وفي بداية المؤتمر، أشاد الدبلوماسي الأمريكي بالعلاقات الطيبة التي تربط جزر القمر والولايات المتحدة الأمريكية، كما قام بتهنئة الرئيس غزالي لانتخابه رئيسا للاتحاد الافريقي. وأكد نائب وزير الخارجية الأمريكي للإدارة والموارد أن هذه الزيارة تأتي عقب قمة قادة الأفارقة التي عقدت في ديسمبر الماضي بواشنطن، بمبادرة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي شارك فيها الرئيس غزالي. وأعلن ريتشارد فيرما القطاعات التي ستستثمر فيها الولايات المتحدة في جزر القمر، وهو ما يشكل، تقدما في العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال "لقد جئت إلى موروني لإيصال رسالة من الحكومة الأمريكية نيابة عن الرئيس بايدن، ونائبته كامالا هاريس، موضحا أننا "نعتزم تعميق العلاقات مع جزر القمر"

وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أنه "على مدى العامين الماضيين، حققت علاقاتنا الثنائية تقدما هائلا"، وأن هناك خمس مجالات رئيسية نهتم بها في هذه الفترة وهي "مساعدات التنمية، والديمقراطية والحكم الرشيد، والتعاون الأمني​​، والعلاقات الاقتصادية والتجارية، والعلاقات بين الشعبين الأمريكي والقمري". وقال "يسعدني أن أعلن أمامكم اليوم، بالاشتراك مع الكونغرس الأمريكي، أننا نخطط لتزويد جزر القمر بمبلغ 5 ملايين دولار كمساعدات إنمائية لدعم الأمن الغذائي والطاقة وتنمية الموارد البشرية"

أما فيما يتعلق بتعزيز الحكم الرشيد والديمقراطية وحقوق الإنسان، فسيتم تخصيص مبلغ قيمته 600 ألف دولار لدعم التربية المدنية، حيث تلوح في الأفق الانتخابات الرئاسية وانتخابات حكام الجزر. وحول الأمن البحري، تحدث ريتشارد فيرما عن توريد طائرات بدون طيار "لمساعدة جزر القمر على تأمين أراضيها البحرية"

ومن جانبه، أعرب رئيس الجمهورية عن رغبته برؤية افتتاح سفارة أمريكية في موروني، وذلك "من أجل التمكن في مناقشة العلاقات بشكل مباشر وتحسينها". وأشار غزالي عثمان إلى أن المحيط الهندي منطقة استراتيجية لديها الكثير من الإمكانات لتقديم تعاون عالمي، لكنها لم تسلم من القرصنة. وقال "لدينا مصلحة في منع هذه الآفة". موضحا بأنه خلال اجتماع مجموعة السبعة الذي انعقد في هيروشيما في اليابان، تحدث عن "الاتحاد الأفريقي ليكون جزءًا من مجموعة العشرين". دعيا "بأن يكون لأفريقيا صوت واحد، صوتان أو ثلاثة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى يكون لها المكان الذي تستحقه"

وكان رئيس الجمهورية قد ناشد المعارضة بالمشاركة في الانتخابات القادمة التي يريدها أن تكون "حرة وسلمية وشفافية لتعزيز الديمقراطية". مشيرا إلى أنه طرح على الدبلوماسي الأمريكي قضية مايوت المحتلة وعملية وامبوشو التي تجري في الجزيرة بمبادرة من وزير الداخلية الفرنسي، وقال فخامته "دون الخوض في تفاصيل، لقد ناقشناها هذه الفكرة، مع أن الولايات المتحدة دولة صديقة، فقد طرحت على الدبلوماسي الفكرة، حيث يجب أن يكون وسيطا في بعض الأوقات"

يذكر أن نائب وزير الخارجية الأمريكي للإدارة والموارد ريتشارد فيرما، قد بدأ منذ الاثنين الماضي، زيارة إلى كل من موريشيوس وجزر القمر وسيشيل، تستمر حتى أمس الخميس أول يونيو الجاري، لتعزيز شراكة الولايات المتحدة عبر إفريقيا وتعميق مشاركتها في منطقة المحيط الهندي. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان له الجمعة الماضية أن فيرما سيكون أبرز مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية يزور جزر القمر على الإطلاق، وأكبر مسؤول في وزارة الخارجية يزور موريشيوس وسيشيل منذ أكثر من 20 عامًا