بقلم الأستاذ/ محمد حسين دحلان ✍️
باحث في الشريعة الإسلامية
وفي مواجهة هذه التحديات، توجد طرائق وأساليب بسيطة لكنها فعّالة يمكن أن تُحدث تحولًا كبيرًا في حياة الفرد، وتمنحه قدرة جديدة على رؤية الجمال، واكتشاف ذاته، وتحقيق أهدافه، والوصول إلى حياة أكثر سعادة وإنتاجية
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يجب تغيير نمط الحياة؟ الجواب واضح: التغيير ليس ترفًا، بل ضرورة، إذ يولّد الركود الملل والاكتئاب، بينما يفتح التجديد الأبواب نحو الرضا النفسي والنجاح العملي. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ
تغيير نمط الحياة يمنح الفرد رضا داخليًا عندما يلاحظ تقدّمًا ملحوظًا في حياته، ويخلق استقرارًا نفسيًا نتيجة التخلص من الفوضى والروتين، كما يتيح تحسين المهارات وبناء القدرات، والنظر إلى الحياة بمنظور إيجابي بنّاء. ويعد قرار التغيير قرارًا ذاتيًا ينبع من داخل الإنسان، فلا يستطيع أحد فرضه عليه
مواجهة المخاوف: فالهروب منها يزيدها قوة، أما مواجهتها فتهزمها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك
العزيمة والإرادة: فالتغيير لا يولد مع المترددين، والإرادة هي الوقود الأول للنجاح. قال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
الاعتراف بالخطأ: فالاعتراف ليس ضعفًا، بل بداية القوة وبناء الذات. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون
تحديد الأهداف: فالسعي بلا وجهة لا جدوى منه، ويجب أن تكون الأهداف واضحة، واقعية، قابلة للقياس، ويمكن تتبعها
الثقة بالنفس: فهي العمود الفقري للتغيير. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف
طلب المساعدة والتعاون: فالتعاون قيمة إنسانية عظيمة. قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ
إدارة الوقت: فالوقت رأس مال الإنسان، ومن يضيعه يضيع مستقبله. قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي
التخلص من العادات السلبية: مثل إضاعة الوقت على المقاهي أو مواقع التواصل بلا هدف، فالتخلص منها يحتاج إلى الإصرار والمثابرة
اختيار البيئة المناسبة: فالبيئة المنظمة تشجع على الإنتاج، بينما الفوضوية تشتت التركيز
ممارسة أنشطة جديدة: التجديد ينعش العقل ويغير طريقة التفكير ويولد متعة الإنجاز
الاهتمام بالصحة: الغذاء الجيد، والرياضة، والراحة الكافية أساس صفاء الذهن وقوة التركيز
الاجتهاد في العلاقات الاجتماعية: التواصل الإيجابي يبني شبكات دعم ويمنح فرصًا جديدة، مع الحرص على انتقاء الأصدقاء الصالحين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
تغيير الحياة نحو الأفضل ليس حدثًا عابرًا، بل مسار طويل يبدأ بخطوة صغيرة، وينمو بالعزيمة، ويتقوى بالتوكل على الله، ويُكلَّل بالعمل الجاد. ولكي يعيش الإنسان حياة سعيدة ومنتجة، عليه أن يدرك أن الفراغ عدو، والتغيير ضرورة، والأمل واجب. والعاقل من يخطط لحياته، ويطور مهاراته، ويستثمر وقته في الخير، ويحاط بأصدقاء صالحين، ويثق أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
