إعداد/ شيخ علي حماد ✍️
كما تحيي البعثات الدبلوماسية السعودية في الخارج هذه المناسبة عبر احتفالات تجمع أبناء الوطن، ومن أبرزها الاحتفالية التي تنظمها سفارة المملكة في جزر القمر بالعاصمة موروني، برعاية سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ محمد بن غرامة الشمراني. في إطار الاحتفاء باليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين، تبرز المملكة العربية السعودية سلسلة من المنجزات الكبرى التي حققتها خلال السنوات الأخيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والإنسانية، ما يعكس مكانتها المتنامية إقليميًا ودوليًا
في المجال السياسي، عززت المملكة حضورها الدولي من خلال استضافة قمم رفيعة المستوى، بينها القمة السعودية-الأمريكية التي ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تم التوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين. كما شهدت الرياض انعقاد القمة الخليجية-الأمريكية، وإعلان الرئيس ترامب رفع العقوبات عن سوريا استجابة لمساعي ولي العهد، بما يسهم في التخفيف عن الشعب السوري ودعم مسار إعادة الإعمار
وفي خطوة تعكس دور المملكة كمنصة للحوار، استضافت الرياض محادثات بين روسيا والولايات المتحدة، فيما عقد لقاء رباعي بمبادرة من ولي العهد جمع قادة السعودية والولايات المتحدة وتركيا وسوريا لبحث مستقبل الأوضاع في سوريا. كما نظمت المملكة قممًا ومؤتمرات دولية بارزة، منها القمة السنوية السابعة لصناديق الثروة السيادية "الكوكب الواحد"، ومؤتمر الأطراف السادس عشر لمكافحة التصحر (COP16)، وقمة المياه، إلى جانب اعتماد إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين بمبادرة مشتركة مع فرنسا. وتستضيف العلا نهاية العام الجاري اجتماع قادة مؤتمر ميونخ للأمن
في المجال الاقتصادي، واصلت المملكة تنويع مصادر دخلها وتقليص الاعتماد على النفط، إذ بلغت مساهمة الأنشطة غير النفطية 56% من الناتج المحلي الإجمالي الذي تجاوز 4.5 تريليون ريال، في سابقة تاريخية. كما أصبحت المملكة مركزًا إقليميًا جذابًا للأعمال، بعدما اختارت 660 شركة عالمية الرياض مقرًا إقليميًا لها، متجاوزة المستهدفات الموضوعة لرؤية 2030. ويجسد ما تحقق في البنية التحتية ومستوى الخدمات التقنية مما يؤكد متانة الاقتصاد السعودي وآفاقه المستقبلية الرحبة
في القطاع الثقافي، حقق المشهد السعودي نموًا لافتًا، مع إصدار أكثر من 9 آلاف ترخيص لممارسين محترفين، وارتفاع عدد الجمعيات والمؤسسات والأندية الثقافية غير الربحية من 28 في عام 2017 إلى 993 في 2024، ما يؤكد توجه المملكة نحو صناعة ثقافية مستدامة
في المجال الرياضي، واصلت المملكة تعزيز حضورها العالمي عبر فوزها باستضافة كأس العالم 2034، لتكون أول دولة تستضيف منفردة النسخة الأكبر من البطولة بمشاركة 48 منتخبًا في خمس مدن. وأعقب هذا الإنجاز إعلان تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034"، تأكيدًا على الالتزام بتقديم نسخة استثنائية
في المجال الإنساني، واصلت السعودية دورها الريادي كإحدى أكبر الدول المانحة في العالم، إذ قدمت منذ عام 1975 مساعدات تجاوزت 141 مليار دولار، ونفذت أكثر من 8 آلاف مشروع في 174 دولة بقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأوقيانوسيا والأمريكيتين وأستراليا، مما رسّخ مكانتها بين أكبر الدول المانحة على مستوى العالم. كما نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة منذ إنشائه أكثر من 3.600 مشروع في 108 دول حول العالم منها اليمن، وفلسطين، وسوريا، والسودان، والصومال بقيمة تفوق 8 مليارات دولار، استفاد منها ملايين المحتاجين واللاجئين، مما أسهم -بمشيئة الله- في إعادة بناء المجتمعات
أما الصندوق السعودي للتنمية، فقد واصل منذ تأسيسه عام 1974 إسهاماته في دعم التنمية المستدامة عالميًا، بتمويل أكثر من 800 مشروع في 100 دولة نامية، بقيمة تجاوزت 22 مليار دولار. إذ امتدت هذه المشروعات لدعم القطاعات التي من شأنها ملامسة حياة الإنسان بشكل مباشر، بدءًا من البنية الاجتماعية في التعليم والرعاية الصحية والمياه والتنمية الحضرية، مرورًا بقطاعات الطاقة والزراعة، وصولًا إلى النقل والمواصلات، والصناعة والتعدين، لتشكل ركائز أساسية في مسيرة التنمية المستدامة. وخلال عام 2024 وحده، وقع الصندوق 17 اتفاقية قرض تنموي مع 13 دولة بقيمة تقارب مليار دولار، لتعزيز مسارات النمو والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الدول النامية، وتعزيز مكانة المملكة ودورها الرائد في تقديم المساعدات التنموية
وتؤكد هذه المنجزات مكانة المملكة المتصاعدة على الساحة الدولية، ودورها الريادي في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لشعوب المنطقة والعالم
