إعداد/ محمد أحمد ممادي ✍️
في مستهل المحاضرة، عبّر الأستاذ سجاي سمبا عن امتنانه لهذه المبادرة الثقافية، مؤكدًا أن ما سيقدّمه من أفكار نابع من تجربة وتأمل عميق في نصوص القرآن الكريم. وأشار إلى أن واقع الشباب في العالم الإسلامي اليوم يستدعي انتباه القادة والمربين والآباء، إذ يمثل الشباب القلب النابض للأمة ومحورها الأساس في البناء والنهضة
وتناول المحاضر في محاور عرضه الدور الحيوي للشباب في المجتمعات المعاصرة، موضحًا أن الشباب في مختلف الأمم يُعدّون قوة التغيير ومحرك التاريخ، وهم الفئة الأكثر تأثيرًا في مجالات السياسة والاقتصاد والتنمية الاجتماعية. وأضاف أن الأمم التي استطاعت تحقيق نهضة شاملة، إنما فعلت ذلك بسواعد شبابها وإرادتهم القوية
وأكد الأستاذ سجاي أن غاية الإنسان الكبرى في الحياة هي عبادة الله، غير أن هذه العبادة لا تقتصر على الشعائر، بل تشمل العمل والسعي في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية الذاتية، معتبرًا أن الشاب المؤمن يجعل من حياته رسالة بناء وإصلاح
وفي محور آخر، أشار إلى أن القرآن الكريم قدّم نموذجًا رفيعًا للشباب المؤمن في قوله تعالى: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى)، لافتًا إلى أن الإيمان يصنع من الشباب طاقة إيجابية تبني وتعمر وتصلح، وأن الشباب المسلم الواعي هو أمل الأمة في حاضرها ومستقبلها
كما تطرّق المحاضر إلى خصائص مرحلة الشباب، باعتبارها مرحلة القوة والنضج الفكري والطاقة المتدفقة، داعيًا إلى ضرورة تعزيز التربية الإيمانية في نفوس الناشئة عبر ترسيخ العقيدة الصحيحة وغرس القيم الأخلاقية والاجتماعية السليمة، وتحفيزهم على الالتزام بالعبادة والعمل والبذل من أجل نهضة الأمة
وختم الأستاذ سجاي سمبا محاضرته بالتأكيد على أن البيئة الإيجابية الداعمة للشباب تمثل أساس النهضة الحقيقية، إذ تتيح لهم الإبداع والمشاركة الفاعلة في التنمية وبناء مستقبل مشرق، مضيفًا أن دعم الشباب هو استثمار في مستقبل الأمة وقوتها
واختتم اللقاء بدعاء مؤثر رفعه المحاضر قائلاً: "اللهم اجعل شباب أمتنا مناراتٍ للحق، وبناةً للمستقبل، وروادًا للنهضة
والجدير بالذكر أن المحاضر الأستاذ أحمد سجاي سمبا يتمتع بخبرة مهنية واسعة تمتد عبر مجالات متعددة، حيث شغل منصب مستشار دولي لدى منظمة الأمم المتحدة لاستعادة السلام في دارفور، كما تخصّص في استراتيجيات التنمية الإقليمية والسياسات المحلية
وله سجل حافل في تأهيل الشباب وتوجيههم مهنيًا، إذ عمل في الوكالة الإدارية للتكامل الاجتماعي والمهني في دانكرك شمال باريس-فرنسا، حيث أسهم في تدريب الشباب ودعمهم في اختيار مساراتهم المستقبلية وفرص العمل المناسبة لهم
كما قاد الأستاذ سجاي مبادرات شبابية وثقافية في كندا وفرنسا وأفريقيا وجزر المحيط الهندي، ركّزت على تمكين الشباب ودعم العمل التطوعي والمجتمعي، إلى جانب اهتمامه الواضح بالتنمية الثقافية وحماية التراث
ويُعد الأستاذ سجاي من خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ويعمل حاليًا مترجمًا بعدة لغات ومدربًا في مجال المسرح التربوي، إلى جانب إشرافه على برامج إعداد الأجيال في الكتاتيب القرآنية
