وخلال الحفل الذي حضره عدد من أعضاء الحكومة وممثلي البعثات الدبلوماسية، قلّد فخامة الرئيس غزالي عثمان، السفير الصيني وسام الهلال الأخضر القمري، وهو أرفع وسام في الدولة، تقديرًا لجهوده البارزة في توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الصداقة المثمرة بين موروني وبكين.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، جدّد السفير الصيني تمسك بلاده بنهجها الداعم لجزر القمر، مؤكدًا أن الصين ستواصل مساندة البلاد في تنفيذ استراتيجياتها التنموية، على غرار ما بدأته منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1975. وأشار إلى أن هذه السنة تحمل طابعًا رمزيًا خاصًا، إذ تحتفل الدولتان بالذكرى الخمسين لاستقلال جزر القمر وبمرور نصف قرن على انطلاق التعاون الثنائي.
من جانبه، أشاد الرئيس غزالي بالدور الحيوي الذي لعبه السفير قوه تشي جيون في دعم خطط التنمية الوطنية، لاسيما في مجال تعبئة الموارد وإعادة تأهيل البنية التحتية، خاصة شبكات الطرق. وأضاف فخامته: "لقد كان للسفير دور حاسم في تعزيز الشراكة القمرية الصينية، سواء من خلال مشاريع البنية التحتية أو دعم القطاع الصحي، إلى جانب برامجه الموجهة لفائدة الشباب القمري".
وأكد رئيس الجمهورية أن العلاقات الثنائية بين موروني وبكين شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا نوعيًا بفضل الرؤية المشتركة التي تجمعه بنظيره الصيني، شي جين بينغ، وهو ما تُوّج في سبتمبر 2024 بالإعلان عن رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
مشاريع صينية تجسّد التعاون المثمر
شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملموسًا على أرض الواقع، تجسد في تدشين عدد من المشاريع الكبرى، من بينها طريق ممول من الحكومة الصينية في جزيرة موهيلي، وبداية أشغال بناء "المسبح الرياضي"، إلى جانب مشاريع أخرى تشمل المستشفيات والفنادق وشبكات المياه.
وعلى المستوى الاقتصادي، تمنح الصين جزر القمر إعفاءً كاملًا من الرسوم الجمركية على المنتجات القمرية، دعمًا لصادراتها، كما تشهد التبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين نشاطًا متزايدًا.
وفي المجال الصحي، يواصل الأطباء الصينيون وخبراء مكافحة الملاريا العمل على تحسين الوضع الصحي في البلاد، فيما يشهد تعليم اللغة الصينية في معهد كونفوشيوس إقبالًا واسعًا من الشباب القمري، ما ساهم في تعميق الروابط الثقافية والإنسانية.
وكان السفير قوه تشي جيون قد وصل إلى موروني عام 2022، في فترة حساسة كانت البلاد تتعافى من تداعيات جائحة كوفيد-19، حيث لعب دورًا بارزًا في تحفيز المشاريع وتسريع وتيرتها.
وفي كلمة مؤثرة، قال الوزير السابق سلطان شوزور: "نفقد اليوم صديقًا عزيزًا، تميّز بتواضعه وانفتاحه على الحوار، وكانت تبادلاته مصدر فرح كبير. إن انتهاء مهامه يشكل خسارة لنا، فقد كان شريكًا موثوقًا في جميع المجالات، لاسيما في دعم الاقتصاد، والصحة، والتعليم، والإعلام".
