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي عند البحث عن حلول للقضية الفلسطينية. جاءت تصريحات غوتيريش بعد الاقتراح الصادم للرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث كشف خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مساء الثلاثاء الماضي، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى
وتؤيد الأمم المتحدة منذ فترة طويلة رؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب داخل حدود آمنة ومعترف بها، ويريد الفلسطينيون دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. وقال غوتيريش "إن أي سلام دائم سيتطلب إحراز تقدم ملموس لا رجعة عنه ويتسم بالدوام نحو حل الدولتين وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تمثل غزة جزءا لا يتجزأ منها". وأضاف أن "الدولة الفلسطينية القابلة للحياة ذات السيادة التي تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل هي الحل المستدام الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط
وأثارت تصريحات ترامب تنديدات من القوى الدولية، ومن بينها روسيا والصين وألمانيا التي قالت إنها ستجلب "معاناة جديدة وكراهية جديدة". كما رفضت السعودية ذات الثقل الإقليمي الاقتراح رفضا قاطعا
دول ومنظمات تستنكر مقترح ترامب بشأن غزة
وأعربت دول ومنظمات وشخصيات عديدة، أول أمس الأربعاء، عن معارضتها واستنكارها لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد إفراغه من سكانه الفلسطينيين. وردد ترامب مرة جديدة أنه سيكون بإمكان سكان القطاع المدمر بعد 15 شهرا من الحرب، الانتقال للعيش في الأردن أو في مصر، فيما أكد البلدان معارضتهما لمثل هذا الطرح. وفي خطة تفتقر إلى أي تفاصيل حول كيفية نقل أكثر من مليوني فلسطيني أو السيطرة على غزة، قال ترامب إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة" الذي وصفه بأنه "ورشة هدم
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأشد العبارات تصريحات ترامب الرامية لاحتلال الولايات المتحدة الأميركية قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني منه. بينما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بشدة دعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم". وقال "الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وقطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة.. الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إن "الحق في تقرير المصير هو مبدأ أساسي في القانون الدولي ويجب أن تصونه جميع الدول"، مؤكدا أن "أي نقل قسري أو ترحيل للسكان من الأراضي المحتلة محظور تماما". كما اعتبرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن خطة ترامب "غير قانونية" و"غير منطقية بتاتا
ونددت جامعة الدول العربية، بالمقترح واعتبرته فكرة "مخالفة للقانون الدولي" و"وصفة لانعدام الاستقرار". وقالت الأمانة العامة للجامعة، في بيان، إنها وإذ "تُعرب عن ثقتها في رغبة الولايات المتحدة ورئيسها في تحقيق السلام العادل في المنطقة، فإنها تؤكد على أن الطرح الذي تحدث به الرئيس ترامب ينطوي على ترويج لسيناريو تهجير الفلسطينيين المرفوض عربيا ودوليا، والمخالف للقانون الدولي". وأضافت أن "هذا الطرح يُمثل وصفة لانعدام الاستقرار ولا يُسهم في تحقيق حل الدولتين الذي يُمثل السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي المنطقة" بأسرها. وجددت الجامعة المكونة من 22 دولة عربية المطالبة بتنفيذ حل الدولتين، مشددة على أن "الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، يشكلان معا إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية
كما رفضت كل من الأردن ومصر والسعودية وجزر القمر وتركيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا والبرازيل وإندونيسيا وأيرلندا وأستراليا "تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه