logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

في ذكرة رحيل الشيخ محمد شريف "ترك بصمات كبيرة في العلم والدعوة الاسلامية في جميع أنحاء البلاد"

في ذكرة رحيل الشيخ محمد شريف "ترك بصمات كبيرة في العلم والدعوة الاسلامية في جميع أنحاء البلاد"

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
تمر هذه الأيام 16 عاما منذ رحيل الشيخ محمد شريف أحمد آل جمل الليل، والذي يعتبر أول طالب قمري تخرج في الجامعات السودانية. وكان الشيخ محمد شريف قد توفي في إحدى المستشفيات الفرنسية في 22 يوليو 2006 الموافق 26 جمادي الآخر 1427هـ، وتم دفنه في مدينة إيكوني مسقط رأسه في الأول من شهر رجب 1427هـ. ومنذ رحيله تعود أهالي مدينة إيكوني وتلاميذه بتنظيم حفل تأبين للترحم على المغفور له في كل سنة من أول شهر رجب.

 

وبمناسبة مرور 16 عاما على رحيله ستقام عصر اليوم الجمعة في الجامع الكبير لمدينة إيكوني حفل التأبين على رحيل الشيخ محمد شريف الذي يعتبر من كبار العلماء الذي شهده البلاد على مر التاريخ والمؤسس لمدرسة الفتح. وفي هذه السنة نظمت الإدارة العامة لمدرسة الفتح بمدينة إيكوني ندوة علمية في ساحة المدرسة عصر أمس الخميس للحديث عن حياة الشيخ محمد شريف بعد مرور 16 عاما على رحيله. وقد شارك في تقديم الندوة الدكتور عبده الرؤوف عبده عمر عميد كلية الامام الشافعي للعلوم الإسلامية والعربية والسيدة مريم أحمد مفوضية  الشؤون الاجتماعية والدكتور محمد حاجي محمد مباما رئيس قسم اللغة العربية في كلية الامام الشافعي

وفي بداية الندوة تحدث عميد كلية الإمام الشافعي عن حياة الشيخ محمد شريف من ولادته ودراسته وجهوده في نشر العلم في زنجبار وجزر القمر وحتى وفاته. وقال بأن الراحل من مواليد عام 1935م في مدينة إيكوني، ودرس الابتدائية في مدارس مسقط رأسه. وفي عام 1941م سافر إلى زنجبار وكمل دراسته المتوسطة والثانوية فيها، ثم حصل بعد ذلك على منحة دراسية إلى السودان لاستكمال دراسته الجامعية لمدة أربع سنوات في التربية الاسلامية. ثم واصل دراسته العليا في معهد بحث الرضا وحصل على الدبلوم الذي يعادل الماجستير في الوقت الحالي في علوم رعاية الطفولة. مضيفا بأنه في عام 1955 عاد إلى زنجبار وكان من المؤسسين لمدرسة الابتدائية العربية في زنجبار، وعمل في هذه المدرسة لمدة سنتين ثم انتقل إلى المدرسة الثانوية وتم تعيينه مفكرا تربويا لوضع المناهج في هذه المرسة

وأشار إلى أنه في عام 1964 عاد محمد شريف إلى جزر القمر وأصبح مدرسا اللغة العربية في معهد سيد محمد الشيخ الثانوي. وكان يكافح من أجل رفع مكانة اللغة العربية والدراسات الاسلامية في البلاد. موضحا بأنه في عام 1970 قام بتأسيس مدرسة الفتح في مدينة إيكوني بحضور المشايخ وعلماء البلاد في ذلك الوقت، مؤكدا بأن مدرسة الفتح تعتبر أكبر صدقة جارية تركه الشيخ محمد شريف، حيث تخرج في هذه المدرسة العديد من العلماء والأساتذة معظمهم يتقلدون في مناصب قيادية في هذا البلد، كما أن من بينهم أصبحوا خطباء وأئمة على مستوى الجمهورية

وخلال الفترة من 1970 إلى 1977 تم تعيينه مندوبا لعلماء جزر القمر، كما كان مبعوثا خاصا لبعض الدول الاسلامية والافريقية كموريتانيا والسنغال ولارينيون وغيرها من الدول العربية والاسلامية والافريقية. وفي عام 1990 تم تعيينه رئيسا لرابطة الخيرية الاسلامية خلفا للمفتي السابق محمد عبد الرحمن، كما شارك في عام 1992 في مؤتمر الدول العربية والاسلامية المنعقدة في موروني تمهيدا لانضمام جزر القمر في جامعة الدول العربية

وفي عهد الرئيس الراحل محمد تقي عبد الكريم في عام 1997م تم تعيينه رئيسا لمجلس العلماء في جزر القمر والذي كان يعتبر الرجل الثالث في الدولة. وفي نهاية حديثه أشار عميد كلية الإمام الشافعي إلى أن الشيخ محمد شريف مضى أكثر من أربعين عاما في نشر العلم والدعوة الاسلامية في جزر القمر وخارجها وكان له حلقات لتفسير القرآن الكريم في كل من شهر رمضان في الجامع الكبير لمدينة إيكوني. وقال بأن مدرسة الفتح تواصل أنشطتها وهي الآن، تم توسعتها وأصبحت الآن مدرسة نموذجية للفرنسية والعربية وتحصل على أعلى نسبة النجاح على مستوى البلاد من الابتدائية وحتى الثانوية

أما الدكتور محمد حاجي محمد مباما فقد تحدث في الندوة عن أثر التربية لمدرسة الفتح، موضحا بأن مدينة إيكوني كانت مدينة نموذجيا بفضل استضافة العديد من الطلبة جاؤوا من جميع أنحاء البلاد للدراسة في مدرسة الفتح على يد الشيخ محمد شريف. وقال بأن محمد شريف له الفضل الكبير على تعليم العديد من الطلبة في جزر القمر في ذلك الوقت، حيث كانت مدينة إيكوني بمثابة قبلة العلم في ذلك الوقت باعتبار أن مدرسة الفتح هي الثانية في البلاد بعد مدرسة سيد الهادي في موروني. مؤكدا بأن الشيخ محمد شريف ترك بصمات كبيرة في العلم والتربية في هذه الدولة، وأثره باقيا حتى الآن وإلى يوم القيامة

وفي نهاية الندوة طالب الحاضرون والمشاركون بأهمية انشاء مركز ثقافي وتعليمي باسم الشيخ محمد شريف، وتأسيس جمعية خيرية للشيخ محمد شريف. كما طالب الآخرون بكتابة حياة الشيخ محمد شريف وتأليف كتاب حول سيرته الذاتية حتى يستفيد الجيل الجديد من أثره العلمي والتربوي والدعوي

تعليقات