logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

مفتي الجمهورية يؤكد أن القيم والأخلاق الإسلامية تحمي الإنسان من كل الانحرافات الفكرية والسلوكية والجرائم المتنوعة

مفتي الجمهورية يؤكد أن القيم والأخلاق الإسلامية تحمي الإنسان من كل الانحرافات الفكرية والسلوكية والجرائم المتنوعة

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
أكد سماحة مفتي الجمهورية الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل على أن القِيَم والأخلاق الإسلاميَّة هي التي تحمي الإنسانَ من كلِّ الانحرافات الفكرية والسلوكية والجرائم المتنوّعة، وتنقذه من الأزمات النفسيَّة والمشكلات الصحية، وتوفر له السعادة والرضا، كما أنَّ الأخلاق الفاضلة هي التي تحمي المجتمع من كلِّ المصائب، وتوفّر لكلِّ أفراده الأمن والاستقرار.

 

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر الذي نظمته الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال اليومين الماضيين (18-19 أكتوبر) في القاهرة، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من مائة دولة حول العالم، وذلك تحت عنوان "الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية". وأضاف سماحته أنه بالأخلاق إنما تُبْنَى الحضارات وتستمِر، وقيمَةُ المرءِ في الحقيقة تُقدّر بأخلاقه وأعماله، لا بجسمه وصورته ولا بماله، والناسُ جميعًا بفطرتهم الكريمة وَقِيَمِهِم النَّبيلة لا يملكون سوى احترام صاحب الخُلُقِ الحَسَن، سواءٌ أكان شخصًا أم أمَّة

مشيرا إلى أنَّ درجةَ الفتوى في سُلَّمِ الشَّريعَةِ مُنِيْفَةٌ، وَمَرْتَبَةَ صَاحِبِهِ مَرْتَبَةٌ شَرِيْفَةٌ، وَلِهَذَا، نَاسَبَ أَنْ تَقْتَرِنَ بِالأَخْلاَقِ الفَاضِلَةِ وَالعَادَاتِ الحَسَنَةِ، وقدْ عنِيَ الإسلامُ بالأخلاق عنايةً بالغة.وشدد على أن القِيَم والأخلاق الإسلاميَّة هي التي تحمي الإنسانَ من كلِّ الانحرافات الفكرية والسلوكية والجرائم المتنوّعة، وتنقذه من الأزمات النفسيَّة والمشكلات الصحية، وتوفر له السعادة والرضا، كما أنَّ الأخلاق الفاضلة هي التي تحمي المجتمع من كلِّ المصائب، وتوفّر لكلِّ أفراده الأمن والاستقرار. وأضاف فضيلته أن هذه الأمَّة لا يستقيمُ حالها على الاستقامة الكاملة إلاَّ إذا سارت على النهج الواضح الذي تركها عليه نبيُّها صلى الله عليه وسلم فلا تضلُّ أبدًا ما دامت متمسِّكةً به، وهو كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم

وأشار إلى أنَّ أهمية الفتوى وحاجة الناس إليها مِنْ أهمِّية الدِّيْن، فإذا كان الدِّينُ كالماء للناس ولا حياة كريمة في الدنيا والآخرة بدون الالتزام بهذا الدين الحنيف، تكون الفتوى هي الوعاء الذي يُسْقَى النَّاسُ به هذا الماء. وأوضح أن الفتوى لكي تقوم بدَورها التامِّ في استقرار المجتمع وإعمار الأرض، وجب أن تكونَ الفتوى داعمة ومتضمِّنة لمكارم الأخلاق ومحاسن الصِّفات والعادات، التي هي وسيلةٌ للنهوض بالأمّة، فإنَّ النهوضَ والتقدُّم يكون نتيجة سيادة الأمن والاستقرار في المجتمع، ولا يتحقَّق ذلك إلاَّ بانتشار الأخلاق الطَّيبة وروح التعاون

وختم فضيلته كلمته قائلًا ينبغي للمفتي أن ينشر الآداب السلوكية من خلال التحلي بها، كالرِّفق وحسن التعامل مع المستفتين، اقتداءً بسيِّد المرسلين سيِّدنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فبالرِّفق تسهل الأمور، ويتَّصل بعضها ببعض، وبه يجتمع ما تشتت، ويأتلف ما تنافر

وكان الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الديار المصرية، والأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم قد صرح في السابق أن مؤتمر هذا العام يشهد مشاركةً كبيرة ومتنوعة نظرًا لأهمية الموضوعات والمحاور التي يتناولها المؤتمر، والتي ترتبط بالعديد من المجالات والتخصصات، في محاولة لوضع الحلول والتصورات اللازمة لمواجهتها. مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة بقوة خلال فعاليات المؤتمر، وسيحضر ضمن ضيوف المؤتمر الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، والدكتور محمود صدقي الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية

وتدور نقاشات جلسات المؤتمر حول ثلاثة محاور، المحور الأول يتضمن "تحديات الألفية الثالثة تحديد المناطات وبناء طرائق المواجهة"، بينما يدور المحور الثاني حول "الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية"، فيما يناقش المحور الثالث "الفتوى والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكتروني". كما أن هناك ثلاث ورش عمل في المؤتمر، الأولى بعنوان "برنامج تأهيلي للقيادات الدينية حول مكافحة خطاب الكراهية"، والثانية "تحليل خطاب الجماعات المتطرفة في الألفية الثالثة"، أما الثالثة فتأتي بعنوان "البوصلة الأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي دينيًّا وإفتائيًّا"

ويشهد المؤتمر إطلاق أول منصة رقمية لعلوم الفتوي إعلامية وتحليلية وبحثية تتعلق بالفتوى وتمثل بوصلة تحدد المعايير الصحيحة التي تحكم مجال "صنعة" الإفتاء. كما تشهد فعاليات المؤتمر الإعلان عن الفائز بجائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي، وهى جائزة تمنح سنويًّا خلال المؤتمر العالمي السنوي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وتهدف إلى تشجيع البحث العلمي وتقدير دوره في خدمة القضايا الفقهية والإفتائية. كما أن المؤتمر يشهد إعلان أول ميثاق شرف لدور الفتوى في مواجهة تحديات الألفية الثالثة، والإعلان عن منتدى العلماء المختصين بقضايا فقه المجتمعات المسلمة التي تعيش كأقليات

تعليقات