يعتبر العلاج الشامل في جزيرة القمر الكبرى أمرا ضروريا للتخلص من مرض الملاريا بحلول عام 2021. ولا يخفى على أحد أن مرض الملاريا منتشر بكثافة في جزيرة انغازيجا وتتقدم بشكل ملحوظ فيها، بينما لم تسجل الجزيرتين الأخريين، موهيلي وأنجوان أي حالات إصابة بين السكان الأصليين منذ العام 2013. وبعد انخفاض حالات الإصابة بالملاريا في جزيرة القمر الكبرى خلال الفترة ما بين عامي 2014-2016 عاد الوباء بقوة في الجزيرة عام 2016. وتم تسجيل 11.300 حالة إصابة بالملاريا في جزيرة انغازيجا منذ يناير من هذا العام. وقال خالد أحمد عبده "من يناير إلى أغسطس 2019، سجلنا أكثر من 15.000 حالة إصابة بالملاريا في جزيرة القمر الكبرى". لذلك، ومن أجل أن نكون على الموعد، من التخلص من الملاريا بحلول عام 2021، فإن جمهورية القمر المتحدة بالشراكة مع جمهورية الصين الشعبية، تبدأ عملية المعالجة الشاملة للملاريا في الأول من سبتمبر المقبل بجزيرة انغازيجا.
فشل العلاج الجماعي في عام 2013
وأكد المسؤول المكلف بالتوعية عن معالجة الملاريا "فشلت عملية المعالجة الجماعية للملاريا عام 2013 في جزيرة انغازيجا ولم تحقق النتائج المتوقعة، غير أنه يمكن تجنب مرض الملاريا والقضاء عليه، وأن شركاء الدوليين مستعدون لمساعدة بلادنا في القضاء على هذا المرض، يجب ألا ندخر وسعا، كي تكون المعالجة المقبلة ناجحة". وأوضح مسئولو البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا أن المرحلة الأولى من المعالجة الجماعية ستستمر مدة يومين، في الأول والثاني من سبتمبر المقبل، معلنين عن المرحلتين الثانية والثالثة، ولكن دون إعطاء تواريخ محددة. ولإدارة الآثار الجانبية، أكد الطبيب أن هذا الجزء يؤخذ في الاعتبار هذه المرة. وقال "هذه التأثيرات ضئيلة للغاية، ويمكن أن يحدث للشخص الذي يتناول الأدوية النوم والحكة والإسهال...ومع ذلك، فقد اتخذنا الترتيبات اللازمة، والعقاقير ستكون متاحة في المراكز الصحية، ويمكن لأي شخص يعاني من هذه الآثار الجانبية الذهاب إلى أقرب مركز صحي له، وأخذ الدواء".
ومن جهة أخرى، أوضحت نادية جولي منسقة الأنشطة المتعلقة بالقضاء على الملاريا، أنه منذ العام 2006 تعمل جمهورية الصين الشعبية مع جمهورية القمر المتحدة في إطار برنامج القضاء على الوباء. وأشارت إلى النجاح المحقق في جزيرتي موهيلي وأنجوان. وقالت "أشكر جميع الصحفيين القمريين الذين لم يتوقفوا عن دعمنا في هذه العملية، داعية الصحفيين مرة أخرى، إلى تقديم مساعدتهم نحو رفع مستوى الوعي لدى المواطنين حتى نتمكن من أن نكون معا على الموعد في القضاء على الملاريا بحلول عام 2021".
والجدير بالذكر أن الملاريا مرض يسبّبه طفيلي يُدعى المتصوّرة، وينتقل ذلك الطفيلي إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد ويغزو الكريات الحمراء بعد ذلك. ومن أعراضه الحمى والصداع والتقيّؤ. وتظهر تلك الأعراض، عادة، بعد مضي 10 أيام إلى 15 يوماً على التعرّض للدغ البعوض. وإذا لم تعالج الملاريا قد تهدّد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. وقد اكتسب الطفيلي المسبّب للملاريا، في كثير من أنحاء العالم، القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له.
ومن التدخلات الرامية إلى مكافحة الملاريا التعجيل بتوفير العلاج الناجع المتمثّل في المعالجات التوليفية التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين، وحثّ الفئات المختطرة على استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، والرشّ الثمالي داخل المباني باستخدام مبيد للحشرات من أجل مكافحة الحشرات النواقل. وتُعد الملاريا مرضاً يمكن الوقاية منه وعلاجه. ويتمثل الهدف الأول من العلاج في ضمان التخلص السريع والتام من طفيل المتصورة في دم المريض لمنع تقدم الملاريا غير المصحوبة بمضاعفات إلى المرض الوخيم أو الوفاة، ومنع العدوى المزمنة التي تؤدي إلى فقر الدم الناجم عن الملاريا. ويُقصد بالعلاج الحد من انتقال العدوى إلى الآخرين، عن طريق تقليص مستودع العدوى ومنع ظهور مقاومة الأدوية المضادة للملاريا وانتشارها.