قررت السلطات السعودية في 27 فبراير الماضي، تعليق الدخول إلى أراضيها لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتا، ضمن إجراءات منع وصول فيروس كورونا. كما قررت كذلك الدخول إلى أراضيها بالتأشيرات السياحية للقادمين من دول يشكل انتشار الفيروس منها خطرا. وتحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين من هذه الاجراءات الجديدة على تطبيق المعايير الدولية المعتمدة، ودعم جهود الدول والمنظمات الدولية وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه. وكانت الرابطة الخيرية الإسلامية -هيئة علماء جزر القمر- قد عقدت اجتماع طارئ يوم السبت الماضي في مقر الرابطة بضاحية مدي جنوب موروني لإعلان موقفها تجاه "الاجراءات الشرعية الاحترازية الخاصة بتعليق تأشيرات العمرة والزيارة، كخطوة استباقية وإجراء وقائي واحتياطي" التي اتخذتها السعودية في وجه انتشار فيروس كورونا
وجاء في بيان علماء جزر القمر "أن الإجراءات السعودية هي من أجل حماية المسلمين من الزوار والمعتمرين، وتمثل عين المصلحة الشرعية التي أمر الله برعايتها"، لكون القرار يحقق أمن وسلامة ضيوف الرحمن، ويحفظ لهم صحتهم وعافيتهم، وهو من ضروب الأمن الذي أمر الله به. وأشار البيان إلى أنّ القرار يأتي في سياق الحذر الواجب شرعا، وفي إطار هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الطب الوقائي. وختم البيان بالتأكيد على الحق السيادي للمملكة العربية السعودية، الذي توجبه عليها الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية، بحكم ولايتها حصريا على الحرمين الشريفين، ورعايتها للحجاج والمعتمرين، وتسخير جميع إمكاناتها لتحقيق ذلك
وفي كلمته أشار فضيلة الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر، إلى أنّ علماء جزر القمر يباركون جهود المملكة العربية السعودية في قرارها تعليق تأشيرات العمرة والزيارة، لأنه استجابة لمطلب شرعي، في توقي الحذر واتخاذ أسباب الحيطة، لأن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، كما حثّ الأئمة والخطباء على القنوط وإخلاص الدعوات في صلواتهم خلال هذه الفترة الحرجة، حتى يكشف الله هذه الغمة عن المسلمين خاصة وعن الإنسانية عامة. وقد حضر الاجتماع كل من الأمين العام للرابطة الشيخ محمد عثمان، والأستاذ يحي محمد إلياس مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعالم العربي، والشيخ عبد العلي، كبير علماء منطقة همبو، والدكتور سيد عبد الله جمل الليل، والدكتور حسن أحمد كاري، وكوكبة من العلماء والدعاة، والمهتمين بالشؤون الإسلامية.