طالب وزراء خارجية العرب في بيانهم الصادر عقب انتهاء أعمال الاجتماع بسحب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة على الأراضي الليبية وداخل المياه الاقليمية الليبية. وشدد الوزراء في بيانهم على رفض ومنع التدخلات الخارجية في ليبيا مهما كان مصدرها مع الوقف الفوري لإطلاق النار. وأكد البيان أن "التدخل العسكري الخارجي يفاقم أزمة ليبيا" مشددا على "رفض نقل المتطرفين والارهابين لليبيا". واستنكر البيان الختامي التدخلات الخارجية في ليبيا، مرحبا في ذلك الوقت بكافة مبادرات الحل السياسي للأزمة الليبية
ودعا وزراء العرب في بيانهم إلى "وقف اطلاق النار فورا بين الفرقاء في ليبيا"، مشددون على أهمية الحل السياسي للأزمة ووحدة وسيادة ليبيا. وحول أزمة سد النهضة، أكد وزراء خارجية العرب في بيانهم على الموقف العربي الثابت الداعم لمصر والسودان في القضية، وطالبت المقرّرات التي أقّرها المجتمعون بضرورة تجاوب إثيوبيا مع المبادرات والمساعي المصرية السودانية بحسن نيّة، والتزامها قواعد القانون الدولي والتوصّل إلى حلّ عادل ومتوازن يحفظ حقوق البلدين وشعبيهما من المياه
وشدّد الوزراء على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل بين أطراف الأزمة، مصر والسودان وإثيوبيا، قبل شروع أديس أبابا في ملء السد وتشغيله. ودعا الوزراء إلى "عدم اتخاذ إجراءات أحادية بشأن مياه النيل" مع "رفض أي عمل يمس حقوق كافة الأطراف بمياه النيل، معربين عن قلقهم من "تعثر مفاوضات سد النهضة"
جزر القمر تدعو الأطراف المتنازع في أزمة مياه النيل إلى الحل يرضي الجميع
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي صيف محمد الأمين، قد أوضح في مداخلاته خلال أعمال الاجتماع عبر تقنية الفيديو بأنه لا يغيب على أحد ما يمر في دولة ليبيا الشقيقة في الوقت الراهن من ظروف غاية في الصعوبة والإرهاق وعدم اتزانها السياسي والاجتماعي مما يعرقل مسيرات النهوض والازدهار في هذا البلد المضياف، الأمر الذي يؤدي إلى انكسار وانشقاق جسد الأمة كلها، مما يتطلب منا اليوم من أي وقت مضى إلى بذل وتضافر الجهود ومواصلة التنسيق فيما بيننا وإنهاء هذه الأزمة الخطيرة
وقال الوزير صيف "إن جمهورية القمر المتحدة التي تعد عضوا في جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومسؤوليتها التاريخية تعتبر استقرار وازدهار ليبيا أمر ضروري كما يعد مصلحة أساسية وشاغلة رئيسية للجميع حيث يتحتم عليها التشجيع بكل الوسائل الممكنة إلى الحوار البناء بين الأطراف المعنية بالشأن الليبي رغبة في وضع حد نهائي لهذا الوضع المقلق علينا جميعا". مؤكدا بأن جزر القمر تؤيد كل القرارات التي يتخذها مجلس وزراء جامعة الدول العربية، دعما لاستقلال وحدة ليبيا الوطنية وسلامة أراضيها ولحمتها الوطنية واستقرارها ورفاهية شعبها ومستقبله الديمقراطي، والتأكيد على ضرورة العمل على استعادة الدولة الليبية دورها في خدمة شعبها بعيدا عن كل ما قد يهدد مصالحها الوطنية والإقليمية
وشدد الوزير بأن الحكومة القمرية تؤكد مجددا دعمها المستمر لمساعي البحث عن الحل السياسي حول هذه الأزمة التي تسبب كل يوم أبعادا إنسانيا خطيرا، لاسيما في ظل انتشار جائحة كورونا التي تطلب التوقف عن كل الأعمال العدوانية في ليبيا كضرورة قصوى، والاعتماد على الحل الأساسي الذي هو الوسيلة الوحيدة لعودة الأمن والأمان والاستقرار إلى ربوع دولة ليبيا. مشيرا إلى أن حكومة جزر القمر بطبيعة سياستها القائمة على الحوار والاحترام المتبادل ترحب كافة المبادرات والجهود الدولية وجهود دول الجوار، الرامية إلى وقف العمليات العسكرية واستئناف العملية السياسية في ليبيا برعاية الأمم المتحدة بقدر ما تدعو دائما إلى ضرورة وضع أبعاد الحرب ومخالفاتها في عين الاعتبار، الأمر الذي سيساهم في حل القضايا العالقة والخروج منها إلى بر الأمن والأمان بأقل الخسائر
وفيما يتعلق بقضية مياه النيل، أكد صيف محمد الأمين بأن بلاده تدعو جميع الأطراف المعنية إلى ضرورة الحوار وفتح جميع المجالات الهادفة إلى حل وسطي يرضى الجميع مع الوضع في عين الاعتبار المصالح الأخرى التي لها دور كبير في التناسق بين الأطراف خاصة أن كل من مصر وإثيوبيا والسودان أعضاء بارزين في منظمة الاتحاد الإفريقي ويمكن أن يتوفر مناخ سلمي لحل قضاياهم بعيدا عن لغة التهديد والوعيد