logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

نظمه مكتب رابطة العالم الاسلامي بموروني: ندوة علمية عن مبادئ التسامح والحوار في وثيقة مكة

نظمه مكتب رابطة العالم الاسلامي بموروني: ندوة علمية عن مبادئ التسامح والحوار في وثيقة مكة

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
نظم مكتب رابطة العالم الاسلامي بموروني يوم الثلاثاء 16 نوفمبر الجاري، بمقر الرابطة الخيرية الاسلامية -هيئة علماء جزر القمر- ندوة علمية بعنوان "مبادئ التسامح والحوار.. انطلاقا من وثيقة مكة المكرمة"، بالشراكة مع دار الافتاء القمرية.

 

وأدار الندوة الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر رئيس الرابطة الخيرية الاسلامية والدكتور سعيد عبد الله جمل الليل مدير مكتب مفتي الجمهورية بحضور عدد من الأساتذة والباحثين وجمهور من الطلبة. وشكر الأستاذ يوسف مدهوما مندوب مكتب رابطة العالم الإسلامي بموروني رابطة العالم الإسلامي في كلمتها الافتتاحية على تنظيم هذه الندوة، منوها بأهمية الموضوع الذي اختارته، وضرورة السعي إلى تكريس وتعزيز مبدأي الحوار والتسامح في الساحة الفكرية الإسلامية. ونقل سعادته أسمى آيات الشكر والتقدير من المشاركين في هذه الندوة بمناسبة اليوم الدولي للتسامح الذي يصادف يوم 16 نوفمبر من كل عام

ومن جهته تحدث الدكتور سعيد عبد الله جمل الليل مدير مكتب مفتي الجمهورية عن وثيقة مكة المكرمة التي تعبر عن أفق الإسلام الرفيع ونظرته المستنيرة للتنوع البشري. مضيفا  أنّ البشر على اختلاف مكوناتهم ينتمون إلى أصل واحد، وهم متساوون في إنسانيتهم، رافضين العبارات والشعارات العنصرية، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة، إذ الاختلاف بين الأمم في معتقداتهم وثقافاتهم وطبائعهم وطرائق تفكيرهم قَدَرٌ إلهي قضت به حكمة الله البالغة، والإقرارُ بهذه السُّنَّة الكونية والتعامل معها بمنطق العقل والحكمة بما يوصل إلى الوئام والسلام الإنساني خيرٌ من مكابرتها ومصادمتها

كما سلطت الوثيقة الضوء على أنّ التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يُبرر الصراع والصدام، بل يستدعي إقامة شراكة حضارية إيجابية، وتواصلاً فاعلاً يجعل من التنوع جسراً للحوار والتفاهم، والتعاون لمصلحة الجميع، ويحفز على التنافس في خدمة الإنسان وإسعاده، والبحث عن المشتركات الجامعة، واستثمارها في بناء دولة المواطنة الشاملة، المبنية على القيم والعدل والحريات المشروعة، وتبادل الاحترام، ومحبة الخير للجميع، مع احترام تعدد الشرائع والمناهج، ورفض الربط بين الدين والممارسات السياسية الخاطئة لأي من المنتسبين إليه. ودعت وثيقة مكة إلى الحوار الحضاري بصفته أفضل السبل إلى التفاهم السويّ مع الآخر، والتعرف على المشتركات معه، وتجاوز معوقات التعايش، والتغلب على المشكلات ذات الصلة، إضافة إلى تجاوز الأحكام المسبقة المحمّلة بعداوات التاريخ التي صعدت من مجازفات الكراهية ونظرية المؤامرة، والتعميم الخاطئ لشذوذات المواقف والتصرفات، مع التأكيد على أن التاريخ في ذمة أصحابه، وبراءة الأديان والفلسفات من مجازفات معتنقيها ومدعيها

أما رئيس الرابطة الخيرية الاسلامية الدكتور عبد الحكيم محمد شاكر أوضح على أهمية وثيقة مكة المكرمة على الحضور، فأثنى على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان مضيفا شكره لجهود الدكتور محمد عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي في الإشراف على وثيقة مكة في كل مراحلها من التحضير إلى الإصدار

وأكد سماحته في افتتاح الندوة أنها ستكون ـ بإذن الله ـ باكورة لسلسلة ندوات فكرية رصينة تجمع النخب الوطنية من مختلف المشارب وتمكن من تدارس ونقاش القضايا الفكرية ذات الأولوية بالنسبة لعالم اليوم وما يواجه فيها أمتنا العربية والإسلامية، مضيفا أن اختيار موضوع الندوة هذه لم يأت من فراغ بل فرضته مركزية موضوع التسامح والتعايش ضمن المشاغل الفكرية الراهنة لمفكري وعلماء وفقهاء ودعاة الأمة، في وقت يكاد فيه الإسلام دين التسامح والرحمة يكون ـوفقا لما يريد أعداؤه ـ مرادفا للهمجية والعنف والإرهاب. ويشار إلى أن وثيقة مكة صدرت قبل عامين في عام 1440هـ برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وكانت ثمرة نقاش علمي معمق شارك فيه 1200 من خيرة علماء المسلمين، ويعول عليها لأن تكون الأرضية والأساس للحوار الواعي والتعامل المتسامح مع الآخر والانفتاح عليه في حدود التمسك بالهوية والدفاع عن المعتقد

تعليقات