واستهلّ الرئيس غزالي كلمته بالتأكيد على رمزية رأس السنة الهجرية، باعتبارها محطة تاريخية وروحية تُخلّد الهجرة النبوية الشريفة، التي شكّلت منعطفًا حاسمًا في تاريخ الإسلام. وذكّر بأن هذا الحدث أصبح مناسبة رسمية وطنية تُحييها البلاد سنويًا بالتجمعات والصلوات والاحتفالات في مختلف الجزر. وقال بأن السنة الهجرية الجديدة ليست مجرد انتقال زمني، بل تذكير بمعاني الصمود والانتصار على الظلم، وهي تمثل تجسيدًا حيًا لقيم القرآن الكريم وسنة النبي محمد ﷺ في مواجهة الجهل والظلم والاضطهاد
وفي هذا السياق، دعا رئيس الجمهورية الشعب القمري إلى "نهضة جماعية تتسم بالمسؤولية وحب الوطن"، مؤكدًا أن الإسلام لا يقتصر على أداء الشعائر، بل يدعو إلى العمل والعدل والتكافل واحترام الآخر. وأضاف: "علينا أن نبذل مزيدًا من الجهد في دعم الشباب، واحترام كبار السن، وحماية بيئتنا، ومناصرة الضعفاء
تضامن مع غزة ودعوة للسلام العالمي
وأعرب الرئيس غزالي عن حزنه العميق إزاء ما يشهده العالم الإسلامي من مآسٍ، خاصة في قطاع غزة، حيث تُزهق أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. وقال إن جزر القمر، كعضو في منظمة التعاون الإسلامي، تجدّد نداءها من أجل السلام والعدالة، وتؤكد التزامها بالوقوف إلى جانب الشعوب المضطهدة والدفاع عن الكرامة الإنسانية واحترام القانون الدولي
كما أشار فخامته إلى التحديات الجيوسياسية الراهنة التي يشهدها العالم، وما تخلّفه من معاناة في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، مشددًا على أهمية تعزيز قيم الأخوة والسلام بين الأمم
وفي ختام خطابه، ومع اقتراب احتفال جزر القمر بالذكرى الخمسين للاستقلال، شدد فخامته على أن "الاستقلال ما زال ناقصًا" بسبب استمرار جزيرة مايوت تحت الإدارة الفرنسية، داعيًا القمريين إلى التأمل في ما تحقق من تقدم في مجالات الإيمان والوحدة والتنمية، وإلى مواصلة المسيرة الجماعية نحو مستقبل مزدهر
كما أعاد التأكيد على التزام الدولة بتحقيق أهداف خطة "جزر القمر الصاعدة 2030"، والعمل من أجل سلام وازدهار دائمين للبلاد