logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

في حوار مع الداعيين الإسلاميين عبد الهادي فايد الحسني والشيخ جيل صادق: "مما رأيناه في هذا البلد ولم نره في غيره هو احتفال الدولة والشعب بذكرى المولد النبوي طيلة الشهر"

في حوار مع الداعيين الإسلاميين عبد الهادي فايد الحسني والشيخ جيل صادق: "مما رأيناه في هذا البلد ولم نره في غيره هو احتفال الدولة والشعب بذكرى المولد النبوي طيلة الشهر"

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
أجرى القسم العربي لجريدة الوطن حوارا صحفيا مع البعثة الدينية التي وصلت إلى البلاد في الأسبوع الماضي لمشاركة الشعب القمري فرحتهم في الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف بدعوة رسمية من فخامة رئيس الجمهورية غزالي عثمان حفظه الله وقد تشكل الوفد الديني الموقر من ثلاثة أشخاص برئاسة الداعية الإسلامي الشيخ عبد الهادي فايد الحسني من دار الفتوى في السويد والداعية الإسلامي الشيخ جيل صادق من كندا ورجل الأعمال الحاج سامي الحمصي من بريطانيا. وقد أجري هذا الحوار في فندق ريتاج لوموروني، أول أمس الأربعاء 13 أكتوبر الجاري مع الداعية الإسلامي الشيخ عبد الهادي فايد الحسني والشيخ جيل صادق. وفيما يلي نص الحوار:

 

الوطن: ما هو انطباعكم حول الزيارة لجزر القمر؟

هذه المرة التي منّ الله عليّ بها بزيارة هذا البلد الطيب رئيسا ودولة وشعبا، أسأل الله تعالى أن يحفظهم من كل سوء ومكروه. وقد تشرفنا بزيارة رئيس البلاد فخامة رئيس الجمهورية السيد عثمان غزالي الموقر وشعرنا بأننا مع أخ كريم عرفناه منذ زمان بعيد وقد استقبلنا بكل لباقة ومحبة ولطافة وترحيب. وبين لنا أننا في هذا البلد بين أهلينا وشكرناه على حسن ضيافته لنا وعلى الشرف الذي منحنا إياه بزيارته وقد بينا له أننا ولله الحمد سعداء جدا بهذه الزيارة ونسأل الله الكريم أن يستمر هذا التعاون فيما بيننا لمصلحة ديننا الحنيف وعقيدتنا الأشعرية وهي عقيدة أهل السنة والجماعة ولخدمة هذا الشعب الطيب

ومما رأيناه في هذا البلد ولم نره في غيره من البلاد هو احتفال الدولة والشعب القمري الطيب وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف طيلة شهر ربيع الأول وهو بلا شك مما يقوي التآلف والتآخي والترابط بين الشعب والدولة وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله. ومما يشجع الناس على الالتزام بنهج وتعاليم سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. ونعمت هذه العادة الطيبة والسنة الحسنة والاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو عبارة عن شكر لله تعالى على نعمة ارسال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وإن كان العبد يشكر ربه على لقمة طعام أو على شربة ماء أو على صحة بعد مرض فمن باب أولى أن يشكر العبد ربه على الرحمة المهداة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي دلنا على طريق الجنة والسعادة الأبدية التي لا تنتهي

 

الوطن: ماذا تقولون لبعض الذين يرون أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ولا يجوز ذلك شرعا ؟

نقول إن على المسلم أن يشكر ربه بحسن عبادته وطاعته، وفي ذكرى المولد ماذا يفعل المسلمون من الطاعات يقومون بتلاوة القرآن والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرون الله تعالى يجتمعون على طاعة الله وذكر الله واطعام الطعام الحلال للناس وتوزيع الشراب الحلال عليهم وتذكيرهم بسيرة نبيهم عليه الصلاة والسلام ويعلمونهم ما جاء به رسول الله من العقيدة والأحكام وكل هذا وارد في الشرع وقد حث الشرع عليه وهذه الطاعة التي ذكرناها هي نِعمَ الطاعة وهذا العمل هو نعم العمل أي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولا ينكر هذا عالم من علماء أهل السنة ولا مسلم يحب الله ورسوله

أما منع بعض المتشددين للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وإنكارهم له فهو دليل على جهلهم فليس كل ما احدث بعد النبي بدعة سيئة فهذه المآذن والمحاريب احدثها الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ونقط المصحف احدثه رجل من التابعين يقال له يحيى بن يعمر فهل يقول هؤلاء ازيلوا هذه المآذن وسدوا المحاريب واكشطوا هذا النقط من المصحف لأن النبي ما فعله ولا أمر به؟! المحدث الموافق للكتاب والسنة هو سنة حسنة والمحدث المخالف للكتاب والسنة هو بدعة سيئة والاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس فيه ما يخالف القرءان الكريم والسنة النبوية المطهرة فهو سنة حسنة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء

فملك إربل الذي سن الاحتفال بالمولد قد سن سنة حسنة جزاه الله عن المسلمين خيرا . وأما نفاة التوسل والتبرك الذين يعتبرون كل ما احدث بعد النبي مما لم يفعله ولم يأمر به هو بدعة ضلالة فهو دليل على جهلهم بالكتاب والسنة وعلى فساد في قلوبهم وزيغ نسأل الله السلامة وفي إنكارهم هذا على المسلمين خطر على المجتمع والشعب والبلد لأنه يخشى أن تتحول هذه الفتاوى الباطلة مع مرور الزمن إلى سكين لقطع رقاب المحتفلين بالمولد النبوي الشريف بدعوى أن الاحتفال بالمولد بدعة ضلالة وأنّ من فعلها فهو ضال مشرك

فلهذا نوصي الشعب القمري الحبيب بالتمسك بهذه السنة الطيبة الحسنة والتمسك بالعقيدة الأشعرية التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة، ثم إن البدعة من حيث اللغة معناها ما أحدث على غير مثال سابق، يقال في اللغة جئت بأمر بديع أي محدث أي لم يعمل من قبل فأهل العلم من سلف وخلف لا يعتبرون البدعة مذمومة للفظ البدعة ولا لمعناها. فالبدعة من حيث الشرع معناها ما أحدث مما لم ينص عليه في القرآن ولا في السنة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء". فهذا دليل صريح قاطع أن البدعة منها ما هو حسن ومنها ما هو قبيح. فالحسن منها ما كان موافقا للكتاب والسنة والقبيح منها ما كان مخالفا للكتاب والسنة. والاحتفال بالمولد من حيث الأصل موافق للكتاب والسنة فهو سنة حسنة

الوطن: كلمة الأخيرة

 

وفي الختام نشكر صحيفة الوطن الموقرة على إجراء هذه المقابلة الطيبة والتي يراد منها بيان حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مع بيان أدلته وبيان عقيدة أهل الحق عقيدة رسول الله والصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان إلى يومنا هذا والتي تمسك بها أهل العلم هذا البلد سلفهم وخلفهم. هذه هي العقيدة المنجية، عقيدة أهل السنة والجماعة العقيدة الأشعرية التي عليها مئات الملايين من المسلمين. أما عقيدة المتشبهة المجسمة فعقيدة باطلة فاسدة فإنهم يعتقدون أن الله جسم قاعد فوق العرش وانه ينزل ويصعد كنزول المخلوق وصعوده وأنه في جهة فوق وغير هذا من كلام ما أنزل الله به من سلطان فهي عقيدة فاسدة مناقضة للكتاب والسنة نسأل الله أن يرانا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرانا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ومكافحته والحمد لله أولا وآخرا

تعليقات