logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

في مؤتمر تيكاد 9.. الرئيس غزالي يدعو إلى هندو-هادئ يسوده السلام والازدهار

في مؤتمر تيكاد 9.. الرئيس غزالي يدعو إلى هندو-هادئ يسوده السلام والازدهار

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
استضافت مدينة يوكوهاما اليابانية، بين 20 و22 أغسطس الجاري، قمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا (تيكاد)، في محاولة لإحياء الزخم الذي فقدته القمة الثامنة التي عُقدت في تونس عام 2022، والتي تأثرت بشدة بجائحة كورونا. وتأتي القمة هذا العام بعد 3 سنوات من الانقطاع، ضمن نظام التناوب الذي بدأ منذ عام 2016 بين استضافة أفريقية وأخرى يابانية.

 إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

وقد شارك رئيس الجمهورية، غزالي عثمان، في افتتاح أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "تيكاد 9"، أول أمس الأربعاء بمركز المؤتمرات بيوكوهاما، في ضواحي العاصمة اليابانية، والذي ينعقد تحت شعار "التعاون لإيجاد حلول مبتكرة مع أفريقيا" بحضور رئيس الحكومة اليابانية شيغيرو إيشيبا، ورؤساء دول وحكومات إفريقية، والأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من كبار المسؤولين في المنظمات الدولية والإقليمية

وتتمحور الدورة الحالية حول الإبداع المشترك لحلول مبتكرة مع إفريقيا، حيث ستطلق مبادرات ضمن رؤية شاملة لإبداع الشباب المشترك تحت شعار "أن نصبح أصدقاء" من خلال برنامج تطوير الموارد البشرية المتبادل. كما ستتم مناقشة عدد من قضايا الشركة الاقتصادية، والتجارة الحرة الافريقية، ودور الشباب في بناء المستقبل، وافاق التغطية الصحية الشاملة في إفريقيا في أفق 2030، بالإضافة إلى مواضيع تتعلق بالاستثمار والمناخ والزراعة والاقتصاد الأخضر والتعليم، والابتكار، ودعم الشركات الناشئة الإفريقية

وقد ألقى الرئيس غزالي خطابًا ركز فيه على قضايا الاقتصاد والتجارة والاستثمار، مؤكدًا على دور بلاده المتنامي في المشهد الإقليمي والدولي. وأكد أن منطقة الهندو-هادئ، الواقعة عند تقاطع أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، يجب أن تكون فضاءً للتعاون والتبادل، وليست ساحة للتنافس والصراعات. وشدد على أن السلام والاستقرار والازدهار المشترك يجب أن تكون القواعد الأساسية لبناء هذه المنطقة الاستراتيجية

البنية التحتية والطاقة أولوية ملحة

واستعرض غزالي عثمان الجهود الإصلاحية التي تبذلها بلاده لتحسين مناخ الأعمال ضمن إطار خطة جزر القمر الناشئة 2030، مشيرًا إلى اعتماد تشريعات ومؤسسات جديدة لتسهيل التمويل وحماية الاستثمارات، مع اعتبار الشراكة بين القطاعين العام والخاص إحدى الركائز الرئيسة للتنمية

كما شدد فخامته على أهمية الاستثمار في البنية التحتية والطاقة، معتبرًا أن توفير الكهرباء وتعزيز الربط الرقمي يمثلان مدخلًا أساسيًا للنمو. وأبرز جهود بلاده في مجال الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، داعيًا اليابان إلى دعم متزايد لإعادة تمويل صندوق التنمية الأفريقي التابع للبنك الأفريقي للتنمية

وفي سياق خبرته كرئيس سابق للاتحاد الأفريقي، ذكّر غزالي عثمان بأهمية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (زليكاف) كأولوية اقتصادية، مؤكدًا أن التجربة اليابانية تمثل نموذجًا ملهمًا يمكن أن يسهم في إنجاحها. كما نوه بدعم طوكيو لانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين (G20)

الاقتصاد الأزرق كخيار استراتيجي

وقدم رئيس الجمهورية الاقتصاد الأزرق كأحد ركائز التنمية المستقبلية لجزر القمر، مشيرًا إلى الإمكانات الكبيرة التي توفرها الموارد البحرية في مجالات الصيد المستدام، السياحة البحرية، الطاقات المتجددة، والتكنولوجيا الحيوية الزرقاء. وأكد أن موقع بلاده الجغرافي على طرق التجارة البحرية العالمية يمنحها فرصًا واعدة للاستثمار في البنية التحتية للموانئ والصيد

وفي ختام خطابه، دعا الرئيس غزالي إلى بناء شراكات متوازنة بين أفريقيا واليابان تقوم على تبادل الخبرات والتكنولوجيا والموارد من أجل اقتصادات قوية وشاملة. وبهذا الخطاب، سجلت جزر القمر حضورًا لافتًا في مؤتمر (تيكاد 9)، مؤكدة مكانتها كفاعل ناشئ يسعى إلى تعزيز التعاون الدولي وبناء مستقبل قائم على السلام والازدهار المشترك

ولدى تدخله في كلمة افتتاحية، أوضح رئيس الحكومة اليابانية، شيغيرو ايشيبا، أن التعاون المرجو ينبني على دعم التنمية وتعزيز جهود السلام، بما يحقق التطلع نحو الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والتنمية في أبعادها الشاملة في إفريقيا. وأشار إلى جهود اليابان في اطلاق المبادرات الرائدة، والاسهام في تنفيذها على أرض الواقع، مؤكدا أن هذه القمة تندرج في إطار تأكيد عمق العلاقات بين اليابان وإفريقيا، ليتحول "تيكاد" إلى حاضنة عملية لإطلاق مبادرات ملموسة في مجالات الاقتصاد، والتحول الرقمي، والأمن الغذائي والاستثمار والتربية

ويهدف "تيكاد 9" إلى مزيد من التعاون وتجسير العلاقات اليابانية الإفريقية في شتى المجالات: الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والثقافية من خلال التركيز تحديدا على أبعاد الحوار، وأفق التنمية المستدامة والسلم. ويعد هذا المؤتمر الذي تنظمه الحكومة اليابانية بالشراكة مع الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والبنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي مناسبة لمناقشة قضايا كبرى في علاقة بالاستثمار، والابتكار، والرقمنة لتحقيق التنمية المستدامة في كل المجالات. وتشهد "تيكاد 9" تنظيم أكثر من 200 ندوة حوارية و300 معرض تعريفي بمشاركة عديد الوزارات اليابانية، والمنظمات الدولية، والشركات، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني

 

تعليقات