ويشعر هؤلاء الطلاب بالارتياح ويقولون إنهم سعداء بأن تمكنوا من العودة إلى منازلهم. وحث هؤلاء الطلاب الحكومة القمرية على مساعدة الطلاب الذين مازالوا في جمهورية الصين الشعبية. وقالوا "من الأفضل أن يعودوا إلى جزر القمر بدلا من البقاء هناك، لأن ظروف الحجر الصحي هنا أفضل بكثير مما هو عليه في الصين". والتحق الطلاب الثلاثة -صبيان وفتاة- الذين وصلوا إلى البلاد لأول مرة وتم عزلهم منذ 14 يوما، بعائلاتهم يوم الثلاثاء الماضي. وغادر الشخص الرابع الفندق أول أمس الأربعاء، بينما انضم إلى أسرته الطالب الخامس صباح أمس الخميس
وفور وصولهم إلى البلاد، فرضت السلطات الصحية على هؤلاء الطلاب هذا الاجراء في أعقاب ظهور فيروس كورونا الذي ينتشر حاليا في الصين وفي بعض بلدان العالم. وعند مغادرته الفندق الذي أجبر على البقاء فيه 14 يوما، فترة حضانة فيروس كورونا، قال وينز محمد، أحد الطلاب الذين أنهوا الحجر الصحي يوم الثلاثاء، إنه "مرتاح" ويشعر بأنه "حر". وفي التفكير برفاقه الذين بقوا في الصين، دعا وينز محمد، الذي أعرب عن بعض الصعوبات العملية، الحكومة لرعاية المواطنين القمريين الذين ما زالوا في جمهورية الصين الشعبية. وقال في هذا الفندق يوجد نقص في المياه، نحن لا ننام جيدا، ومنذ مساء الاثنين لا يوجد ماء، ولم أستطع الاستحمام صباح اليوم (الثلاثاء)، ومع ذلك يجب علينا الاعتناء بإخواننا الموجودين في جمهورية الصين الشعبية، حيث لا يوجد شيء للأكل هناك. مضيفا "أن الأمر أفضل هنا"
وقال على الرغم من احتمالية العدوى، "سيكون من الأفضل لهم سماحهم بالقدوم إلى هنا بدلا من البقاء في الصين الآن". وأكد هذا الطالب أيضا أن سلطات جزر القمر الموجودة في الصين لم تتصل بهم مطلقا، "في بعض الأحيان يسمعون أخبارا، لكن ذلك لم يحل مشاكل المعيشة. إن اتحاد طلبة جزر القمر في الصين هو الذي يحاول التعاون لإعطاء أخبار جديدة، ولكن يجب رعاية الطلاب حقا". هذا التصريح يتناقض مع بيان المستشار الأول لسفارة جزر القمر في بكين الذي أكد "اتخاذ الترتيبات اللازمة لمساعدة المواطنين القمريين الذين يعيشون في جمهورية الصين الشعبية". وأضاف وينز محمد أنه بمجرد القضاء على فيروس كورونا، سيعود إلى الصين لمواصلة دراسته
انخفاض حصيلة الوفيات والإصابات في الأيام الماضية
ومن جانبه أشار علاوي منير إلى أن من بين الطلاب المعزولين، هناك من يأخذون دروسهم عبر الانترنت وأن هذه الدورات تبدأ في الساعة الثالثة صباحا بتوقيت جزر القمر. وأن الفندق الذي يسكنون فيه لا توجد شبكة الانترنت، بينما سيتعين على بعض الطلاب أخذ الدروس عبر الانترنت، وهو ما لا يمكن تحقيقه. وفي سياق متصل، هنأت وزيرة الصحة هؤلاء الطلاب الشباب لتعاونهم بشكل جيد وطلبت منهم دعم سياسة الوقاية التي بدأتها السلطات الصحية في البلاد. وقالت لوب ياقوت زيدو "في البداية كان الأمر معقدا، ولكن انتهى بهم الأمر إلى التعاون، لم يظهروا أي علامات مريبة، أشكرهم على التعاون وأتمنى لهم حظا سعيدا في المستقبل. وندعوهم إلى توعية الطلاب الآخرين بالوقاية". وقال مسئول منظمة الصحة العالمية في البلاد إن الأخبار السارة هي أن هؤلاء الطلاب الذين خضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوما، ليس لديهم أي علامات لفيروس كورونا. مؤكدا قائلا "عندما يتعاون الناس وينسقون جهودهم، وعندما نتبع التعليمات، كل شيء يسير على ما يرام. أهنئ هؤلاء الشباب على تعاونهم، واحترام التعليمات، وكذلك الحكومة على تبنيها هذه التدابير"
والجدير بالذكر، قالت السلطات الصحية في الصين أمس الخميس أن ما إجمالية 16.155 مريضا مصابا بفيروس كورونا الجديد غادروا المستشفيات بعد تعافيهم حتى نهاية أول أمس الأربعاء. وقالت اللجنة الوطنية للصحة في تقريرها اليومي إن يوم الأربعاء شهد خروج 1779 شخصا من المستشفيات بعد تعافيهم. وبنهاية يوم الأربعاء، توفي ما إجمالية 2118 شخصا بسبب المرض وتم تسجيل 74.576 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في 31 منطقة على مستوى المقاطعة. وقالت لجنة الصحّة في هوباي، في تحديثها اليومي لحصيلة الوفيات والإصابات، إنّ الغالبية العظمى من هذه الوفيات سجّلت بعاصمة المقاطعة ووهان، المدينة التي ظهر الفيروس فيها للمرة الأولى أواخر ديسمبر 2019. وأضافت أنّه خلال الساعات 24 الماضية سجّلت في ووهان 615 إصابة جديدة بالفيروس، في حين سجّلت في بقية أنحاء المقاطعة 13 إصابة جديدة فقط، في حصيلة تمثّل انخفاضاً كبيراً جداً عن تلك المسجّلة الأربعاء (1693 إصابة جديدة في هوباي).