logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

مجموعة دعاة وخطباء جزر القمر تعقد ملتقاها السنوي الثالث في مدينة مدي

مجموعة دعاة وخطباء جزر القمر تعقد ملتقاها السنوي الثالث في مدينة مدي

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
عقدت مجموعة دعاة وخطباء جزر القمر ملتقاها السنوي الثالث، يوم الأحد 14 يوليو الجاري، في الجامع الكبير بمدينة مدي جنوب العاصمة موروني، تحت عنوان "أهمية الكتاتيب القرآنية في المحافظة على الهوية الإسلامية في جزر القمر"، وذلك بحضور عدد كبير من الدعاة والخطباء والعلماء وأئمة المساجد وطلبة العلم.

 

وفي بداية الملتقى قدم رئيس مجموعة دعاة وخطباء جزر القمر، الأستاذ يوسف أحمد مدوهومى نبذة عن أهداف هذه المجموعة، وقال بأن "ليست سياسية، بل دينية واجتماعية"، مؤكدا على أهمية الوحدة والتضامن للحفاظ على الأخلاق الإسلامية في بلادنا ومحاربة الانحراف والأخلاق الرذيلة، ومن أجل الوصول إلى هذه الغاية سيكون من الضروري التركيز على حسن سير المدارس القرآنية الأصيلة

بينما ألقى الدكتور نور الدين باشا، أستاذ محاضر في كلية الإمام الشافعي بجامعة جزر القمر محاضرة بعنوان "دور الكتاتيب في الحفاظ على الهوية الإسلامية في جزر القمر". مؤكدا أن المدارس القرآنية هي مؤسسات أصيلة تعكس الهوية الإسلامية القمرية، حيث نشأت مع بزوغ فجر الإسلام في الأرخبيل بين عام 86-96هـ الموافق 628-638م.  وأوضح أن الكتاتيب القرآنية تهدف في الدرجة الأولى إلى تعليم القراءة والكتابة بالأحرف العربية، ومبادئ اللغة العربية، إلى جانب تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظا لما تيسر منه، خاصة جزء عم، وسورة يس وتبارك وطه، للقراءة في الصلاة وفي الأدعية الجماعية

اهمال الكتاتيب القرآنية افساد للهوية القمرية

كما تهدف الكتاتيب إلى تعليم أصول الدين وفروعه على مذهب الإمام الشافعي، طبقا للعقيدة الأشعرية عقيدة أهل السنة والجماعة، والكتب العلمية المشهورة والتي كانت تجمع بلدان شرق أفريقيا المسلمة (الوحدة الوطنية والإقليمية معا)، إضافة إلى التربية والتهذيب على النظام الأخلاقي والسلوك الديني الموحد للمجتمع، وتخريج القيادات الدينية: الأئمة والخطباء والقضاة، وتخريج القيادات الاجتماعية: القيمون على تصريف العادات والأعراف في الأفراح والأتراح وفي المناسبات الاجتماعية المختلفة، وتربية وتنمية الهوية الدينية والوطنية عربيا وإسلاميا، والمحافظة على استمرار أمانة العلم والدين وفق أصول علمية ثابتة

وأشار الباحث الجامعي إلى أن من مميزات الكتاتيب القرآنية تعزيز قيم البذل والعطاء للوطن تطوعا واحتسابا، بعيدا عن الأخذ وجمع المغانم، إضافة إلى خفض فاتورة الأمن لدى الدولة، من خلال تربية الناشئة على الأخلاق والآداب والالتزام بها، وتعلم اللغة الأم تعليما دقيقا، تؤدي إلى إتقان لغة الضاد من خلال منهج ترجمة العلوم من العربية إلى القمرية. كما تربط التلاميذ بأرض الوطن من خلال تعليمهم فنون الزراعة والكسب والاعتماد على الذات من أجل استغلال خيرات الوطن، رزقه وماؤه وهواؤه أرضه وسماؤه فهو منه وهو منه

وأكد الدكتور نور الدين باشا بأن أي إهمال أو إفساد للكتاتيب القرآنية ليس إفسادا لمنبع التربية والتعليم الإسلامي فقط، بل هو إهمال وإفساد للهوية الوطنية ذاتها، مشيرا إلى ما قاله الدكتور مصطفى الزباخ مدير مكتب رابطة العالم الاسلامي بموروني سابقا "إن الكتاب في جزر القمر ظل عبر التاريخ أشبه بالرباط الذي يواجه موجات التغريب والتنصير دون مساعدة خارجية أو مراقبة رسمية". كما أكد ما قاله كذلك المؤرخ القمري الشهير دمير بن علي أول رئيس لجامعة جزر القمر بأن "النظام التربوي والتعليمي في الكتاتيب القرآنية هو نظام متكامل، وليس نظاما مكملا لغيره، لبناء شخصية متكاملة وسوية، قادرة على المشاركة في كل مناحي الحياة بروح إيجابية"

ثلاث ورش عمل للمناقشة

وبعد المداولات حول موضوع المحاضرة، تم تقسيم الحاضرين إلى ثلاث مجموعات للخوض في ورشات عمل، حيث اختارت كل مجموعة موضوعا فرعيا للمناقشة وطرح أفكار وتوصيات تهدف إلى تحسين وضع المدارس القرآنية في بلادنا. وقد ناقشت المجموعة الأولى موضوع "كيفية تجديد وتطوير برامج المدارس القرآنية"، بينما ناقشت المجموعة الثانية موضوع "مخاطر تدهور المدارس القرآنية والحلول المقترحة"، فيما تطرق المجموعة الثالثة حول موضوع "كيفية ضمان استدامة المدرسة القرآنية حتى تتمكن من القيام برسالتها المنتظرة والمأمولة"

وبعد انتهاء المناقشات، قدمت كل مجموعة ملاحظاتها وتوصياتها والتي تتلخص فيما يلي: الأولى أن المدارس القرآنية في جزر القمر بحاجة إلى برامج مناسبة وفعالة، وهناك مبادرات يقوم بها متخصصون في التربية القمرية. ويجب على المجموعة استغلال هذه التجارب لصالح المدارس القرآنية. والثانية يجب تحسين الظروف المعيشية لمدرسي المدارس القرآنية وظروف مباني هذه المدارس. والثالث لا يمكن للحضانة الفرنسية العربية في جزر القمر أن تحل محل المدرسة القرآنية الأصيلة، لأن الأخيرة وحدها هي القادرة على تلبية احتياجات الحفاظ الحقيقي على ثقافتنا القمرية والإسلامية. والرابعة يجب أن تعمل المدرسة القرآنية بشكل يتيح لطلابها تلقي التعليم الفرنسي دون أي عائق. وأخيرا يجب البحث عن التمويل لدعم المدرسة القرآنية والمعلمين

تعليقات