وبهذه المناسبة ألقى الرئيس غزالي كلمة أمام جمهور الحاضرين، قدم فيه شكره وتقديره إلى الشعب القمري لإعادة انتخابه للمرة الثالثة وإعطائه الثقة الكاملة لرئاسة البلاد مرة أخرى خلال السنوات الخمسة القادمة. منوها بأن إعادة انتخابه مرة أخرى تعتبر شرف كبير بالنسبة له ولكنه في نفس الوقت مسؤولية كبيرة وأنه يدرك حجم المسؤولية الملاقاة على عاتقه وأنه يأمل بأن لا يخيب آمل الشعب القمري. وقدم الرئيس الجديد شكر خاص إلى جمهورية الصين الشعبية لتنفيذ مشروع تدشين الملعب الجديد بمالوزيني. كما أشاد بالمؤسسات الحكومية القائمة على تنظيم هذه الانتخابات الرئاسية وخاصة المحكمة العليا التي أدت عملها على الوجه الأكمل والإتقان.

وأثنى الرئيس في كلمته على الوفد الذي جاء من جزيرة مايوت المحتلة للمشاركة في حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية، وقال بأن هذه المشاركة تؤكد بأننا شعب واحد تجمعه وحدة الدم بين جميع الشعب القمري من الجزر الأربعة على الرغم من الاختلافات السياسية القائمة. وأكد غزالي في خطبته بأن الدولة تهتم في الوقت الحاضر على تنفيذ سلسلة من المشاريع في البنية التحتية في مختلف المجالات. موضحا قائلا "لقد قمت الآن بأداء اليمين الدستورية أمام أعضاء المحكمة العليا، وأتعهد أمام الله وأمامكم بأنني سأكون رئيس لجميع القمريين بدون تفرقة من أحد. وحدد الرئيس في خطبته أهم أولوياته في العهد الجديد الذي بدأ منذ أمس الأحد بعد أداء اليمين الدستورية.

وقال في هذا الإطار بأنه سيضع في مقدمة أولوياته برنامج الشباب والاهتمام بالمرأة التي تعتبر من لبنة الأساسية لمستقبل بلادنا. منوها بأن انتخاب سيتي فرواة محي الدين كحاكمة لجزيرة انغازيجا لدليل على اهتمامه بالمرأة. كما أشار الرئيس إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم بشكل عام والتدريب المهني والتعليم الفني بشكل خاص بهدف إيجاد فرص عمل جديدة لدى الشباب. كما أشاد على أهمية دور المغتربين في بناء الدولة. وتحدث الرئيس على أهمية إصلاح العمل الصحفي في البلاد، وقال بأنه مهتم جدا بموضوع حرية الصحافة وأنه لابد من حصول الصحافة الوطنية على حريتها التحريرية والمالية، وأنه سيقوم بتنظيم ورشة عمل وطنية لمناقشة أزمة الصحافة والإعلام في البلاد. كما أكد بأن من المواضيع التي يقلقه كثيرا، موضوع الأمن والسلام والاستقرار والديمقراطية في البلاد، وقال بأن هذه المسألة هي الركائز الأساسية لبناء دولة قانونية. مؤكدا على أنه سيعمل جاهدا لتعزيز الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد، وأن جميع المواطنين لديهم الحق للعيش في سلام واستقرار. موضحا بأنه تم انتخابه من أجل رعاية سلامة الوطن والمواطنين. مشددا بأن الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي والسلام والأمن والاستقرار تعتبر من بين الشروط الأساسية لبناء دولة صاعدة.

وحول الأوضاع الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية الماضية، قال الرئيس بأنه سيتم اتخاذ اجراءات جديدة من الأسبوع القادم لتهدئة الأوضاع وأنه سيتم إصدار بيان في هذا الشأن. منوها بأنه يجب وضع في عين الاعتبار جميع الملاحظات التي تمت في الانتخابات الرئاسية الماضية بهدف الاستعداد الجيد للانتخابات البرلمانية القادمة لعام 2020م. وقال الرئيس في كلمته بأنه مستعد للجلوس سويا مع جميع أطراف المعارضة للمناقشة وفتح صفحة جديدة لمصلحة الوطن والمواطنين. والجدير بالإشارة إلى أن احتفالية تنصيب الرئيس قد شهدت مشاركة عدد كبير من ممثلي الدول الصديقة والشقيقة إلى جانب مجموعة من الشخصيات الدولية البارزة إضافة إلى ممثلي عدد كبير من الدول الأخرى من المبعوثين الشخصيين والسفراء وممثليها  المعتمدين بالدولة.