logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

نواكشوط تختتم المنتديات العربية الإفريقية للغة الضاد والمؤتمر الثاني للمجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا

نواكشوط تختتم المنتديات العربية الإفريقية للغة الضاد والمؤتمر الثاني للمجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
اختتمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط فعاليات المنتديات العربية الإفريقية للغة الضاد وآدابها، والمؤتمر الثاني للمجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني، وبعناية خاصة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حفظهما الله.

 إعداد/ محمد أحمد ممادي  ✍️

وقد احتضنت نواكشوط هذه التظاهرة الثقافية الكبرى خلال الفترة من 27 إلى 29 أكتوبر المنصرم، بمشاركة نخبة من العلماء والأدباء والباحثين من نحو 40 دولة إفريقية وعربية ودولية، ضمن تعاون مشترك بين مجلس اللسان العربي في موريتانيا، واتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، والمجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا، ومجمع اللغة العربية بالشارقة، والندوة العالمية للشباب الإسلامي في المملكة العربية السعودية

افتُتحت أعمال المنتديات في قصر المؤتمرات المرابطون، بحضور رسمي وشعبي واسع تقدمه عدد من الوزراء والسفراء وكبار الشخصيات الثقافية والفكرية، من بينهم وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة الموريتانية، صفية انتهاه، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الموريتاني يعقوب أمين، إلى جانب حضور ممثلين عن منظمة التعاون الإسلامي، والأزهر الشريف، ومؤسسات علمية وثقافية من مختلف أنحاء إفريقيا والعالم العربي

حضر المؤتمرَ الباحثُ في جامعة جزر القمر الدكتورُ الأمينُ محسن الأمين، النائبُ الأوّل للمجلس الأعلى للّغة العربية، حيث شارك مقرِّرًا أوّل في أعمال الجلسة العلمية السابعة

وفي تصريحاتٍ أدلى بها لصحيفة الوطن وعددٍ من الصحف ووسائل الإعلام الموريتانية، أكّد الدكتورُ الأمينُ محسن أهميةَ انعقاد المؤتمر في موريتانيا، مشيرًا إلى أنّ الحكومةَ الموريتانية أولت المؤتمرَ عنايةً كبيرةً، حكومةً وشعبًا، تجسيدًا لاهتمامها الراسخ بخدمة اللغة العربية وتعزيز حضورها العلمي والثقافي

كما عبّر عن شكره العميق للشعب الموريتاني على حُسن التنظيم وكرم الضيافة، مثمنًا الجهود البارزة التي بذلها مجلسُ اللسان العربي في موريتانيا برئاسة العلّامة الدكتور الخليل النحوي، وكذلك الجهود الكبيرة التي قام بها البروفسور حسب الله مهدي فضلة، رئيسُ المجلس الأعلى للّغة العربية، في إنجاح أعمال المؤتمر وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال

واختتم تصريحه بالتأكيد على أنّ عملَ المجلس الأعلى للّغة العربية شهد نقلةً نوعيةً بعد مؤتمر نواكشوط، حتى أصبح الحديث اليوم عن مرحلتين واضحتين في مسيرته: ما قبل نواكشوط وما بعدها

قرارات تنظيمية وجائزة جديدة للشعر الإفريقي

وقد تميزت الفعاليات بتنوع محاورها الفكرية والعلمية، حيث تضمنت أربع تظاهرات رئيسية: المؤتمر العلمي الدولي الثاني للمجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا، بعنوان: "وسائل نشر اللغة العربية في إفريقيا واستراتيجيات تطويرها"، بمشاركة أكثر من سبعين باحثًا من مختلف دول القارة. المنتدى العربي الإفريقي للأدب، الذي ناقش قضايا الأدب العربي في إفريقيا وآفاق التفاعل الثقافي العربي الإفريقي. مهرجان أعراس الكلمات، الذي احتفى بالإبداع الأدبي والشعري في القارة. ندوة اليراعة الشنقيطية، التي خصصت لبحث أثر التراث الموريتاني في خدمة اللغة العربية وآدابها

شهد المؤتمر العلمي الاستثنائي للمجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا مجموعة من القرارات التنظيمية المهمة، من أبرزها: اعتماد التعديلات المقترحة على النظام الأساسي واللائحة الداخلية للمجلس، مع ترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. تجديد الثقة في رئيس المجلس الدكتور حسب الله مهدي فضله، ونوابه الثلاثة: الدكتور فؤاد بوعلي، والدكتور صالح محروس محمد، والدكتور حسن عثمان سجال، وتأجيل انتخاب النائب الرابع لاستكمال المشاورات. اختيار إحدى دول شرق إفريقيا لاستضافة المؤتمر العلمي الدولي الثالث العام المقبل

إطلاق جائزة إفريقيا للشعر العربي سنويًا، تقديرًا لمكانة الشعر العربي في ترسيخ اللغة العربية في وجدان الشعوب الإفريقية، على أن تُمنح الجائزة في افتتاح المؤتمر السنوي للمجلس. كما رحب المؤتمرون بانضمام أعضاء جدد من دول إفريقية عدة، مؤكدين أن المجلس الأعلى يمثل مظلّة قارية جامعة للمهتمين باللغة العربية، وداعين الحكومات والمنظمات لدعمه وتمكينه من أداء رسالته الحضارية

توصيات استراتيجية لتعزيز العربية في إفريقيا

خرج المشاركون بجملة من التوصيات الموجهة إلى الاتحاد الإفريقي والحكومات الإفريقية والعربية، أبرزها: بذل مزيد من الجهود لتفعيل رسمية اللغة العربية في مؤسسات الاتحاد الإفريقي، باعتبارها اللغة الإفريقية الوحيدة بين لغات الاتحاد الرسمية. دعم التعاون بين الحكومات والمجلس الأعلى لنشر العربية وتطويرها كلغة تواصل حضاري وثقافي. إحياء الجهود التاريخية في كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي، وإعادة الاعتبار لهذا التراث اللغوي العريق. دعم بناء مقر المجلس الأعلى في تشاد، وإنشاء مراكز تعليمية تابعة له في مختلف دول القارة

أما في ما يخص المؤسسات العلمية واللغوية، فقد أوصى المؤتمرون بـ: تعزيز دور الكتاتيب ومراكز تحفيظ القرآن الكريم باعتبارها من أهم مؤسسات نشر اللغة العربية في إفريقيا. تنظيم دورات تدريبية للمعلمين والباحثين في مجال تعليم اللغة العربية. الاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير الوسائل التعليمية والتطبيقات الخاصة بالعربية. دعم الأدب النسوي العربي الإفريقي، وتمكين المرأة المبدعة من المساهمة الفاعلة في المشهد الثقافي القاري. الحفاظ على التراث العربي الإفريقي المخطوط والعمل على نشره رقمياً لخدمة الأجيال القادمة

نحو رابطة عالمية للغة العربية

وفي ختام البيان، دعا المشاركون إلى تأسيس رابطة عالمية للغة العربية تُعنى بنشر لغة الضاد وتعزيز حضورها في العالم، مطالبين الحكومات العربية والإفريقية والإسلامية، ومنظمات التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، بتبني هذا المشروع الحيوي

كما عبّر المؤتمرون عن تقديرهم الكبير للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على رعايته الكريمة لهذا الحدث العلمي، وللشعب الموريتاني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة. ووجهوا شكرًا خاصًا إلى مجمع اللغة العربية بالشارقة، تقديرًا لجهوده العلمية والتنظيمية المتميزة، وإلى الندوة العالمية للشباب الإسلامي على دعمها اللوجستي والمادي لعدد من المشاركين

كما نوه البيان بدور الحكومة التشادية في احتضان مقر المجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا، وبجهود الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل وغيرها من الهيئات التي تسهم في خدمة اللغة العربية على امتداد القارة

وفي ختام فعاليات هذا العرس الثقافي العربي الإفريقي، أجمع المشاركون على أن المنتديات شكّلت نموذجًا مضيئًا للتكامل الثقافي بين العالمين العربي والإفريقي، ورسالة جديدة تؤكد أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل ركيزة حضارية وإنسانية توحد شعوب القارة وتبني جسور الحوار والمعرفة بين أبنائها

تعليقات