إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

استهلّ المحاضر حديثه ببيان مكانة العلماء في الإسلام، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾، موضحًا أن العالم الرباني هو من يجمع بين العلم والإخلاص والتربية والحكمة، ولا يحتاج إلى منصب أو مكانة اجتماعية ليؤثر في الناس، بل يعمل بما آتاه الله من نور وبصيرة

وأشار الأستاذ يوسف محمد بوانا إلى أبرز صفات العالم الرباني، ومنها: الرسوخ في العلم بالكتاب والسنة، العمل بما يعلم، القدوة الحسنة، الزهد والرضا، الرفق بالناس، الشجاعة في قول الحق، وتربية القلوب وإصلاحها. مبينًا أن جزر القمر شهدت نماذج مضيئة من العلماء الذين خدموا المجتمع رغم ضعف الإمكانات

وأكد الموجّه التربوي أن العلماء الربانيين يمثلون صمام أمان للأمة، فهم يحفظون هويتها الإسلامية، ويقيمون العدل، ويوحدون الكلمة، ويدفعون الفتن والاضطرابات، مشبهًا وجودهم بـ"الملح في الطعام الذي لا تستقيم الحياة بدونه

دور العلماء في نهضة المجتمع

وأوضح الأستاذ يوسف بوانا أن دور العالم لا يقتصر على التعليم، بل يشمل نشر العلم الصحيح، مواجهة البدع والجهل، إصلاح المجتمع بالقيم، النصح للحكام والمحكومين، واتخاذ الموقف الشرعي من السلطان الجائر دون مساومة

وتوقف المحاضر عند نماذج من كبار العلماء الربانيين الذين ثبتوا أمام الظلم، مثل: الإمام مالك، الإمام أحمد بن حنبل، الإمام النووي، العز بن عبد السلام، الشوكاني، ابن تيمية، وسعيد بن جبير وغيرهم. واختُتمت المحاضرة بالتأكيد على أن نهضة الأمم تكون بقدر ما ترفع من مكانة العلماء، وأن غياب العالم الرباني يؤدي إلى انتشار الفساد والجهل وتدهور الأخلاق. وقد لاقت المحاضرة تفاعلاً واسعًا من الحضور داخل الديوانية الحمدية

والجدير بالذكر أن الموجّه التربوي يوسف محمد بوانا ناشط سياسي ومهتم بالشأن العام، يسهم في نشر الوعي الديني والفكري في المجتمع القمري. وهو خريج كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وحاصل على درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء في الرياض، كما تولّى منصب مفوض التربية والتعليم ووزير الوظائف العامة في حكومة جزيرة القمر الكبرى خلال ولاية محمد عبد الوهاب