logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

قمة التّضامن مع القانون والمواثيق الدولية

قمة التّضامن مع القانون والمواثيق الدولية

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
لم تكن القمة العربية الإسلامية التي احتضنتها دوحة السلام يوم 15 سبتمبر الجاري، سوى قمة للتضامن مع القانون الدولي والمواثيق الدولية التي سوّيت بالأرض، لم تكن القمة إلا صرخة مدوية لنصرة القيم الثقافية والإنسانية العالمية المحترقة في الأجواء القطرية بصواريخ الخيانة والغدر التي أطلقتها القوات الإسرائيلية يوم 9 سبتمبر الماضي، على مساكن تأوي عائلات وقيادات من حركة حماس، جاءوا للتفاوض على مشروع أمريكي لإنهاء الحرب الظالمة، فاتضح أنّ المسألة لم تكن سوى فخّ دبر بليل لقتلهم غيلة، خيانة للدبلوماسية القطرية الحميدة، بقصد قطع أيّة بارقة أمل لهدنة أو سلام، وهي رسالة مفتوحة لعواصم العرب والمسلمين جميعا.

    بقلم الدكتور نور الدين باشا ✍️

أستاذ مشارك بكلية الإمام الشافعي

جاءت الاستجابة السريعة والتمثيل رفيع المستوى لقادة الدول للتعبير عن موقع دولة قطر الشقيقة في وجدان الأمّة، فهي زهرة الدول العربية والإسلامية، وتتبوّأ منها مقعد الصدق، وتقع منها موقع الروح من الجسد، ولكن أيضا للتأكيد على مكانتها المرموقة في الساحة الدولية وترسيخ هذه الحقيقة في عين العالم بأسره، كدولة نموذجية تحظى باحترام المجتمع الدولي أجمع، بحكم عبقرية مبادراتها في الدبلوماسيّة الدولية، وبما تحظى به من قوة اقتصادية وازنة، كما في تصدرها لقطاع العمل الخيريّ الإنسانيّ التي هي محطّ عناية الشعوب الأقلّ حظوظا

لقد فجّرت القمة طاقات تعبيرية وخطابية حاسمة نطقت بها ألسنة القادة، تجاوزت الدلالات الرمزية والدبلوماسية ومعاني اللباقة، لتصبح لوحات سياسية أدبية، ينبغي الاستناد إليها لبناء قواعد وخطط استراتيجية للدفاع العربي الإسلامي المشترك، تشكّل فيه باكستان وتركيا وحتى إيران عمودها الفقري، كدول إسلامية راسخة في التاريخ والجغرافيا، تحسب بها لإسرائيل حسابها، بعد شعر الجميع أنّ العواصم كلها في مرمى النار في عين الخطر

لم تعد هناك مقدّسات، ولا مواثيق ولا اتفاقات سلام، ولم تعد حركة حماس هي الخصم الوحيد،  فلسان حال العواصم العربية كلها تقول: "أكلت يوم أكلت دوحة السلام"، وإذا شبّ الحريق في بيت جارك فلا تقل إنّ النار لم تصل إلى داري، بل اطفئها في بيت جارك قبل أن تصل إلى جدارك

ينبغي أن يكون واضحا أنّ الهجوم الغادر على دوحة السلام هو خيانة لفنّ الدبلوماسية واغتيال للحكمة والحوار السلمي في معالجة القضايا الدولية، وإنهاء للمواثيق واتفاقيات السلام مع قوم من سمّاهم الرئيس السيسي نفسه "العدوّ". وليكن واضحا أنّ المظلّة الأمنية الأمريكيّة هي سراب يحسبه الظمآن ماء، وأنّ الدول الصديقة لأمريكا هي في مصيبة حقّا، وأمّا أعداؤها فهم في مشكلة، والفرق واضح

إنّ جزر القمر حكومة وشعبا تقف وقفة رجل واحد في دعم ونصرة سيادة دولة قطر الشقيقة في وجه الغدر والخيانة التي تعرّضت لها، وفاء لموقفها الكريم ودعمها النبيل للشعب القمري الشقيق، لن ننسى لدولة قطر  مبادرتها النبيلة في احتضان "مؤتمر الدوحة للمانحين" عام 2010، التي مثّلت قفزة حقيقية ملموسة في النمو الاقتصادي في بلادي، لا نزال ننعم بتجلياتها حتى اليوم، لقد حان الوقت للغيوم التي تلبّد بها سماء العلاقات بين البلدين الشقيقين أن تنقشع، تحصينا للجسد العربيّ الإسلامي، وتقوية لمناعاته لتعود بنيانا واحدا يشد بعضه بعضا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، ولا ريب أنّ اليد القطرية هي العليا، وهي الأجدر بالصفح الجميل وبالعفو الكريم فهي صاحبة المقدرة، والعذر عند خيار الناس مقبول. والقادم أفضل وأجمل، نصر من الله وفتح قريب

تعليقات