وشهد المؤتمر حضورًا رسميًا ودبلوماسيًا بارزًا، من بينهم وزير التربية السنغالي مصطفى غيراسي، والسفير السعودي لدى السنغال سعد النفيعي، ورئيس اتحاد علماء إفريقيا الدكتور سعيد برهان عبد الله، ووزير الشؤون الدينية في مالي محمدو كوني، ورئيس الهيئة العليا للوقف في السنغال محمد الأمين، إلى جانب عدد من الشخصيات الإسلامية والسياسية والاجتماعية من داخل القارة وخارجها. تناول المؤتمر، خلال جلساته، عددًا من الملفات الإدارية والتنظيمية المتعلقة بهيكلة المكتب التنفيذي للاتحاد، إلى جانب مناقشة الدور التنموي للوقف في إفريقيا، بالإضافة إلى استعراض قضايا راهنة على الساحتين الإسلامية والإفريقية

جدول الأعمال ومحاور البيان الختامي

وفي ختام أعمال المؤتمر، تم إصدار البيان الختامي الذي تضمن ثلاثة محاور رئيسية: المحور الأول: تعديل بعض مواد النظام الأساسي للاتحاد، مع الإبقاء على معظمها، واعتماد خطة خمسية جديدة، إضافة إلى إعادة تعيين غالبية أعضاء المكتب التنفيذي

المحور الثاني: الدعوة إلى تعزيز الاهتمام الرسمي بالوقف في الدول الإفريقية، من خلال إنشاء هيئات متخصصة وفق المعايير الشرعية ومبادئ الحوكمة، وتنظيم ورش عمل وندوات توعوية لنشر مفاهيم الوقف وآليات تطبيقه في السياق الإفريقي، بالتعاون مع مؤسسات إسلامية إقليمية ودولية

المحور الثالث: التأكيد على أهمية العناية بالتراث الإسلامي الإفريقي من خلال تشجيع الدراسات العليا والبحوث العلمية في هذا المجال، والدعوة إلى مراجعة القوانين الأسرية المستوردة التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية. كما أعرب المشاركون عن قلقهم تجاه التصعيد السياسي والإعلامي بين بعض الدول الإفريقية، خاصة في مناطق الساحل والقرن الإفريقي والبحيرات الكبرى، مطالبين بضبط النفس والحفاظ على العلاقات الطيبة بين الدول

أنشطة مرافقة وزيارات رسمية

وخلال المؤتمر، أعيد انتخاب الدكتور سعيد برهان عبد الله رئيسًا للاتحاد لولاية ثانية. وأكد في كلمته الافتتاحية أن الاتحاد، الذي تأسس عام 2011 في العاصمة المالية باماكو، يسعى منذ نشأته إلى توحيد جهود العلماء والدعاة والمفتين في إفريقيا جنوب الصحراء لمواجهة التحديات الدينية والاجتماعية، وتحقيق التعايش السلمي والتنمية، ونشر قيم الوسطية الإسلامية. كما أشار إلى أن الاتحاد يضطلع بدور مرجعي في إصدار الفتاوى ومعالجة النزاعات في القارة

وفي ختام المؤتمر، قام وفد من الاتحاد بزيارة رسمية إلى الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، كما زار المشاركون الكلية الإفريقية للدراسات الإسلامية في داكار. وقد حظي المؤتمر بتغطية إعلامية واسعة، واعتمد على تمويل ذاتي، إضافة إلى دعم كريم من الحكومة السنغالية وعدد من رجال الأعمال

واختُتمت أعمال المؤتمر بتجديد الدعوة إلى تفعيل دور الوقف كوسيلة للتنمية المستدامة، وتكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات التي أسهمت في دعم أنشطة الاتحاد