وتم حصر خلف السياسي المخضرم، موسى فكي الذي قاد منصب مفوضية الاتحاد الأفريقي منذ العام 2017 على ممثل من شرق أفريقيا. ونشرت المفوضية قائمة مؤقتة لأربعة مرشحين، يرغبون في خلافة رئيس المفوضية الحالي موسى فكي محمد، والذي سينتهي ولايته في بداية العام المقبل 2025. وعلى الرغم من أنه كان متوقعا أن يترشح وزير خارجية جزر القمر الأسبق محمد صيف الأمين إلا أنه لم يتقدم بطلب في هذ المنصب. وهناك أربع دول من شرق إفريقيا يتنافسون على المنصب الذي يمتد إلى عام 2029، وذلك وفقًا لقائمة مؤقتة نشرها الاتحاد الأفريقي في 7 أغسطس الجاري، وهي كينيا وجيبوتي ومدغشقر وموريشيوس
وكان محمد صيف الأمين من بين المرشحين الأوفر حظا ليحل محل التشادي موسى فكي محمد، الذي أوشك على إكمال ولايته الأخيرة بداية العام المقبل. وبينما حقق كل المتطلبات مقارنة بالملفات الشخصية الأخرى التي تم تداول أسمائها، فإن صيف الأمين الذي يشغل منذ العام 2022 ممثلا خاصا لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي في الصومال ورئيسا لبعثة حفظ السلام فيها، ويتحدث بالإنجليزية والفرنسية والعربية والسواحيلية. وغالبا ما يتم تصنيفه ضمن الدبلوماسيين ذوي الخبرة في القارة الافريقية، نظرا لعدد من المناصب الدبلوماسية التي تقلدها منذ فترة، كوزير خارجية لجزر القمر لعدة سنوات، وعمله في منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وسفير لجزر القمر في جمهورية مصر العربية ومندوبها السابق لدى جامعة الدول العربية
إن كفاءته للقضايا والتحديات الراهنة التي تواجه القارة جعله المرشح المثالي لمواصلة المشاريع التي أطلقها المفوض الحالي للاتحاد الافريقي. والمعروف أن مثل هذه الوظيفة تتطلب دعما حكوميا، يحق لنا أن نتساءل إذا كان هذا الانسحاب، سبب عدم حصول الدعم من قبل الحكومة القمرية، ولكن الوزير رفض التعليق. بينما يرى البعض أن سعي جزر القمر لقيادة مفوضية الاتحاد الافريقي، بعد عام من توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي نيابة عن المنطقة الشرقية، سيكون أمراً مرفوضاً
والجدير بالإشارة إلى أن الشخصيات التي قدمت ترشيحاتهم في هذا المنصب: رئيس الوزراء الكيني السابق وزعيم المعارضة الكينية المخضرم رايلا أودينجا، الذي حاول خمس مرات بأن يصبح رئيسا لكينيا، وكان آخرها خسارته في انتخابات عام 2022 أمام ويليام روتو. وأمضى أودينجا سنواته الأولى في السياسة إما في السجن أو في المنفى، حيث ناضل من أجل الديمقراطية خلال حكم الرئيس الكيني السابق دانييل أراب موي
وأما المرشح الثاني فهو محمود علي يوسف وزير الخارجية الجيبوتي والذي يبلغ من العمر 58 عاما، ويشغل منذ العام 2005 منصب وزير خارجية بلاده، ويتحدث الفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية. وأما المرشح الثالث أنيل كومارسينغ جايان، وزير السياحة الموريشيسي السابق. كما أعلنت مدغشقر عن مرشح رابع في وقت متأخر، حيث طرحت وزير الخارجية السابق ريتشارد جيمس راندريماندراتو. وشغل منصب وزير الخارجية من مارس إلى أكتوبر 2022 لكنه أقيل بعد التصويت في الأمم المتحدة لإدانة ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية
وفي شهر مارس من العام الجاري منح قرار للمجلس التنفيذي رئاسة المفوضية لمنطقة شرق أفريقيا، للسنوات الأربع المقبلة، من أجل ضمان التمثيل العادل بين الأقاليم الخمسة للقارة، أمام دول المنطقة الشرقية الـ14 حتى 6 أغسطس لتقديم طلباتهم إلى أقدم سفير في الاتحاد الافريقي، القمري يوسف علي مدوهوما سفير جزر القمر لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي لكي يقوم من جانبه بإحالة هذه الطلبات إلى اللجنة المكونة من أعضاء المناطق الخمس لدراسة الطلبات
ويجب أن تكشف هذه اللجنة عن القائمة النهائية للأسماء المختارين للتنافس في أكتوبر القادم. وبمجرد الانتهاء من هذه المرحلة، يمكن للمتنافسين الدخول في الحملة الانتخابية حتى فبراير 2025 موعد الانتخابات. وخلال القمة السنوية لرؤساء الدول والحكومات باختيار وتعيين رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي للسنوات الأربع المقبلة. وتجري الانتخابات بالاقتراع السري، ويتعين على الفائز أن يحصل على أغلبية ثلثي الأصوات بين الدول الأعضاء المؤهلة. ويشغل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي -الرئيس التنفيذي الفعلي للهيئة- فترة ولاية مدتها أربع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة