logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

كلمة تشاي جيون مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط

كلمة تشاي جيون مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
سعادة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الدكتورة هيفاء أبوغزالة المحترمة، الممثلون المحترمون، يسعدني جدا أن أجتمع مع الممثلين من مختلف الدول العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية عبر الاتصال المرئي في الدورة التاسعة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية.

 

في البداية، يطيب لي أن أتقدم نيابة عن وزارة الخارجية الصينية بالترحيب الحار للأصدقاء العرب والزملاء الصينيين المشاركين في هذه الدورة، كما أعرب عن الشكر القلبي للأمانة العامة لجامعة الدول العربية والجهات المعنية الأخرى على جهودها لإعداد هذه الدورة. وقد تمت إقامة 8 دورات بالنجاح حتى الآن لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية باعتبارها منصة حوار مهمة بين الصين والدول العربية للتواصل والاستفادة المتبادلة على المستوى الحضاري وتعميق علاقات الصداقة بينهما. ستركز هذه الدورة على التواصل بين الحضارتين الصينية والعربية في سياق التشارك في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتهدف إلى مواصلة تدعيم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكلا الجانبين وإضفاء ديناميكية مهمة على التقدم الحضاري في العالم من خلال التواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين

أيها الممثلون، مع دخوله في فترة من الاضطراب والتحول، يشهد العالم الآن تلاقي التغيرات الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة والجائحة التي تحدث بمعدل مرة كل قرن، وظهور قضايا جديدة وتحديات جديدة دون التوقف. إن جائحة فيروس كورونا المستجد التي اجتاحت العالم تثبت مرة أخرى أن البشرية تشارك في مستقبل مشترك ومصالح دول العالم تترابط ترابطا وثيقا، وعالمنا هو مجتمع مستقبل مشترك لا يمكن تجزئته. كما أشار الرئيس شي جينبينغ إلى أن ”مواجهة تحديات مشتركة والمضي قدما إلى مستقبل جميل لأمر يتطلب قوة علمية واقتصادية وكذلك يتطلب قوة ثقافية وحضارية“. ولا يمكن تعزيز الثقة المتبادلة وتقليل سوء الفهم وإيجاد الطريق السليم لحل المعضلات وتحقيق التنمية في العالم إلا بتبني المفهوم الحضاري المتمثل في المساواة والاستفادة المتبادلة والحوار والشمولية، ومن خلال التواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات المختلفة والحوار على قدم المساواة بين دول العالم

ظل الجانبان الصيني والعربي يتبادلان ادعم في وجه الجائحة، وكان التضامن بين الجانبين لمكافحة الجائحة عملا ذائع الصيت ونموذجا يحتذى به في تعاون الجنوب الجنوب. بما أن الصين والدول العربية تتميزان بحضارة يمتد تاريخها إلى آلاف السنين، عليهما مواصلة الحوار بين الحضارتين على نحو معمق وتعزيز التبادل والتعاون والمساهمة بحكمتهما في حل المشاكل المستعصية أمامهما والعالم. في هذا السياق، أود أن أتحدث عن رأي من ثلاث نقاط:

أولا،  ضرورة الدعوة إلى التضامن والتسامح، واحترام الحضارات والأنظمة الاجتماعية الخاصة بكل دولة. إن التنوع هو ميزة أساسية للعالم، وتختلف الظروف من دولة الى أخرى، وتتنوع أشكال الحضارات لمختلف القوميات، الأمر الذي يقرر استحالة وجود نظام سياسي واحد فقط وطريق تنموي واحد فقط وقيمة واحدة فقط في العالم. فلا يجوز الاصطفاف حسب الأيديولوجيا وتكوين دوائر مصغرة من العصابات، ناهيك عن تسييس المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان والدين والجائحة واستغلالها كأداة لضغط الدول الأخرى أو التدخل في شؤونها الداخلية. يجب نبذ النظريات مثل ”التفوق الحضاري“ و”صراع الحضارات“ و”رهاب الحضارة“، واحترام قيام الدول بتحديد الطرق التنموية الخاصة بها من خلال عملية الاستكشاف المتواصلة وفقا لظروفها وتجاربها، والدعوة إلى الحوار على قدم المساواة والتواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات على أساس التضامن والتسامح

هناك تقاليد حميدة قائمة بين الصين والدول العربية ألا وهي تبادل الاحترام والدعم والتعامل على قدم المساواة. ظلت الصين تدعم جهود الدول العربية وشعوبها لتوريث وتطوير حضارتها واستكشاف طرق تنموية بإرادة مستقلة. أطلقت الدول العربية كمجموعة صوتا عادلا من التضامن والدعم للصين في المسائل المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ والتبت لعدة مرات في جلسات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ويرفض الجانبان تسييس الجائحة ويدعوان إلى إجراء التعاون في تتبع المنشأ بموقف علمي. وينبغي على الجانبين الصيني والعربي العمل على مزيد من التضامن بصرف النظر عن التغيرات للأوضاع الدولية، وتكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، والسعي إلى الأرضية المشتركة مع ترك نقاط الاختلاف جانبا، وتحقيق التنمية الشاملة، وأن يكون صديقا موثوقا به وشريكا خالصا ودائما لبعضهما البعض

ثانيا، ضرورة التمسك بتعددية الأطراف، والدفع بالتعايش السلمي على قدم المساواة بين مختلف الحضارات، والعمل على تسوية القضايا الساخنة المعنية. يجب أن تقرر الدول مصير العالم ومستقبله بشكل مشترك، ولا يجوز فرض القواعد التي تضعها دولة بعينها أو عدة دول على الدول الأخرى، ولا يجوز توجيه الإملاءات إلى الدول الأخرى كـ ”المعلم“ ”انطلاقا من موقع القوة“ وممارسة سياسة القوة والهيمنة. بما أن الحفاظ على السلام هو من مسؤولية كل دولة، فيجب كسر القيود العقلية المتمثلة في الانغلاق وإقصاء الآخرين والغطرسة والصراع والمجابهة ورفض التقدم، ويجب حشد التوافق حول تعددية الأطراف على نطاق واسع والمساهمة بالحكمة والحلول والدفاع سويا عن العدل والإنصاف الدوليين

إن القضية الفلسطينية لب قضية الشرق الأوسط. في مايو الماضي، اندلع الصراع الخطير بين فلسطين وإسرائيل من جديد، حيث قامت الصين بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي بدفع المجلس لمراجعة القضية الفلسطينية لـ5 مرات حتى أصدر المجلس بيانا صحفيا رئاسيا. وترأس مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي جلسة علنية طارئة للمجلس .واستضافت الصين ندوة الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام في يوليو الماضي لاستكشاف طريق السلام والبحث عن أسلوب التعايش. في الفترة الأخيرة، طرح الجانب الصيني بالتوالي مبادرة بشأن إنشاء منصة الحوار المتعددة الأطراف في منطقة الخليج ومبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والرؤية ذات النقاط الأربع لحل المسألة السورية والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ ”حل الدولتين“، مما ساهم بالحكمة الصينية في حل سياسي للقضايا الساخنة. على الجانبين الصيني والعربي مواصلة الالتزام بتعددية الأطراف، والحفاظ بحزم على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، وإيجاد حلول عادلة للقضايا الساخنة في يوم مبكر، والعمل معا على صيانة السلام والاستقرار في المنطقة، وتحقيق التعايش المتناغم بين الحضارات المختلفة

ثالثا، ضرورة تدعيم التعاون في بناء ”الحزام والطريق“ بجودة عالية، وتعزيز التقارب بين الشعب الصيني والشعوب العربية، وترسيخ القاعدة الشعبية للعلاقات الصينية العربية. إن تعزيز التقارب بين الشعوب جزء مهم في بناء ”الحزام والطريق“،  كما أنه من المتطلبات الواقعية لتحقيق التنمية المشتركة والازدهار المشترك لدول العالم. إن الجانبين الصيني والعربي، كشريكين طبيعيين لبناء ”الحزام والطريق“، يعملان على تعزيز التواصل والتعاون بينهما في المجال الإنساني والثقافي وتعزيز التقارب بين الشعب الصيني والشعوب العربية بشكل متواصل، وحققا نتائج بارزة، على سبيل المثال، تم إبرام أكثر من 40 عقدا للتوأمة بين الحكومات المحلية الصينية والعربية؛ وتم إنشاء المركز الصيني العربي للصحافة وإطلاق موقع بوابة المكتبة الرقمية الصينية العربية رسميا؛ ويشهد تعليم اللغة العربية في الصين تطورا مستمرا إذ أنه تم إنشاء تخصص اللغة العربية في أكثر من50 جامعة ومعهد؛ ويزداد الإقبال على تعلم اللغة الصينية في الدول العربية باستمرار حيث أعلنت السعودية والإمارات ومصر بالتوالي عن إدراج اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني

على الرغم من العوائق الناتجة عن الجائحة أمام تبادل الأفراد بين دول العالم، غير أن التواصل والتعاون بين الشعب الصيني والشعوب العربية لم ينقطع. قد عقدنا بنجاح ندوة التعاون في مجال الإعلام ومؤتمر رجال الأعمال ومؤتمر التعاون لنقل التكنولوجيا والإبداع وغيرها من الفعاليات الدورية التي تقام في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، ونعمل حاليا على تحضير ملتقى التعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون ومنتدى الإصلاح والتنمية ومؤتمر الصداقة ومنتدى المرأة. وأصبحت وسائل الحوار والتواصل بيننا أكثر تنوعا بفضل المنصات الرقمية. فينبغي على الجانبين الصيني والعربي مواصلة الاستفادة الكاملة من آلية المنتدى وزيادة فاعلية الفعاليات التي تقام في كافة المجالات في إطار المنتدى، وترسيخ أسس الصداقة التي تتوارث جيلا بعد جيل، وإجراء التواصل على نحو معمق حول تجارب الحوكمة وتعميق التعاون بين المؤسسات الفكرية، ومواصلة تعزيز التقارب بين الشعب الصيني والشعوب العربية بقيادة التعاون في بناء "الحزام والطريق“ بجودة عالية

أيها الممثلون، إن التواصل والاستفادة المتبادلة بين الدول والقوميات والحضارات المختلفة في العالم تساهم في تعميق وعي شعوب العالم بأنها تعيش في مجتمع مستقبل مشترك، مما شكل أساسا شعبيا لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. في شهر يوليو من العام الماضي، اتفق الجانبان الصيني والعربي بالإجماع على عقد القمة الصينية العربية الأولى والعمل معا على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد .فيجب علينا اغتنام هذه الفرصة لتوريث الخبرات التاريخية الثمينة وتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والعربية وتعميق الفهم المتبادل بين الشعب الصيني والشعوب العربية وتوطيد الأسس الشعبية لإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك بشكل مستمر، بما يقدم مساهمة صينية وعربية في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية

ختاما، أتمنى لهذه الدورة نجاحا كاملا. شكرا لكم

تعليقات