تتواصل الجهود الإنسانية في المغرب لليوم السادس سعيا للوصول إلى أحياء تحت الركام في المناطق المتضررة من الزلزال القوي الذي ضرب البلاد مساء الجمعة الماضي وخلف آلاف القتلى والمصابين. وتحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية ومتطوعين تسريع عمليات البحث مع مرور أكثر من 100 ساعة على وقوع الكارثة وبدء تضاؤل الآمال في العثور على ناجين محتملين. وأعلنت وزارة الداخلية المغربية -مساء الأربعاء- ارتفاعا جديدا لعدد ضحايا الزلزال حيث سجلت عدد القتلى 2946 و المصابين 5674، فيما تواصل السلطات العمومية جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال الذي وصف بالأعنف منذ أكثر من قرن
ويقود الجيش المغربي جهود الإغاثة، بدعم من مجموعات وفرق إغاثة أرسلتها 4 دول، هي: قطر والإمارات وبريطانيا وإسبانيا، لكن التضاريس الوعرة والطرق المتضررة وتباعد القرى أدت إلى تعقيد هذه المهمة. كما أسهم أيضا تساقط أحجار ضخمة على الطرق في إعاقة عمل الجرافات التي تسعى لفتحها. وتعاملت الفرق الطبية مع حالات كسور بالعظام وجروح وإصابات بالصدمة نتجت عن انهيار المباني، كما عالجت أصحاب الأمراض المزمنة -مثل السكري- ممن شردهم الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر، رغم شح الإمدادات الطبية
لا وفيات ولا إصابات بين القمريين
وفي ظل هذه الكارثة الطبيعية، أكد قنصل جزر القمر بالعيون الدكتور سيد عمر سيد حسن أن جميع القمريين في المملكة المغربية آمنون وسالمون، جاء ذلك في اتصال هاتفي مع جريدة الوطن صباح يوم السبت الماضي. وأوضح القنصل العام قائلا "كنت على اتصال منذ ليلة وقوع الزلزال (الجمعة)، مع رئيس جمعية الطلبة القمريين وأمنائها العامين في المغرب، وكذلك العديد من الطلاب من مختلف مدن المملكة لتقييم الوضع". وأضاف أنه "لم يتم تسجيل أي وفيات أو إصابات بين أبناء الجالية القمرية". وأعرب الدكتور سيد عمر سيد حسن عن تضامنه مع الشعب المغربي الشقيق. وقال "باسم جميع الذين يعانون، أود أن أعرب عن تضامني مع الشعب المغربي الشقيق". وقال "تفكيري مع عائلات وأصدقاء الضحايا، أتنمى أن يتعافى جميع المصابين بسرعة"
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغتربين والفرنكوفونية قد بعث برقية عزاء ومواساة إلى الشعب المغربي الشقيق، عبرت خلالها عن حزن ومواساة الحكومة القمرية جراء الزلزال الذي ضرب مناطق وسط المغرب ليلة الجمعة-السبت، وأدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى. وأوضحت الوزارة باسم حكومة جزر القمر أنها تشاطر المغرب هذه المحنة الأليمة وتعرب عن تضامنها العميق مع الشعب المغربي. وتتقدم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في هذه الظروف الصعبة باسم الحكومة القمرية وكافة الشعب القمري بخالص العزاء للشعب المغربي الصديق، خاصة العائلات المكلومة، متمنية الشفاء العاجل للمصابين
مبادرات شعبية واستجابة فورية
ولم تتوقف المبادرات الشعبية لدعم ضحايا الزلزال، حيث توافدت عشرات الشاحنات والسيارات على المناطق المتضررة، محملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية، وفق ما تناقلته منصات التواصل الاجتماعي. وتقوم مروحيات عسكرية بنحو 35 إلى 40 مهمة يوميا منذ السبت الماضي بين مطار مراكش والأماكن الجبلية المعزولة، تشمل إجلاء جرحى ونقل مساعدات، وفق وسائل إعلام مغربية. وزار العاهل المغربي محمد السادس يوم الثلاثاء مصابي زلزال الحوز بأحد مستشفيات مدينة مراكش، وتبرع بالدم تعبيرا عن التضامن مع الضحايا والعائلات المكلومة، وفق وكالة الأنباء الرسمية. يذكر أن مستشفيات مراكش استقبلت نحو 2200 مصاب من ضحايا الزلزال من بينهم حوالي 500 من الذين تعرضوا لإصابات بليغة
كما أطلق الصليب الأحمر الدولي نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب، في حين تتواصل حملات تضامنية واسعة من مختلف مدن المملكة لإيصال مساعدات للمناطق المنكوبة. ووصلت أول أمس الأربعاء طائرة قطرية إلى المغرب على متنها مساعدات إنسانية وفريق الإنقاذ القطري للمشاركة في جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الزلزال. وقال قائد قوات "الواجب" القطرية في مهمة المغرب خالد الحميدي إن جهود الإنقاذ التي يسهم فيها الفريق القطري ستستمر للبحث عن ناجين من الزلزال، وأكد أن الفرق واجهت صعوبات في عمليات الإنقاذ بسبب انسداد الطرق
وفي سياق حشد جهود دعم المتضررين من الزلزال، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن التقارير التي تلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تشير إلى تأثر ما يقرب من 100 ألف طفل بالزلزال في المغرب. وأكد دوجاريك أن اليونيسيف قامت بتعبئة طاقم العمل الإنساني لدعم الاستجابة الفورية على الأرض. وتشكل الطبيعة الوعرة لمعظم المناطق التي ضربها زلزال الجمعة أكبر التحديات أمام فرق البحث والإنقاذ التي تسابق الزمن للوصول إليها وبدء عمليات الحفر والانتشال من تحت الأنقاض، وما زال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعبًا بسبب الانهيارات الأرضية