وجه رئيس الجمهورية غزالي عثمان خطابا متلفز إلى المواطنين القمريين، مساء الاثنين 30 مارس المنصرم، في إطار حربه ضد فيروس كورونا الجديد والوقاية منه. وهذه هي المرة الثالثة على التوالي خلال شهر مارس، يتحدث فيه رئيس الدولة عن وباء كورونا العالمي. ونيابة عن سكان جزر القمر، أعرب رئيس الجمهورية عن تعاطفه وتضامنه تجاه الأخوة والأخوات من جزيرة مايوت القمرية، والمواطنين القمريين المغتربين في فرنسا وفي جميع البلدان الأخرى التي تضررت بشدة من جائحة كوفيد 19. وبعث غزالي عثمان "رسالة تعزية إلى عائلات الضحايا وأقاربهم، داعيا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يبعث بالشفاء العاجل إلى المرضى"
ودعا رئيس الرئيس في خطابه جميع المواطنين إلى احترام التعليمات والإجراءات التي تتخذها السلطات المختصة. مشيرا قائلا "أحث جميع المواطنين بالبقاء في المنازل، ومراقبة صحتهم وصحة أحبابهم، وعدم الخروج إلا عند الضرورة القصوى". وفي كلمته، أعلن الرئيس غزالي أنه سيتم اتخاذ إجراءات تدريجية فيما يتعلق بالأسواق والتجارة، منوها بأن هناك لجنة تفكر بالإجراءات التحسينية الأخرى والتي تتكيف حسب الموقف. واغتنم رئيس الجمهورية هذه الفرصة ليقدم شكره إلى وزيرة الصحة، والطاقم الطبي، وإدارات الدولة، والولاة، ورؤساء البلديات، ورؤساء القرى، وكذلك دار الإفتاء والعلماء ومنظمات أصحاب العمل وجمعيات الشباب "لحشدهم وتوافرهم ومشاركتهم في هذه المعركة وتولي العملية على الأرض، بهدف تطبيق التدابير المتخذة
مقدما شكرا خاصة إلى عناصر ومسؤولي قواتنا الأمنية الذين يتولون مهامهم من أجل ضمان احترام القرارات، في جميع أنحاء الأراضي الوطنية". وفي سياق احترام التدابير المتخذة، أعرب الرئيس عن رغبته في تحية الانضباط والسلوك "اللائق والمسؤول" للمواطنين القمريين، الذين يحترمون القرارات المتخذة والتعليمات الصادرة وإيماءات الحواجز. وأشاد غزالي عثمان بالمبادرات التي اتخذتها بعض الجهات والأحياء "لحماية السكان". مضيفا قائلا "إنني أقدر حقا التزام منظمات المجتمع المدني، داخل البلاد وكذا لدى المغتربين
تجنب المعلومات الخاطئة
وفيما يتعلق بالمسافرين القمريين العابرين عبر العديد من البلدان والذين يجدون صعوبة في العودة، قال رئيس الجمهورية إنه يتم استكشاف الخيارات للسماح لهم بالعودة إلى البلاد في أسرع وقت ممكن. داعيا القمريين للتكيف مع الوضع لأن تدابير أخرى يمكن اتخاذها. وأوصى رئيس الدولة بتعزيز إيماءات الحواجز قائلا "أطلب منكم المزيد من الانضباط واحترام الاجراءات المتخذة والتعليمات المقدمة". ودعا غزالي عثمان إلى تجنب المعلومات الكاذبة والشائعات التي يروجها أشخص غير مسؤولين وشبكات التواصل الاجتماعي، والتي من الممكن أن تسبب الذعر "وتقوض الجهود المتخذة لعرقلة طريق كوفيد 19".
وقال رئيس الجمهورية "في هذه المرحلة من المعركة المعلنة، أدعو الجميع لاسيما الجهات الاقتصادية والاجتماعية والنقابية وقوات الأمن والشرطة إلى الاتحاد من أجل احترام وضمان القرارات والتدابير والتعليمات المتخذة لحماية شعبنا". وأصر غزالي عثمان على حماية جميع المواطنين. داعيا القمريين داخل البلاد وخارجها بحماية أنفسهم لحماية الآخرين. وقال "إننا معا في الانضباط والجهد المشترك، في العمل والوحدة، سوف نتغلب على هذه الأزمة الصحية العالمية".
وأعلن غزالي عثمان مجموعة تدابير لدعم المواطنين القمريين والفاعلين الاقتصاديين، في مواجهة الآثار المرتبطة بهذه الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا. واعتبر رئيس الدولة أنه من الضروري دعم المؤسسات المالية والمصرفية ومستخدميها، والشركات والموظفين والعمال خلال هذه الفترة الحساسة. وقال "لقد أمرت وزير المالية بوضع خطة استثنائية تسمح لهم بتحمل الضرائب والرسوم الاجتماعية للوفاء بالمواعيد النهائية لجميع القروض". وفيما يتعلق بالمؤسسات المالية والمصرفية، قال الرئيس غزالي إن بنك جزر القمر المركزي سيسمح بإعادة جدولة المستحقات وتجميد العمولة (الربح الصافي) للقروض المتأثرة بهذا الوباء. موضحا أنه "سيتم تخفيض معدلات الاحتياطي الإلزامي إلى 5% لمدة خمسة أشهر، ابتداء من أول أبريل الجاري"
خفض الرسوم الجمركية والضرائب بنسبة 30% لثلاث منتجات
وعلى المستوى الجمركي، قال رئيس الجمهورية إنه سيتم تبسيط الاجراءات وسيتمكن المستوردون من تخليص بضائعهم في يوم واحد. وقال غزالي عثمان إن "المنتجات الغذائية والأدوية الأساسية ومنتجات مواد النظافة، سيتم تخفيض الرسوم الجمركية والضرائب فيها بنسبة 30%. وسيتم تبسيط إجراءات التخلص الجمركي لبعض المنتجات الخاضعة لهذه القواعد، حتى 31 يوليو القادم. وأوضح رئيس الدولة أن الموعد النهائي لتقديم الملفات الضريبية قد تم تمديدها من 31 مارس إلى 31 مايو المقبل. وقال رئيس الجمهورية سيكون لهذه التدابير الجديدة تداعيات على أسعار المستهلكين، لصالح المواطنين والدولة
وبالنسبة للمؤسسات العامة التي توقفت نشاطها بسبب إغلاق مطارات البلاد وهي: شركة مساعدة المطار، والوكالة الوطنية للطيران المدني والأرصاد الجوية، وشركة مطارات جزر القمر سيتم دعمها بظرف استثنائي "لتمكينها من مواجهة الوضع، لاسيما في دفع رواتب موظفيها. وقد أعطى غزالي عثمان تعليمات صارمة لضمان إمداد المياه والكهرباء بشكل منتظم خلال هذه الفترة الحرجة. مشيرا إلى أن "لواء مشترك، مؤلف من عناصر الشرطة وموظفي وزارة الاقتصاد سيضمن الامتثال الصارم لأسعار المنتجات الاستهلاكية. وأعلن الرئيس رسميا أن عدم امتثال التدابير المتخذة لجعل أسعار المنتجات الأساسية في متناول الجميع، سوف يعاقب بشدة. وحذر غزالي عثمان أيضا من أنه لن يكون هناك تساهل ضد المخالفين، طالبا دعم المواطنين في هذه التدابير الجديدة