ومنذ أن بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، وأعداء الإسلام يخططون، ويمكرون للقضاء علي الإسلام وأهله، فالشرك يريد أن يدمر التوحيد، والمعصية تريد أن تدمر الطاعة، والشيطان وحزبه يريدون أن يدمروا حزب الرحمن، فهدف أهل الكفر والضلال واضح جلي، فلما لم يستطيعوا القضاء على الإسلام والمسلمين، راحوا يجردون المسلمين من دينهم، حتى يصبح المسلمون صورة وشكلا بلا مضمون، أو قل مسلمين بلا إسلام
ومن الواضح أن أعداء الإسلام في العصر الحاضر، قد فشلوا في تحقيق أهدافهم عن طرق احتلال البلاد الإسلامية، لذا، فقد غيروا خططهم في القضاء على الإسلام والمسلمين، وذلك عن طريق المسلمين أنفسهم، من خلال دعاوى مغرضة، وشعارات براقة (كالحرية - والتقدم - والحضارة - والعولمة) وغيرها، ومن المؤسف أن الكثير من المسلمين قد بلعوا هذا الطعم، وفتنتهم هذه الشعارات، فراحوا بقصد أو بدون قصد ينفذوا خطط الأعداء، ويحققوا أهدافهم، في تدمير الإسلام والمسلمين
لذا كان من الواجب علينا، نحن المسلمين، أن نتعرف على مخططاتهم، لنفسدها عليهم، ونحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم، والباحث والمتأمل في ذلك، يتبين له أن خطط أعدائنا لمحاربة الإسلام والمسلمين، بدأوها بالمرأة، نعم، لأنهم يعلمون جيدا أن فساد المرأة يعني فساد المجتمع كله
فالمرأة هي نصف المجتمع وهي التي تربي النصف الآخر ، فراحوا يدعون أن المرأة المسلمة مظلومة، ولابد لها أن تتحرر من هذا الظلم، وذلك عن طريق: (خلع الحجاب، وتتحرر من سيطرة الرجل فتصبح المرأة حرة ) ومعنى حرة أن تلبس ما تشاء، وتخرج من بيتها متى تشاء، وتصادق من تشاء، وتجالس من الرجال من تشاء، فالحرية تعني أن تتحرر المرأة من الشرف والفضيلة، ومن العفة والحياء، وأن تظهر مفاتنها للرجال، ليغازلها أصحاب القلوب المريضة، هذا هو أول المخططات، وللأسف فقد نجحوا في ذلك، واستجابت الكثير من النساء لنداء الشيطان، تحت دعاوى الحرية والنهضة والتقدم، والحضارة، خلعت المرأة المسلمة كل ملابسها وجلست على شواطئ البحار، فخلع منها العفة والوقار والحشمة والأمومة
أما المجال الثاني الذي خطط الأعداء من خلاله لتدمير الإسلام والمسلمين فهو مجال الثقافة والفكر والعقيدة، فقد عمل الأعداء على هدم العقيدة الإسلامية، والفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية وذلك من خلال طرق متعددة، منها: نشر فكر الإلحاد بين الشباب المسلم، فظهرت فرق ملحدة، لا تؤمن بإله، ولا تعتقد في دين، كما عملوا على إحياء فرق ذات عقائد فاسدة ومارقة من الدين، وشجعوا على نشر الخرافات والأباطيل، وابعاد المسلمين عن صحيح الدين، وكل ذلك لا يقيم اسلاما، ولا ينهض بأمة، فالإسلام عقيدة وعمل وسلوك وأخلاق
ومن مخططاتهم الفكرية أيضا أن يتبنى المسلمون فكر الكفار وعاداتهم وسلوكهم، فنتشيه بهم في كل شيء، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم آياته {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} [المائدة 52،53]
محمد حسين دحلان
باحث في الشريعة الإسلانية
وخطيب في جوامع موروني