وكان رئيس الجمهورية والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي غزالي عثمان قد افتتح يوم الثلاثاء 30 مايو الماضي، أعمال الورشة التي استمرت يومين في فندق جولدن توليب شمال العاصمة موروني. وقد حضر حفل الافتتاح رئيس لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية بيتر فانا مغوسي، ورئيس المخابرات السعودية خالد بن علي الحميدان، وأعضاء الحكومة القمرية، ورئيس البرلمان الوطني مستدران عبده، ورئيس هيئة الأركان للجيش الوطني للتنمية الجنرال يوسف إجهاد، ورؤساء المخابرات والأمن في الدول الأفريقية. كما حضر الحفل ممثلو فرنسا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة
وفي كلمته، أشار الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي غزالي عثمان إلى أن القارة الأفريقية تواجه تحديات كبيرة، من بينها التطرف العنيف الذي يحتل مكانة بارزة من حيث الأمن، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين، وتأثيره السلبي على تنمية البلدان. داعيا رؤساء المخابرات والأمن في الدول الأفريقية إلى ضرورة توحيد جهودهم للتعامل مع هذه التهديدات الأمنية المختلفة
وحث فخامته "جميع أجهزة الأمن والسلامة على الصعيدين العالمي والإقليمي، للعمل معا كفريق واحد لاستئصال هذه الشبكات الاجرامية في أنحاء العالم، مع التركيز على دول شرق أفريقيا، التي تتطلب مزيدا من الخبرة والموارد اللوجستية لمحاربة هذه الجرائم العابرة للحدود الوطنية"
وأشار رئيس الجمهورية في كلمته إلى عدة نقاط تشكل تهديدا للسلام والاستقرار في القارة قائلا "إن أعمال العنف الإرهابي والحروب الأهلية والتغييرات غير الدستورية والقرصنة البحرية والهجرة غير الشرعية في جميع الاتجاهات وكذلك جميع أشكال التهريب تجعل مستقبل هذا الفضاء غير مستقر"
مركز الاقتصاد العالمي
وفي حديثه عن الاقتصاد، أكد الرئيس غزالي أنه "لطالما اعتمد الاقتصاد العالمي منذ فترة طويلة على النفط في المحيط الأطلسي. نعلم اليوم، أن التغييرات الجارية ستضع شرق أفريقيا والمحيط الهندي كمركز ثقل وقوة دافعة للاقتصاد العالمي في القرن القادم. وأشار إلى موضوع الورشة، مقترحا إضافة موضوع فرعي تحت عنوان "ما هي استراتيجيات التعاون الإقليمي للحد من انعدام الأمن؟"
وتحدث رئيس الجمهورية عن الأهداف المحددة لهذا المنتدى الاقليمي، مشيرا إلى "زيادة الوعي بخطر التطرف الديني في دول المنطقة، لتجنب العنف المرتبط بالتطرف الديني. ولكن أيضا عن "إنشاء منصة للحوار والتعلم من قبل الأقران، بين الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة بشأن تنفيذ نهج شامل لإدارة الاستخبارات". كما شدد فخامته على "تحديد القدرات المؤسسية اللازمة والمجالات التي يجب أن تبذل فيها جهود التدريب والدعم بشكل متبادل". وكذلك "إنشاء مجتمع من الممارسة حول النهج الجديد للإدارة التعاونية للتهديدات متعددة الأوجه في منطقتنا. وتجميع الخبرات الناجحة في المجال التشريعي والمؤسسي"
مشاركة المعلومات
يذكر أن منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية أنشأت في 26 أغسطس من العام 2004 في العاصمة النيجيرية أبوجا من قبل رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية، وتم إقرارها بواسطة رؤساء الدول والحكومات في قمة يناير 2005. وتهدف إلى مساعدة الاتحاد الأفريقي وجميع مؤسساته في التصدي بفاعلية للتحديات الأمنية المستعصية التي تواجه أفريقيا، وينظر إليها كآلية للحوار والدراسة والتحليل والتشاور لاعتماد استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية المشترة بين أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية
ويكمن دورها في تزويد القيادة بكل ما يتعلق بمسائل الأمن والمخابرات في أفريقيا لترسيخ السلم والأمن والاستقرار في القارة، وتنسيق الاستراتيجيات بين أجهزة الأمن والمخابرات، ووضع وتعزيز تدابير بناء الثقة بين أجهزة الأمن والمخابرات. كما يتضمن دورها في تزويد مجلس السلم والأمن الأفريقي بالبيانات والمعلومات اللازمة ضمن أمور سياسية واستراتيجية من أجل حفظ السلام، وفض النزاعات. وتضم منظمة "سيسا" في عضويتها 54 دولة أفريقية، ومن بين أهدافها أيضا التعاون بين أجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا، وبحث المشاكل الأمنية، والمخاطر بالقارة، وإيجاد حلول لها