logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

في خطابه بمناسبة الذكرى الـ46 لاستقلال البلاد: رئيس الجمهورية يتعهد بإجراء حوار بناء مع قوى المعارضة

في خطابه بمناسبة الذكرى الـ46 لاستقلال البلاد: رئيس الجمهورية يتعهد بإجراء حوار بناء مع قوى المعارضة

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
احتفل الشعب القمري يوم الثلاثاء 6 يوليو الجاري، بالذكرى الـ46 لاستقلال جزر القمر عن المستعمر الفرنسي، وذلك في ساحة الاستقلال بالعاصمة موروني. وكان احتفال هذه السنة مخصصا لتكريم المنتخب الوطني لكرة القدم "السيليكانت"، وذلك عقب التأهل التاريخي إلى نهائيات أمم افريقيا 2022 في كاميرون، لأول مرة منذ انضمام البلاد إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الافريقي لكرة القدم عام 2005. وقد شارك في الحفل رئيس الجمهورية غزالي عثمان والعقيد يوسف إجهاد رئيس هيئة الأركان للجيش الوطني للتنمية إلى جانب حكام الجزر وأعضاء الحكومة وسماحة مفتي الجمهورية ورئيس المحكمة العليا وأعضاء السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية والاقليمية المعتمدين لدى البلاد وعدد من الضيوف وجمع غفير من المواطنين. وقد دعا فخامته في كلمته إلى وحدة البلاد وتعزيز الأمن والاستقرار اللذين يشكلان "الضمان الأساسية للنمو الاجتماعي والاقتصادي".

 

 وألقى الرئيس غزالي عثمان كلمة بمناسبة الاحتفال بالعيد السادس والأربعين لاستقلال جزر القمر، قال فيه :"أود أن أشكر الله تعالى على كل النعم التي لم يفتأ يمنحها لبلدنا، والسماح لنا بالالتقاء مجددا، بسلام وأمن، في ساحة الاستقلال التي تمثل الرمزية العظمى، بمناسبة العيد الوطني

وأضاف: "أعبر هنا عن فخر جميع أبناء جزر القمر بالانتماء إلى الأمة التي قررت في 6 يوليو 1975 استعادة استقلالها وحريتها بعد 150 عامًا من الاستعمار. إنني أشيد بجدارة جميع المناضلين والمناضلات الذين ساهموا في تحرير بلادنا من ربقة الاستعمار، وعلى رأسهم الرئيس الراحل أحمد عبد الله عبد الرحمن. أتمنى عمراً مديداً لمن كان منهم على قيد الحياة، والدعاء والمغفرة لمن قضوا منهم، أجدد إعجابنا وامتنان الأمة جمعاء، على وطنيتهم ​​وتضحياتهم، لاسترداد كرامة الشعب القمري

أيها المواطنون الأعزاء

الاحتفال بيوم 6 يوليو هي مناسبة سنوية لإعادة تأكيد حقنا وسيادتنا على جميع أراضينا الوطنية، بما في ذلك جزيرة مايوت القمرية المحتلة، سنستخدم جميع الوسائل القانونية والشرعية، والحوار مع فرنسا، وهي دولة صديقة، من أجل تحقيق احترام القانون الدولي، وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، وهذا من أجل مصلحة بلدينا. الحل المناسب لهذا الدعوى المشروعة، سيتيح لنا وضع حد للمأساة الإنسانية التي تجعل  البحر بين جزيرة مايوت والجزر الشقيقة أكبر مقبرة بحرية في العالم تحوي آلاف القتلى من القمريين

في عالم تزداد فيه فرص العولمة، وفي هذا الجزء الاستراتيجي للغاية من المحيط الهندي، تواجه فرنسا وجزر القمر تحديات مشتركة يجب مواجهتها، ومصالح مشتركة يجب الحفاظ عليها. وهذا يفرض على البلدين التزامات بتحقيق نتائج ملموسة، مرتبطة بشراكة أساسية، من خلال وجود مئات الآلاف من القمريين والفرنسيين، على الأراضي الفرنسية والقمرية

كما أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأذكر أنّ الهجمات البربرية الأخيرة التي تعرضت لها دولة موزامبيق، الصديقة والمجاورة، تدل على أنّ بلاء الإرهاب ليس له حدود. لذلك يجب علينا أن نواجه هذه الآفة معًا لجعل قناة موزامبيق ومنطقة المحيط الهندي ملاذًا للسلام ومنطقة مستقرة، خالية من النزاعات

المواطنون الأعزاء

هذا العام، بمناسبة العيد الوطني، نريد أن نميز أولئك الذين يكرمون بلدنا بمواهبهم وبراعتهم وأدائهم، أتحدّث عن جميع الرياضيين القمريين، وبالطبع، الفريق الوطني لكرة القدم -السيلاكنت- الذين نفخر بهم، لأنّهم دفعوا بلادنا إلى دوري كرة القدم الكبير، بقيادة مدربهم أمير عبده. وكذلك السيدة سمرة، وجميع الفنانين الذين يروجون للفنون والثقافة في بلدنا، داخل البلاد وفي المهجر

إن الاحتفال باليوم الوطني في 6 يوليو لا يعني فقط الاحتفال بالحرية المستعادة، ولكن أيضًا استحضار الأحداث التي تعزز بلادنا وتراثها. لابد أن نثبت أن الشعب الحر يعرف كيف يختار طريقه، ويثبت نفسه تحت شمس الأمم وينقل حب الوطن إلى الأجيال الشابة. ولهذا السبب أيضًا، أعطينا مكانة مرموقة لجامعتنا، فهي مدعوة اليوم لتصبح عنصرا للتماسك الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، قادرة على الاستجابة لاحتياجات تحديث جزر القمر، وإحراز المعرفة الجديدة، وتعزيز ثقافتنا، وتعزيز المعرفة الوطنية. ولذلك، فإنني أدعو مرة أخرى جامعة جزر القمر والمجتمع الجامعي إلى أن تولي عناية خاصة لخطة التنمية في البلاد والمشاركة في تنفيذها

 

 

المواطنون الأعزاء

ينبغي علينا اليوم التأكيد على السيادة الوطنية، كشعب قرر أن يأخذ مصيره بيديه، أن نعيد التأكيد على قدرتنا على بناء بلد مزدهر وأن نتذكر أنه لا يوجد أي شخص آخر، يمكن أن يقوم مقامنا أو يعمل ما يجي علينا تجاه الوطن. وبالتالي، فمن خلال إشراك جميع القوى الحية في الأمة، والحفاظ على مكتسبات الاستقلال، سنتمكن من تعزيز الديمقراطية والسلام والأمن والطمأنينة والاستقرار التي هي الهدف الأفضل لتحقيق التنمية الاقتصادية

بعد 46 عامًا من إعلان الاستقلال من جانب واحد في 6 يوليو 1975، يجب علينا ترسيخ الوحدة الوطنية، والحفاظ على إنجازات المصالحة الوطنية، ومراعاة توصيات الهيئات الوطنية، للاستفادة بشكل أفضل من الإمكانات التي تخفيها بلادنا، وتعبئة وإدارة مواردنا الخاصة بأكبر قدر ممكن من الفعالية، وتعزيز الشراكات التي أقيمت مع البلدان والمؤسسات الدولية. لذلك يجب علينا أن نكافح ثقافة التشهير المنهجي لبلدنا، والتقليل من قيمة منجزات أسلافنا

هناك إنجازات لا يمكن إنكارها من الاستقلال والتقدم الاقتصادي الاجتماعي يجب علينا تعزيزها، سواء في مجال الصحة والتعليم والبنية التحتية الاقتصادية وكذلك في المجال السياسي، داخليًا وإقليميا، بما يشمل التعددية الحزبية ومشاركة بلدنا ومكانته في المنظمات الإقليمية والدولية الرئيسية

المواطنون الأعزاء

كما أنّ الاحتفال باليوم الوطني هو تعظيم مكانة ودور الإسلام في بلدنا الذي طالما وحد المجتمع القمري، من خلال المدرسة القرآنية ومذهب الإمام الشافعي، الذي شكل الفقه، والصوفية، والصوفية، وتعنى الأخوة. وعلينا إذن أن نرفض التطرف بجميع أشكاله، وعلينا التصدي للممارسات والمفاهيم الضيقة للإسلام، والعقائد المتشددة، من الجماعات الدينية، مما يعرض التماسك الوطني للخطر

أيها المواطنون الأعزاء

لقد قررت مؤخرًا سن القانون الجنائي الوطني الذي يعزز الترسانة القانونية لنظامنا القضائي. يحمي هذا القانون بلدنا من الأخطار الجديدة، منها الجرائم ضد الإنسانية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، والاتجار بالبشر وغسيل الأموال، وكذلك العنف والاعتداء ضد النساء والأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإنشاء الفعال للمجلس الأعلى للقضاء، لأول مرة منذ حصول بلدنا على الاستقلال، يشكل خطوة كبيرة إلى الأمام في تحسين نظامنا القضائي. وهي هيئة لديها، من بين مهام أخرى، ضمان حسن سير نظامنا القضائي، والسماح للقضاة بممارسة وظائفهم في ظل أفضل الظروف، وضمان انضباطهم واستقلالهم، من أجل نظام قضائي عادل

المواطنون الأعزاء

 إنّ اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والحريات، التي أنشئت عام 2019، هي شهادة على تصميمنا على حماية حقوق الإنسان والحريات العامة في بلدنا في إطار قانوني، لقد أرسلت لي اللجنة للتو تقريرها عن حالة حقوق الإنسان في بلدنا

المواطنون الأعزاء

انطلق الحوار بين القطاعين العام والخاص في جزيرة أنجوان في 12 أغسطس 2020، بهدف وضع عالم الأعمال في قلب استراتيجية التنمية الاقتصادية لبلدنا. على كلا الجانبين، هناك تصميم على بناء شراكة متينة، ترقى إلى مستوى طموحنا، لتطور بلدنا في أفق عام 2030. في سياق أزمة صحية عالمية خطيرة مرتبطة بكوفيد-19، والتي اختبرت بشدة جميع الاقتصادات، يشكل التآزر بين العالم السياسي والقطاعين العام والخاص والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، أفضل السبل لتعزيز الانتعاش الاقتصادي، وأن نجعل جزر القمر دولة مزدهرة، من حيث المعيشة والاستثمار. يجب أن نواجه تحديات أوجه النقص التي لوحظت في الآونة الأخيرة، لنعمل معًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، في المجالات التي يمكن فيها القيام بذلك

 

 

المواطنون الأعزاء

لقد مر بلدنا بالعديد من المحطات الصعبة، واتسمت بالارتزاق وزعزعة الاستقرار والانفصال. خلال الجلسات الملتقى الوطني، فبراير 2018، والتي أوصى بها شيوخنا، قمنا بتقييم 42 عامًا من استقلالنا، وعلى وجه الخصوص، فترة إقامة النظام القمري الجديد "اتحاد جزر القمر"، المولود من اتفاقيات فومبوني 2001، لكي نتعلم من الإخفاقات الواقعة. بالتأكيد، كان لكوفيد-19 تأثير سلبي وعواقب ضارة على الاقتصاد الدولي والوطني وعلى الحياة اليومية لجميع السكان. ومع ذلك، فإنّ الإدارة المضبوطة للوباء في بلدنا قد مكنتنا من اتخاذ تدابير جديدة لتخفيف القيود المرتبطة بهذا الوباء، مع احترام تدابير الحاجز. من الواضح أننا يجب أن نظلّ يقظين للغاية وندعم النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن من أجل الاستمرار التفاؤل في تعافي اقتصادنا، لأن كوفيد-19 لم يهزم بعد

إنني على يقين من أننا سننجح من خلال الحوار والتشاور في تجاوز خلافاتنا ومواجهة التحديات التي تواجه بلدنا. وأذكر أن المادة 36 من دستور اتحاد جزر القمر الصادر في 23 ديسمبر 2001، والمعدلة في استفتاء 30 يوليو 2018، تنص على أن المعارضة السياسية معترف بها في اتحاد جزر القمر، وتمارس أنشطتها بحرية، ضمن الحدود التي يضعها القانون بشأن القواعد المتعلقة، من بين أمور أخرى، بنظام الجمعيات والأحزاب السياسية وكذلك النظام الأساسي للمعارضة

لذلك فإنني أدعو اليوم إلى وضع حد للعنف الجسدي واللفظي والتجاذبات الخبيثة بين الطبقة السياسية في بلادنا في الآونة الأخيرة، دعونا نعطي الأولوية للنقاش البناء والحفاظ على مصالح الأمة

بصفتي رئيس الجمهورية والضامن للمؤسسات والمدافع الأول عن المصلحة الوطنية، أعتزم من جانبي أن أبذل قصارى جهدي بحزم، لضمان السلام والأمن والوئام الوطني

المواطنون الأعزاء

أعتمد عليكم أكثر من أي وقت مضى لمواصلة المسيرة، حتى نتمكن من مواجهة هذه التحديات معًا. أتمنى لكم جميعًا، أيها المواطنون الأعزاء في الوطن وفي الشتات، عيد استقلال سعيدًا وسعيدًا

تحيا الجمهورية

تعليقات