logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

في الذكرى الخمسين للاستقلال: الرئيس غزالي ينظم يومًا للتأمل في المصالحة الوطنية

في الذكرى الخمسين للاستقلال: الرئيس غزالي ينظم يومًا للتأمل في المصالحة الوطنية

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
في إطار الفعاليات المرافقة للاحتفال بمرور خمسين عامًا على استقلال جزر القمر، نظّمت الحكومة يوم السبت 19 يوليو الجاري، "يومًا للتأمل في المصالحة الوطنية"، وذلك في دار النجاح بجزيرة أنجوان، تحت رعاية رئيس الجمهورية، وبحضور نحو 100 مشارك من نواب، وممثلين عن مؤسسات حكومية وأهلية، ومكونات المجتمع المدني، وشخصيات عامة وإعلام محلي.

 إعداد/ نظام أحمد ✍️

وفي كلمته خلال الفعالية، شدد الرئيس غزالي عثمان على أهمية الاعتراف الجماعي بالأخطاء من أجل تصحيحها، قائلاً: "إن شعب جزر القمر يتقاسم الصعوبات نفسها، ويرتبط بروابط الدم والأخوة. لذا، من واجبنا الاعتراف بأخطائنا لنتمكن من تصحيح المسار." واقترح تنظيم اجتماع وطني جديد لتقييم اتفاقية فومبوني لعام 2001، داعيًا إلى تخصيص الوقت الكافي لتكييفها مع تطورات الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد

وأعرب حاكم جزيرة أنجوان، الدكتور زايدو يوسف، عن اعتزازه باحتضان هذا اللقاء الوطني، مؤكدًا أنه يمثل خطوة نحو تجاوز الانقسامات وبناء "جدار من التضامن والوحدة والتماسك الاجتماعي"، على حد تعبيره

أما المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، حميدي مسيدي، فقد استعرض التحديات المرتبطة بالمصالحة الوطنية، مشيرًا إلى أن النزعات الانفصالية كانت نتيجة تداخل أسباب سياسية ونفسية واقتصادية، أبرزها الفقر. وقال إن الرئيس غزالي أدرك هذه الأبعاد منذ البداية، ولهذا بادر إلى اتفاقية فومبوني، مضيفًا: "الحل الحقيقي يبدأ بحب الوطن والتمسك بوحدته

من جانبه، دعا سفير جزر القمر لدى مدغشقر، كعب اليشرطي، إلى تفعيل بنود اتفاقية فومبوني، مؤكدًا ضرورة انخراط كافة الفاعلين السياسيين والمؤسسات والخبراء القانونيين في صياغة مستقبل مشترك قائم على التوافق والشفافية

وفي مداخلة عميقة، تحدث الوزير السابق جعفر سالم علوي عن أهمية الذاكرة الوطنية والمصالحة مع التاريخ، مشيرًا إلى أن التاريخ طالما استُخدم كأداة سياسية، وداعيًا إلى تحويله إلى محرك للتماسك الاجتماعي وأداة للتربية المدنية

بدوره، تناول النائب السابق ميلسان حمدية سبل تحقيق سلام دائم بعد الأزمة الانفصالية، مؤكدًا أهمية العمل على: التوازن بين الجزر، التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتوازنة، الإصلاحات الأمنية وتعزيز سيادة القانون، نشر ثقافة السلام، وإشراك الدول المجاورة في جهود السلام

ودعا إلى تعزيز نظام العدالة ومبدأ الجدارة، خاصة في المؤسسات التعليمية مثل جامعة جزر القمر، مقترحًا تقديم مكافآت تشجيعية لأفضل الطلاب من أجل تعزيز روح المسؤولية الوطنية

كما أكد على ضرورة تحقيق تمثيل متوازن للجزر الثلاث داخل مؤسسات الدولة، مشيدًا في الوقت ذاته بجهود الرئيس غزالي في ضمان العدالة في توزيع المشاريع والبنى التحتية، مشيرًا إلى أمثلة ملموسة كجامعة جزر القمر المنتشرة في انغازيجا وأنجوان وموهيلي، ومشاريع الطرق التي تُوزّع بشكل عادل بين الجزر

اختُتم اللقاء بدعوات متكررة إلى تعزيز المصالحة الوطنية كشرط أساسي للتنمية الشاملة والاستقرار السياسي، وسط تأكيد على أهمية تحويل لحظة الذكرى الخمسين إلى فرصة للمراجعة، والتأسيس لمرحلة جديدة من الوحدة والتلاحم الوطني

تعليقات