إعداد/ محمد أحمد ممادي ✍️
افتتح رئيس الجمهورية، يوم الثلاثاء 4 نوفمبر الجاري، أعمال المؤتمر الدولي حول الدول الجزرية الصغيرة النامية، المنعقد على هامش القمة العالمية للتنمية الاجتماعية في الدوحة. وجمعت القمة عددًا من رؤساء الدول، والأمين العام للأمم المتحدة، إلى جانب دبلوماسيين وخبراء في التنمية المستدامة
وفي كلمته، وجّه الرئيس القمري رسالة قوية مفعمة بروح التضامن والطموح تجاه الدول الجزرية قائلاً: "جزرنا، وإن كانت صغيرة بحجمها، فهي كبيرة بعزيمتها وبالرؤية التي تحملها لمستقبل كوكبنا الأزرق
وأشاد في مستهل خطابه بمبادرة دولة قطر لاستضافة هذا اللقاء المخصص لمستقبل المناطق البحرية الهشة، مستعرضًا الرؤية القمرية للتنمية المرنة والعادلة والمستدامة، التي ترتكز على محاور أساسية أبرزها: تحويل هشاشة الدول الجزرية إلى قوة دافعة في مواجهة التغير المناخي، وتعزيز الاقتصاد الأزرق الشامل، وإرساء ميثاق مالي أزرق عادل، وتقوية التعاون الإقليمي في منطقة المحيط الهندي
صندوق أزرق جَزَري إفريقي
واقترح الرئيس غزالي إنشاء صندوق أزرق جَزَري إفريقي يهدف إلى دعم المشاريع ذات الأثر الاجتماعي والبيئي والاقتصادي الكبير، والمساهمة في دعم المبادرة الإفريقية للسور الأزرق العظيم، الساعية إلى إنشاء ملايين الوظائف الزرقاء بحلول عام 2030
ودعا فخامته إلى تعبئة جماعية، مختتمًا خطابه برسالة أمل ووحدة قائلاً: "في موروني أطلقنا الأمل، وفي الدوحة نحوله إلى وعدٍ مُنجز. فلنتحد من أجل ميثاق الدوحة للدول الجزرية الصغيرة؛ ميثاق التضامن والابتكار والعدالة المناخية
ومن خلال هذه التصريحات، جدّد الرئيس القمري تأكيد التزام جزر القمر بلعب دور قيادي في الدفاع عن مصالح الدول الجزرية، التي غالبًا ما تقف في الخطوط الأمامية لمواجهة التحديات المناخية العالمية
التزام جزر القمر بالتنمية الاجتماعية
وشارك الرئيس غزالي عثمان في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية إلى جانب سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مؤكدًا أن "التنمية الاجتماعية هي أساس السلام والازدهار
وأشار إلى أن القمة سلطت الضوء على الحاجة الملحّة إلى نموذج تنموي يتمحور حول الإنسان، ويرتكز على ثلاث أولويات عالمية: القضاء على الفقر، وتحقيق العمالة الكاملة والعمل اللائق، وتعزيز العدالة والتماسك الاجتماعي
كما استعرض الرئيس غزالي أبرز إنجازات بلاده، موضحًا أن 30% من الميزانية الوطنية مخصصة للتعليم والصحة، وأن نسبة تمدرس الفتيات ارتفعت بأكثر من 45% خلال عشر سنوات، إضافة إلى إطلاق خدمات "الموبايل موني" لدعم الأسر الهشة، واعتماد سياسة وطنية للشباب والثقافة بوصفها محورًا للتماسك الوطني
واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالتأكيد على أن "جزر القمر، رغم كونها دولة جزرية صغيرة، تُثبت أن الإنسان يجب أن يبقى في صميم الأولويات، حتى في ظل الموارد المحدودة." وجدّد دعوته إلى آليات مالية عادلة ومستقرة، وزيادة الدعم للتعليم والصحة، وتعزيز التعاون بين الجنوب والجنوب، وبين الشمال والجنوب بروح أكثر طموحًا وإنصافًا

