إعداد/ نظام أحمد ✍️
تناولت جلسات المنتدى أوضاع عدد من المناطق التي ما زالت تواجه صراعات داخلية تهدد التماسك الاجتماعي. ففي جزيرة القمر الكبرى، تثير عوامل عدة توترات مجتمعية، لاسيما خلال الفترات الانتخابية وما بعدها، حيث تطغى الخلافات السياسية على الأنشطة الاجتماعية والرياضية، ما يؤدي أحيانًا إلى انقسامات داخل الأسر. وأشارت الجلسات إلى وقوع حوادث خلال بطولات كرة القدم والاحتفالات الاجتماعية والثقافية، غالبًا ما تتسبب في إصابات وخسائر بشرية، إضافة إلى أضرار بالممتلكات العامة والخاصة وخسائر اقتصادية
كما تسهم النزاعات حول الأراضي والعقارات في تفاقم التوترات المحلية. وأكد المشاركون على ضرورة إيجاد حلول دائمة ومستدامة. وترى منظمة "سلام"، بالشراكة مع محافظة انغازيجا، أن الحلول الجماعية والمحلية، بما فيها العرفية، يمكن أن تسهم بشكل فعال في معالجة هذه الإشكاليات
وفي كلمته بالمناسبة، شدد حاكم جزيرة القمر الكبرى إبراهيم مزي محمد على أن مواجهة هذه الأوضاع التي تهدد الوئام الاجتماعي تتطلب تهيئة الظروف الملائمة لوضع سياسة شاملة لترسيخ ثقافة السلام، وتعزيز التماسك المجتمعي، وإنشاء هياكل مستدامة. وأضاف أن رؤساء البلديات والمحافظين والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، بقيادة منظمة "سلام"، يمثلون شركاء أساسيين في صناعة السلام وضمان استمراره، كاشفًا عن استئناف مجلس الجزيرة قريبًا برنامجه الهادف إلى صون السلام
من جانبه، أوضح المندوب المسؤول عن الحكم المحلي وتخطيط استخدام الأراضي والشؤون البلدية، فريد مكافافو، أن إنشاء لجنة لإدارة ومنع النزاعات في جزيرة انغازيجا جاء استجابة لحاجة ملحة للحفاظ على السلم وتوطيد الوحدة بين المجتمعات، وإرساء آليات مستدامة للوقاية من الأزمات ومعالجتها. وأضاف أن اللجنة ستعمل كآلية للإنذار المبكر لرصد مؤشرات التوتر واقتراح الحلول المناسبة، كما ستقوم بدور هيئة وساطة ومصالحة قائمة على الإصغاء والحياد واحترام القيم الثقافية
وأشار مكافافو إلى أن اللجنة ستتعاون بشكل وثيق مع السلطات المحلية والبلديات وقوات الأمن والجمعيات المحلية وشركاء التنمية، بهدف تعزيز الحوار وجعلها خط الدفاع الأول لمواجهة الانقسام والعنف
