logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

منتدى أسبوع الطاقة الروسي: تعزيز التعاون في ظل سياق جيوسياسي معقد

منتدى أسبوع الطاقة الروسي: تعزيز التعاون في ظل سياق جيوسياسي معقد

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
يشكّل أسبوع الطاقة الروسي 2025 منصة أساسية للحوار الدولي حول مستقبل الطاقة العالمي، في وقتٍ تتشابك فيه الاعتبارات الاقتصادية والجيوسياسية والبيئية على نحوٍ غير مسبوق. ويأتي هذا الحدث ليكرّس مكانته كإحدى أهم الفعاليات التي تجمع صُنّاع القرار وخبراء القطاع من مختلف دول العالم، لتبادل الرؤى حول التحولات العميقة التي تشهدها صناعة الطاقة.

 من موسكو/ محمد صالح أحمد   ✍️

انطلقت أعمال المنتدى أمس الأربعاء 15 أكتوبر الجاري في موسكو، بتنظيم من الحكومة الروسية ووزارة الطاقة ومؤسسة "روسكونغرس"، وسط مشاركة واسعة تضم أكثر من خمسة آلاف شخصية من 85 دولة، من بينها مصر، السودان، الإمارات، والبحرين، تحت شعار: "نبني معًا مستقبل الطاقة

ويستمر المنتدى على مدار ثلاثة أيام، تتخللها جلسات نقاشية وحوارات مغلقة، تُطرح فيها ملفات الاستثمار في الطاقة، والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، وأمن الإمدادات، وموقع روسيا في منظومة الطاقة الدولية

شهدت الجلسة الافتتاحية حضور شخصيات بارزة، من بينهم نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، ووزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، والأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص، والأمين العام لمنتدى الدول المصدّرة للغاز محمد هامل، إلى جانب نائب رئيس وزراء فيتنام بوي ثانه سون، وعدد من كبار ممثلي الشركات العالمية وخبراء الطاقة الدوليين

وبحسب المنظمين، يشكّل المنتدى أكبر منصة روسية للحوار حول قضايا الطاقة العالمية، حيث تُتخذ في ختامه قرارات استراتيجية وتُوقّع اتفاقيات تعاون، إلى جانب عرض أحدث الابتكارات والإنجازات التقنية في القطاع

الواقعية الطاقوية: بين الطموح والضرورة

ركزت النقاشات خلال اليوم الأول على قضايا أمن الطاقة والتحول البيئي والتعاون الدولي في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة. وفي هذا السياق، شدّد ألكسندر نوفاك على ضرورة زيادة تمويل مشاريع البنية التحتية للطاقة، مشيرًا إلى أن "التقدم العالمي لن يتحقق دون تعاون الحكومات وتبني حلول مشتركة

وأوضح نوفاك أن الموارد الهيدروكربونية -أي النفط والغاز- ستظل ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي لعقود مقبلة، متوقعًا أن يرتفع استهلاك النفط إلى 120 مليون برميل يوميًا، وأن يزداد الطلب على الغاز بنسبة 35% بحلول عام 2050 مقارنة بالمستويات الحالية

أما هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، فدعا إلى تبنّي نهج واقعي ومتأنٍّ في التعامل مع التحولات الطاقوية، مشددًا على أن التنبؤات التي تتحدث عن تراجع عصر النفط في العقود المقبلة "تغفل حقائق الطلب المتزايد على الطاقة في الدول النامية

وأكد الغيص أن النفط والغاز ما زالا يشكلان عنصرًا جوهريًا في أمن الطاقة العالمي، لاسيما في سياق مكافحة فقر الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة

منذ انطلاقه عام 2017، رسّخ منتدى "أسبوع الطاقة الروسي" موقعه كحدث عالمي بارز في مجال كفاءة الطاقة والتنمية المستدامة. فهو يجمع سنويًا صناع القرار والمستثمرين والخبراء من الشرق والغرب، ليكون مساحة لتبادل الأفكار، وصياغة المبادرات، وبحث فرص التعاون في عالمٍ يشهد إعادة تشكيل موازين الطاقة

تعليقات