وتتعلق الندوة الأولى بالتواصل الحضاري بين سلطنة عمان وجزر القمر، وتتمحور حول الفنون الجميلة، وأزياء الرجال والنساء، والمظاهر الاجتماعية من العادات والتقاليد، ونشر اللغة والثقافة العربية، والقبائل العمانية القمرية، ويشترك فيها باحثون وأكاديميون من الدولتين الشقيقتين. في حين تتعلق الندوة الثانية بالملاح والجغرافي العربيّ العمانيّ الأشهر أحمد بن ماجد السعدي (821-906هـ ويوافق (1421-1500م)، أحد المنارات الرفيعة في القرن الخامس عشر الميلادي، بعد أن أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) اسمه: "كشخصية تاريخية عمانية بارزة"، في مجال علم الفلك والجغرافيا والملاحة البحرية، ويلقب "بأسد البحار" "ومعلّم بحر الهند"

ينحدر من عائلة مشهورة بالملاحة، اهتم منذ صغره برسم الخرائط، وجعل يتنقل بين البحار وهو ابن 17 سنة، وكان إدراج أحمد بن ماجد في قائمة اليونيسكو أثناء الاحتفاء بذكرى الأحداث والشخصيات التاريخية البارزة دوليا، بمناسبة مرور 600 عام على ميلاد الملاح العربي العماني، أشهر الملاحين في المحيط الهندي والبحر الأحمر والخليج العربي، ووصلت رحلاته البحرية إلى بحر ملقا وبحر الصين الجنوبي، وهو بهذا المعنى ليس مفخرة لسلطنة عمان، بل مفخرة للأمتين العربية والإسلامية، إذ تمثل إسهاماته في علم الفلك والجغرافيا والملاحة البحرية، إضافة قيمة إلى تاريخ الملاحة البحرية في الحضارة الإسلامية

كما تسجل إسهاماته في قائمة علماء العرب والمسلمين الذين أثروا المكتبة الإنسانية بعلمهم ومعارفهم، فقد ترك ابن ماجد تراثا علميا زاخرا يعدّ مرجعا أساسيا في بابه، تزخر به المكتبات العربية والأوروبية والعالمية، كما تتخذ الكليات والمعاهد العليا المتخصصة بعلوم الجغرافيا والفلك والملاحة البحرية مؤلفاته وتراثه مراجع أساسية لها، ومن أشهر مؤلفاته: كتاب الفوائد في علم البحر والقواعد، كتاب العمدة المهدية في ضبط العلوم البحرية، كتاب المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر، كتاب الفصول، القصيدة الهمزية

وأما أبرز منجزاته: فتطويره لمجال عمل البوصلة، وتطوير دائرة الرياح المرعية والمؤثرة على الملاحة، وضع مرشدات بحرية واضحة المعالم، يهتدي بها الملاحون في ظلمات البحر، وغيرها من الإنجازات العظيمة ذات الشهرة العالمية

بقلم الدكتور/ نور الدين باشا

عضو اللجنة المنظمة للندوة