إعداد/ محمد أحمد ممادي ✍️
أقيم الحفل عصر أمس الخميس في قاعة البرلمان الوطني، بحضور سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل، والحاكمة السابقة لجزيرة انغازيجا ورئيسة الشرف للمؤسسة سيتي فرواة محي الدين، إلى جانب عدد من المسؤولين والعلماء وأعيان المدن والقرى، وحشد من الإعلاميين والصحفيين وعدد من الطلبة
تأتي هذه الاحتفالية لأول مرة بعد قرار السلطان هيثم بن طارق بأن يكون يوم 20 نوفمبر هو اليوم الوطني للسلطنة، وهو التاريخ الذي يصادف ذكرى تأسيس الدولة البوسعيدية قبل 281 عامًا، بعد أن كان يُحتفل بالعيد الوطني سابقًا في 18 نوفمبر
في كلمته، أكد رئيس المؤسسة الدكتور محمد ذاكر حسن السقاف أن المؤسسة، منذ تأسيسها عام 2018، تعمل على توطيد الروابط الأخوية بين سلطنة عمان وجزر القمر، مع التركيز على العلاقات الأسرية المتداخلة بين الشعبين عبر التاريخ، خصوصًا خلال فترة نقل سلطان عمان سعيد بن سلطان عاصمة السلطنة من مسقط إلى زنجبار عام 1832، حيث حكم هذه السلطنة المترامية الأطراف حتى وفاته عام 1856
وأشار الدكتور السقاف إلى أن زنجبار تمثل وحدة عرقية أصيلة مع جزر القمر من حيث المكونات البشرية والأسرية والعائلية والقبلية، وأوضح أن العمانيين كانوا من أوائل من دخلوا جزر القمر ضمن اكتشافاتهم لجزر الساحل الشرقي لأفريقيا ومنطقة شرق إفريقيا بشكل عام، قبل الإسلام ومئات السنين قبل وصول الأوروبيين إلى المنطقة
تعزيز العلاقات الثقافية والأسرية بين البلدين
وقال الدكتور السقاف إن الاحتفال في جزر القمر يأتي توافقًا مع مرسوم السلطان هيثم بن طارق الصادر في 26 يناير 2025، الذي أعلن أن يوم 20 نوفمبر سيكون اليوم الوطني العماني، وهو اليوم الذي رفع فيه الإمام أحمد بن سعيد راية وحدة الأمة العمانية في 20 نوفمبر 1744، محققًا السيادة الكاملة على أراضي عمان. وأكد السقاف أن هذه المناسبة تمثل يوم فخر لآل بوسعيد، واستمرارًا لما سار عليه السلطان قابوس بن سعيد وجلالة السلطان هيثم بن طارق
وأشار السقاف إلى أن الاحتفال في جزر القمر يعكس أهمية تعزيز التواصل الاجتماعي والثقافي بين الشعبين الشقيقين، وأن المؤسسة تسعى لترقية الرؤى الثقافية المشتركة ودعم المسؤولين في تعزيز العلاقات الدبلوماسية. وأوضح أن العلاقات الأسرية بين عمان وجزر القمر تعود إلى فترات طويلة قبل الإسلام، وتعززت بعد ظهور الإسلام وتطورت بعد ثورة 1964 في زنجبار، حيث كانت جزر القمر ملجأ آمن للعمانيين والقمريين في أوقات التغيير
وذكر أن هناك العديد من الأسر العمانية التي حافظت على امتدادها الأسري في الأرخبيل، مثل أل العريمي، البروان، السقاف، أل ودعان، أل صابري، خاصة في جزر: نغازيجا، أنجوان، مايوت وموهيلي. وأوضح أن جزيرة موهيلي شهدت مصاهرات بارزة في العصر الحديث، مثل زواج الأمير سيد محمد من أسرة آل بوسعيدي الحاكمة في زنجبار مع ملكة موهيلي جومبي فاطمة بنت عبد الرحمن، وما تزال مدن وقرى الجزر تحمل دلائل على هذه الروابط الأسرية والتاريخية
تعزيز التعاون الرسمي والتنمية المستدامة
وفي ختام كلمته، أشاد الدكتور السقاف بـ التطور في علاقات البلدين على المستوى الرسمي بقيادة الرئيس غزالي عثمان وجلالة السلطان هيثم بن طارق، من خلال اللقاءات الرسمية والزيارات المتبادلة والاتفاقيات المتعلقة بالمشاريع التنموية، التي تسهم السلطنة في تنفيذها في جزر القمر، وتدعم مجالات التنمية المستدامة وفق رؤية الحكومة القمرية 2030
وأكد ولاء المؤسسة ووقوفها الدائم خلف القيادتين الرشيدتين لتعزيز التواصل العائلي وتقوية الروابط الأسرية والتاريخية والثقافية بين الشعبين، مشيرًا إلى تنظيم لقاءات ومحاضرات خلال السنوات الماضية لتعريف الشعب القمري بأصوله العمانية، سواء من حيث العادات الاجتماعية، الثقافة، البناء، أو السلوكيات المرتبطة بالسلام والتعايش
وأوضح أن الاحتفال باليوم الوطني العماني في جزر القمر يعكس فرحة المواطن القمري بمناسبة وحدة الشعب العماني، ويشكل ترجمة حقيقية للعلاقات الأخوية بين البلدين، ويعكس حرصهما على التنمية والنهضة المشتركة
